مرجعيات العراق اكدت لمرجعيات طهران بان الائتلاف الشيعي وما يقصد التحالف الوطني العراقي بان حكم المالكي انتهى ولم تجدد له لولاية ثالثة , وتم الايعاز من المرجعيات العليا البحث عن مرشح جديد للاستحقاق الشيعي اي رئاسة مجلس الوزراء , في الوقت نفسة اشار هذا القرار حفيظة عدد كبير من رهط المالكي من ساسة ومسؤولين وبدء يدب في داخلهم حالة الرعب والهلع منها لسببين , الأول لأنهم يعرفون إن النهاية باتت وشيكة لا محال ، والثاني الخوف من المصير الأسود الذي ينتظرهم في حال عدم وصولهم الى قبة البرلمان الجديد مرة اخرى , أو وولادة حكومة وطنية تتولى محاسبتهم , وقد بدأنا نشاهد طلائع هؤلاء تتدفق الى العواصم الأوروبية وخاصة لندن وإتباع لندن ، حيث أموالهم واستثماراتهم التي نهبوها من العراق وحيث عائلاتهم التي لم تغادر مدن لبنان وايران والخليج وعمان واوربا وامريكا أساسا لأنها لا تطيق العيش في العراق الجديد الذي لا يناسبها ولا توجد فيه الكماليات اللازمة للاستمتاع بالمليارات التي نهبت من ثروات ابناء الشعب العراقي في اكبرعملية فساد في تاريخ المنطقة ، وربما العالم بأسره , العراق يقف حاليا إمام مرحلة دموية من الفوضى والتصفيات الطائفية بسبب الفراغ الذي سيتركه تغير الحكم القادم في العراق ، والشعب العراقي يعترف وبصراحة بان النخبة العراقية الحاكمة فشلت في إقامة نظام سياسي مستقر يحقق طموحات الشعب العراقي بسبب خلافاتها الداخلية والشخصية المتفاقمة , السنة الحادية عشرة جاءت بعد الاحتلال البغيض الملعون , والعراق دون حكومة وطنية تراعى مصالح الشعب , رغم الوساطات والتدخلات الأمريكية التي لم تتوقف ، والبرلمان لم يصدر منه قانون بحق المساكين العراقيين ، القوات الأمريكية انسحبت من العراق وخلفت وراءها أيتامها من عناصر العملاء ، ترى ماذا سيحدث لهؤلاء بعد رحيل كفيلهم الأمريكي والايراني ، وباتوا مثل اللقطاء غير معروفي الأب ، فلا هم من أجهزة العراق الجديد ولا هم قوات مقاومة للاحتلال التي خانوها وتعاونوا مع الاحتلال ضدها ، ولا هم من المواطنين العاديين المغلوبين على أمرهم ،
نفهم ، ولا نتفهم ، ان لا يستوعب رجال الخيانة والعمالة والرذالة هؤلاء وزعماؤهم (خاصة من قادة بعض العشائر) ونسبة كبيرة منهم من الجهلة فكريا وسياسيا ، الدرس الأبرز في التاريخ الذي يفيد بان جميع الذين تعاونوا مع احتلال بلادهم وقواته واجهوا مصيرا حالك السواد ، بعد تخلي المحتلين عنهم وهروبهم تحت جنح الظلام مهزومين ، ولكن لا نفهم ان يقع في هذه الخطيئة سياسيون وشيوخ عشائرورجال دين كبار يرتدون العمائم بمختلف ألوانها ، وبعض هؤلاء دكاترة وخريجو جامعات غربية او حوزات علمية مشهود لها في العلوم الدينية والفقهية , تعالوا لنجري جردة حساب لما جرى في العراق بعد سنوات الغزو , والانجازات التي تحققت بفضل هذا الاحتلال وما إذا كانت تستحق الثمن الباهظ المدفوع من دماء العراقيين والأمريكيين وثرواتهم في المقابل , يتباهى الأمريكيون وحلفاؤهم بأنهم أطاحوا بنظام صدام حسين حسب تعبيرهم ، وهذا صحيح ، فنظام صدام لم يعد يحكم العراق ، ولكن هناك الملايين من الايتام ، ومليون أرملة ، ومليوناً ومئتي شهيد ، وستة ملايين جريح ، نسبة كبيرة منهم في حالة إعاقة كاملة وأربعة ملايين مشرد داخل العراق وخارجه ، علاوة على إن العدد نفسه بقي في المنافي ولم يتحقق حلمه بالعودة إما الطبقة الوسطى عماد المجتمع العراقي فقد اختفت بالكامل ، وكذلك الخدمات الأساسية من تعليم وطبابة وماء وكهرباء وخدمات عامة للمواطنين ، لم تكن هناك طائفية ، ولا تفتيت مذهبي وعرقي ، نأمل أن نرى حكومة عراقية حقيقية في أوساط العراقيين في المستقبل القريب ، عنوانها محاسبة كل الذين تورطوا في جرائم الحرب هذه ، والعراقيون منهم خصوصا ، إمام محاكم دولية وإذا تعذر ذلك فمحاكم عراقية عادلة ولكننا نخشى من أمر واحد وهو ان تحرمنا الحرب الزاحفة ، وشبه المؤكدة من تحقيق هذه الأمنية .