الجامعة التقنية الوسطى وهي تحتفل بتخريج دفعة جديدة من طلبتها للعام الدراسي 2023 / 2024 ، اختارت هذا العام أن يكون لحفل تخرجها محتوى وليس مجرد عنوان ، من خلال إثبات قدرتها على الإضافة بكل المجالات من خلال التطور والتجديد للتنافس مع أخواتها من الجامعات داخل وخارج العراق ، فهذه الجامعة الفتية بعمرها والكبيرة بالعطاء استطاعت أن يكون لها موطأ قدما واسع في التصنيفات العالمية للجامعات ، فقدت دخلت ضمن 21 تصنيف عالمي بالإضافة إلى التصنيف العراقي للجامعات ، وخلال الشهر الماضي أعلن رئيسها الأستاذ الدكتور وضاحعامر حاتم التميمي عن دخول الجامعة التقنية الوسطىإلى تصنيف التايمز البريطاني العالمي World University Ranking ( ثاني اكبر تصنيف عالمي بعد تصنيف شنغهايالصيني ) للمرة الثانية على التوالي والمحافظة علىمرتبتها العالمية في ثاني اكبر تصنيف عالمي وبالمرتبة1501+ من أصل 2092 جامعة عالمية داخلة في التصنيفوالمرتبة 7 من أصل 22 جامعة عراقية داخلة في هذاالتصنيف للعام 2025 ، وخلال العام الحالي شاركت الجامعة من أصل ثلاث جامعات عراقية ( التقنية الوسطى ، الكوفة ، الجامعة العراقية ) في اجتماع رؤساء الجامعاتالعربية الداخلة في تصنيف QS للمنطقة العربية المنعقد فيالعاصمة عمان وهو مهم في تطبيق AI في بحوثالجامعات التقنية و في كيفية الاستفادة من تداخلالاختصاصات لتحقيق بحوث عالية الجودة لخدمة المجتمعات العربية ، ولدعم جهود ملاكات الجامعة في البحث العلمي فقد تم أخيرا إطلاق مجلتين علميتينجديدتين في كلية الفنون التطبيقية وكلية التقنيات الصحيةوالطبية – بغداد ، وبذلك يصبح في رصيد الجامعة 6 مجلاتعلمية بمختلف التخصصات العلمية ، ويأتي ذلك إلى جانب الاهتمام بالنشر في المستوعبات العالمية ، إذ تمت فهرسةبحوث المؤتمر الدولي الخامس لبحوث تقنيات الهندسة فيإحدى المجلات العالمية وارتفاع عدد البحوث المنشورة فيمستوعب Scopus إلى 4206 بحوث ، واغلب البحوث التي تشارك في مؤتمرات تشكيلات الجامعة تحظى بالنشر في المجلات العالمية ، والحديث يطول في ذكر الانجازات العلمية للجامعة خلال العام الحالي ، فبعد استحداث عددا منألأقسام والفروع العلمية للدراسات الصباحية والمسائية في تشكيلات الجامعة في التخصصات ( الطبية ، الهندسية ، الإدارية ، الفنون التطبيقية ، الزراعية ) ، فقدافتتح معالي وزير التعليم العالي الكلية التقنية / بعقوبةفي محافظة ديالى والعمل جار لافتتاح كلية تقنية فيالانبار ، وتولي الجامعة اهتماما للتعاون مع القطاع الحكومي كما تركز على مؤسسات القطاع الخاص من أجلنقل متطلبات السوق إلى المناهج والبرامج الدراسية والبحثالعلمي والاتفاق على مجالات التدريب والتأهيل والمشاركةفي رسم سياسات استحداث الأقسام العلمية بما يتوافق معسوق العمل ، فضلا عن العمل لربط المناهج الدراسيةبصورة مباشرة باحتياجات المجتمع ومراجعتها بصورةمنتظمة لتلبي كل المتغيرات في البيئة العالمية ، وجهودها لم تنقطع لتحقيق المزيد من التنسيق والتعاون بينالجامعات والشركات والوزارات القطاعية والنقاباتوالمنظمات والفعاليات ذات العلاقة ، وفي الإطار ذاته تولي اهتماما بتنظيم وتنفيذ معارض ألنتاجات العلمية للطلبة ومشرفيهم في مختلف الاختصاصات والتشكيلات ، وتم تبني برنامج ( كيف تؤسس مشروعك ) الذي أطلق بجهودقسم التأهيل والتوظيف والمتابعة في الجامعة ، وهو نواةلتطوير مهارات خريجي الجامعة لإيجاد فرص العمل استجابة لمبادرة دولة رئيس الوزراء ، كما يتم الاهتمام بعقد مذكرات التفاهم والشراكة مع الجامعات المحلية والخارجية .ولتحقيق مختلف الغايات أطلقت الجامعة موقعهاالالكتروني ( الرسمي ) بحلته الجديدة والذي يعد البوابةالرئيسية للجامعة عبر شبكة الانترنيت ، فضلاً عن كونهبوابة للتصنيفات العالمية كما انه موقعا خدميا لجميعالطلبة والتدريسيين والمنتسبين ، والموقع الجديد للجامعة تمإعداده بشكل احترافي ليضاهي المواقع العالمية مع مراعاةالجانب الأمني والسيبراني ليكون شاهداً على مدى التقدمالذي تحققه الجامعة في مختلف الميادين .
والجامعة التقنية الوسطى تضم عددا من الكليات والمعاهد التقنية وتتوزع تشكيلاتها في خمس محافظات ( بغداد ، ديالى ، واسط ، الانبار ، صلاح الدين ) ، وهذا التوسع الجغرافي يفرض عليها مهام ضخمة في البناء والإنشاءاتوتركز خططها على جانبين أساسيين ، الأول هو إضافة وتطوير وتحوير البنى التحتية للأقسام العلمية وما يرتبط بها من خدمات ( المكتبات ، الورش والمختبرات ، إدخالالتقنيات ، غيرها ) بما يناسب توسعها الأفقي والعمودي ،والثاني هو توفير البيئة الجامعية الملائمة للطالب فالتخصصات التقنية تتطلب من الطلبة التواجد لساعات طويلة للإيفاء بالمقررات النظرية والتطبيقية ، مما يستوجب إشعارهم بأنهم في ظل أجواء علمية وإنسانية واجتماعية وترفيهية إلى جانب الاهتمام بدعم مهاراتهم وقدراتهم وهواياتهم الرياضية والفنية والأدبية ، ولا يخلو أي تشكيل من تشكيلات الجامعة من وجود أعمال بناء وتطوير اغلبهاتنفذ خلال العطلة الصيفية وبعضها يستكمل بنائها خلال العام الدراسي دون أن يؤثر ذلك على سير التدريس وبقية الفعاليات ، وتم بالفعل انجاز 14 مشروعا بدرجات إتقانعالية كما يتم استكمال الإنشاءات في مقر الجامعة وهي أعمال ليست جمالية فحسب وإنما لها استخدامات ورمزيةمهمة وتعد من وسائل الجذب للتعليم التقني ، ونشير بهذا الخصوص إلى إن الجامعة تأسست في عام 2014 ورغم ما شهده البلد من أحداث ومتغيرات أثرت على توفير التمويل ،إلا إن الجامعة استطاعت مواجهة مختلف التحديات من خلال التمويل المركزي والتمويل الذاتي من إيراداتالفعاليات الإنتاجية وترشيد استخدام الموارد من خلال التنفيذ المباشر ، حيث تعمل ملاكات الجامعة بروحية الفريق وتتقاسم الأدوار لكي يقدموا لجامعتهم ما تستحقه بما يعكس ولائهم العالي لهذه الجامعة التي تنمو بشكل حقيقي ، وتسهم قيادة الجامعة في تنمية الشعور بالانتماء من خلال العلاقة المتوازنة بين بعضهم البعض ، ويحرص رئيس الجامعة ومساعديه والعمداء على عقد اللقاءات المباشرة مع المنتسبين لتذليل