20 نوفمبر، 2024 4:23 م
Search
Close this search box.

روسيا تغير عقيدتها النووية .. هل أصبح العالم على مشارف حرب عالمية ثالثة ؟

روسيا تغير عقيدتها النووية .. هل أصبح العالم على مشارف حرب عالمية ثالثة ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

عشية إعلان الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، دعم “أوكرانيا” بصواريخ بعيدة المدى لاستخدامها ضد أهداف داخل العُمق الروسي، وما يُعتبر ردًا على تلك الخطوة، وافق الرئيس الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، أمس الثلاثاء، على أسس سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي.

وقالت الوثيقة: “من أجل تحسّين سياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي، أصدر مرسومًا: للموافقة على الأسس المرفقة لسياسة الدولة الروسية في مجال الردع النووي”، بحسّب ما نقل موقع (سبوتنيك) الإخباري الروسي.

وجاء في الوثيقة التي وقّعها “بوتين”: “سياسة الدولة في مجال الردع النووي دفاعية بطبيعتها، وتهدف إلى الحفاظ على إمكانات القوات النووية عند مستوى كافٍ لضمان الردع النووي، وتضمن حماية سيّادة الدولة وسلامة أراضيها، وردع أي عدو محتمل من العدوان على روسيا الاتحادية و(أو) حلفائها، وفي حالة نشوب نزاع عسكري – منع تصعيد الأعمال العدائية وإنهائها بشروط مقبولة لروسيا أو حلفائها”.

وأضافت: “يُعتبر عدوان أي دولة من التحالف العسكري ضد روسيا أو حلفائها عدوانًا من قبل هذا التحالف ككل”.

دخول المرسوم حيز التنفيذ..

ويدخل المرسوم حيز التنفيذ من يوم التوقّيع عليه، أي أمس الثلاثاء الموافق 19 تشرين ثان/نوفمبر 2024.

وهذا يعني أن “بوتين” وقّع على مرسوم يوسّع إمكان اللجوء إلى السلاح النووي.

وكانت وكالة (تاس) الروسية للأنباء؛ نقلت في وقتٍ سابق عن (الكرملين) قوله إن: “التعديلات على العقيدة النووية لروسيا تم إعدادها وهي جاهزة للتصديق عليها رسميًا”.

وقال المتحدث باسم (الكرملين)؛ “دميتري بيسكوف”: “تمت صياغتها عمليًا بالفعل. وسيتم إضفاء الطابع الرسمي عليها عند الضرورة”.

خط أحمر لـ”الولايات المتحدة”..

واعتبرت التعديلات على نطاقٍ واسع محاولة من “بوتين” لرسم: “خط أحمر”؛ لـ”الولايات المتحدة” وحلفائها، من خلال الإشارة إلى أن “موسكو” ستدّرس الرد باستخدام أسلحة نووية إذا سمحت تلك الدول لـ”أوكرانيا” بضرب عُمق “روسيا” بصواريخ غربية بعيدة المدى.

من أبرز بنود العقيدة النووية الروسية المحدَّثة:

  • العدوان على “روسيا” وحلفائها من قبل دولة غير نووية وبدعم من دولة نووية؛ سيُعتبر هجومًا مشتركًا.
  • استعداد “روسيا” وتصميمها على استخدام الأسلحة النووية سيضمن الردع النووي.
  • يمكن لـ”روسيا” استخدام الأسلحة النووية في حالة وجود تهديد خطير للسيّادة وسلامة الأراضي لها ولـ”بيلاروسيا”.
  • تتضمن العقيدة النووية المحدَّثة تحديد العدو الذي يقصده الردع النووي.
  • من شروط استخدام الأسلحة النووية إطلاق الصواريخ الباليستية على “روسيا”.
  • توفير الأراضي والموارد للعدوان على “روسيا” هو أساس لاستخدام الردع النووي ضد مثل هذه الدولة.

“روسيا” تُراقب..

علقت الرئاسة الروسية؛ (الكرملين)، على خبر المصادقة على العقيدة النووية المحدَّثة بالقول إنها: “نص مهم للغاية”.

“روسيا” تحتفظ بحق استخدام الأسلحة النووية في حال تعرضها أو “بيلاروسيا” لعدوان بأسلحة تقليدية إذا كان يُشكل تهديدًا خطيرًا على سيّادتهما.