ما يوجهونه من صعوبات كما يتبادلون العلاقة الصحيحة مع الطلبة وعوائلهم ، وحفل التخرج الذي نتحدث عنه يحظى باهتمام وحضور أهاليالطلبة وسكان المنطقة المحيطة بمقر الجامعة ( الزعفرانية )ليطلعوا على ما تتضمنه الجامعة من أجواء إلى جانب الدعوات الرسمية لمختلف القطاعات ، وهو حفل ضخم يناسب حجم الانجازات التي حققتها خلال العام الدراسي 2023 / 2024 وقد تمت التهيئة له من قبل اللجان المشكلة والطلبة الخريجون ، ويشهد إضافات وابتكار وجمالية ومضمون تضيف لمسات لحفلات التخرج السابقة ، وروعي استخدام تقنيات حديثة إثناء فقرات الاحتفال بعضها صممت ونفذت من قبل الطلبة وبإشراف أساتذتهم ومشرفيهم والبعض الآخر من قبل الأقسام المعنية في الجامعة . والهدف من كل ذلك أن لا يكون ( العلم والبناء ) شعارا عابرا وإنما تجسيد لما قدمته الجامعة خلال عام في جوانب العلم والبناء ، مع التركيز على بناء الشخصية الوطنية للطالب المتخرج بما يجعله راغبا وقادرا على ولوج أسواق العمل اعتمادا على ما اكتسبه من معارف ومهارات ، فالجامعة كانت ولا تزال تؤكد على ( التمكين ) بما يجعلالمتخرج عنصرا ايجابيا يسهم في العمل وبناء الوطن والحفاظ عليه ، فالتخرج ليس شهادة تعلق على الجدران وإنما تضيف لحاملها واجبا جديدا يجب أن يضطلع به من حيث العطاء والثقة بالنفس ، بعد أن وفرت له الجامعة ما يمكن توفيره من متطلبات .
أن يوم التخرج الجامعي ، ليس يوما كبقية الأيام وهو ليس دليلا على نجاح الطلبة وتخرجهم بعد اجتيازهم المتطلبات ،وإنما إثبات لقدرة الجامعة ( وما فيها من كليات ومعاهد وأقسام ) قيادة ومنتسبين في كل التشكيلات على أداءمهامهم العلمية والمهنية والإنسانية ، فالجامعات حالة متقدمة في المجتمع ويقع على عاتقها العديد من الأدوار ، ووزارة التعليم التي ترتبط بها الجامعة على علم بكل التفاصيل وقد خص الوزير رئيسها ومنتسبيها بالشكر والتقدير لعدة مرات ، وما أجمل اليوم الذي يرتدي في الطالب ( روب ) التخرج ليثلج فيه صدور أهله وذويه ومحبيه ليثبت لهم انه على قدرة المسؤولية في رد الجميل ، وهذا اليوم يبقى عالقا في الذاكرة بمرور الأعوام ، وهنيئا للطلبة المتخرجين وهم يرتدون لباسا جديدا في الحياة وهو ثوب العمل والاعتماد على النفس في بناء المستقبل بعرق الجبين ، ومبارك للجامعة التقنية الوسطى لهذا المستوى الراقي من ( العلم والبناء ) الذي شهده 2023/ 2024 حيث أضافت بصمة جديدة في مستقبل الأجيال ، والشكر والثناء لكل المخلصين والجادين من التدريسيين والفنيين وكل العاملين الساندين بكل العناوين السابقين والحاليين ، الذين أسهموا في تحويل عنوان التخرج لأكثر من شعار وهميواصلون البذل والعطاء فمهمتهم لم تنتهي بعد لأنهم رواد في مصنع الأجيال ، ونتمنى لكل جامعاتنا الوطنية التوفيق والارتقاء للمستوى الذي يجعلنا نفخر بها و بحالة اطمئنان على أبنائنا ، فهم ( الأبناء ) الورثة الشرعيين في بناء العراق وفي تسيير أمور الحياة وجعله بالمكانة التي يستحقها بالفعل رغما عن كل الظروف والتحديات .