الهدف من توقيع مرسوم العقيدة النووية هو جعل: “الأعداء المحتملين” يُدركون حتمية الرد على أي هجوم على “روسيا” أو على حلفائها. وأن “روسيا” بحاجة إلى مواءمة العقيدة النووية مع الوضع الحالي. وأي عدوان على “روسيا” من قبل دولة غير نووية بمشاركة دولة نووية سيُعتبر هجومًا مشتركًا.

وقال (الكرملين)؛ بشأن التقارير حول استخدام أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي الأميركية في منطقة “كورسك”: “جيشنا يُراقب الوضع عن كثب”.

واحدة من الأدوات المتاحة..

ويرى موقع (24) الإماراتي؛ إنه لم يكن من قبيل المصادفة أن يُدلي “بوتين” بتعليقاته عن تحديث العقيدة النووية عشية اجتماع سابق بين الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، ونظيره الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، حيث كان من المقرر اتخاذ قرار بشأن السماح لـ”كييف” باستخدام الصواريخ الغربية لضرب عُمق الأراضي الروسية.

وبحسّب “موسكو” تُعتبر  محادثة “بايدن” و”زيلينسكي”؛ “الحلقة الأخيرة”، في اتجاه مُقلق للغاية بالنسبة لـ (الكرملين)، حيث يوسع الغرب مساعداته لـ”أوكرانيا” في حين يُظهر تجاهلًا متزايدًا للخطوط الحمراء الروسية.

وردًا على ذلك؛ تُريد القيادة الروسية أن تُظهر أن تصريحاتها يجب أن تؤخذ على محمل الجد، وأن العقيدة النووية الأكثر صرامة هي واحدة من الأدوات المتاحة للقيام بذلك.

وبالعودة قليلًا إلى الوراء قبل عامين فقط؛ كان من الصعب أن نتخيل قيام أفراد عسكريين غربيين بقصف مقر الأسطول الروسي في “البحر الأسود”، أو أن مثل هذا الحدث يمكن أن يحدث دون إشعال حرب بين “روسيا” و”حلف شمال الأطلسي”.

ومع ذلك؛ هذا هو بالضبط ما حدث قبل عام واحد، عندما شنت القوات المسلحة الأوكرانية ضربة على “سيفاستوبول” باستخدام صواريخ (ستورم شادو) البريطانية.

لعبة الردع المتبادل..

واتخذت “روسيا” اليوم تصعيدًا في خطابها وأفعالها في محاولة لمنع الغرب من السماح لـ”أوكرانيا” بإطلاق صواريخ “حلف شمال الأطلسي” على الأراضي الروسية المُعترف بها دوليًا. ووفقًا لـ”بوتين”، فإن مثل هذا الإذن يعني أن: “دول حلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة والدول الأوروبية تُقاتل روسيا”.

وبعبارةٍ أخرى؛ يعترف الرئيس بشكلٍ غير مباشر بالفرق بين الأراضي الروسية التي تم تأسيسها قانونيًا وتلك التي تم ضمها من “أوكرانيا”، بما في ذلك “شبه جزيرة القِرم”، وهو دليل قاطع على أن “روسيا” تلعب مع “أميركا” و”الاتحاد الأوروبي” لعبة الردع المتبادل.

ومنذ بداية الحرب الأوكرانية، أطلق الرئيس الروسي؛ “بوتين”، الذي توقع أن تنتهي الحرب في غضون أيام، تهديدات شديدة اللهجة ضد الغرب في خطابه في 24 شباط/فبراير 2022، قائلًا: “سترد روسيا على الفور، وستكون العواقب كما لم تشهدوها قط في تاريخكم بالكامل”.

يمنحها حرية الضربات النووية الوقائية..

وترى (سكاي نيوز عربية)؛ أن إدخال “روسيا”: “للتعديلات في عقيدتها؛ بخصوص استخدام الأسلحة النووية، سيمنحها حرية تنفيذ الضربات النووية (الوقائية)”.

هذا يعني أن “موسكو” لن تلجأ: “للحل النووي” فقط عند التعرض لهجوم نووي، بل بإمكانها الآن استخدام الأسلحة النووية للرد على ضربات تعتبرها “روسيا”: “وجودية”.

وأشار نائب وزير الخارجية الروسي؛ إلى أن قرار تعديل العقيدة النووية الروسية: “مرتبط بمسّار التصعيد الذي ينتهجه خصومنا الغربيون”، فيما يتعلق بالصراع في “أوكرانيا”.

والشهر الماضي؛ باغتت “أوكرانيا”؛ “موسكو”، باختراق حدودها الغربية في توغل لآلاف القوات التي لا تزال “روسيا” تُكافح لصّدها. بحسب الدعاية الأميركية والغربية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة