وصلت الى عملي متأخرا كالمعتاد ..رمقني المدير بعينين زجاجيتين حادتين كعيني الذئب قائلا ” بس لا تكلي سيارتي عطلت بالطريق مثل كل مرة ، تره هاي الأسطوانة المشروخه حفظناها على الغيب..إلعب غيره .. ياأخي جدد أعذارك … حلق في عالم الأكاذيب و الخداع على الطريقة الأميركية ألم يخدعوا العالم بأسلحة دمار شامل يمتلكها العراق تهدد أمن المنطقة وإسرائيل مع ان العراق ليس بإمكانه صناعة أبرة ..استكان شاي .. صحن فرفوري ..نفاخة ..مصاصة أطفال واذا ماصنعها جزافا… فهي تجميع لا أكثر “.
قلت لا ..لا..لا هذه المرة عقلي الذي تعطل وليس سيارتي!! ولم اكد أفرغ من كلامي حتى تجمهر حولنا الموظفون والموظفات جميعهم – فضولا – ولسان حالهم يقول ” شلون يابه ؟”الحقيقة ان حماس الزملاء دفعني الى الاسترسال كونهم – لا شغل ولا مشغلة- وبمعنى أدق بطالة مقنعة ..مع مقبلات الغيبة والنميمة والقشبة بعضهم ضد بعض حتى نهاية الدوام الرسمي .
قلت بالأمس وبعد خسارة برشلونة خرجت اتنسم هواء الليل واذا بصحن طائر على الطريقة الهوليودية يمر فوق رأسي مسرعا الى لإمكان ، وسرعان ماعلمت بأن جاري العزيز يخوض معركة حامية الوطيس مع زوجته فأسرعت لإصلاح ذات البين ، وما ان دخلت حتى بادرت بذات – القوانة – هل نسيتم قصة حبكم التي أصبحت مضربا للأمثال حتى غار منكم قيس وليلى ..جميل وبثينة .. عنتر وعبلة .. فأشتعل الجو سخونة وانطلقت الفازات .. الأقداح .. المزهريات ذات اليمين وذات الشمال ..ثم تطورت اساليب الحرب الزوجية لتتحول الى المطبخ هذه المرة … قدور ..سكاكين .. ملاعق ..جطلات .. الغريب ان الزوجين كانا يستهدفاني بهذه الآت الحادة ولا يستهدف احدهما الآخر .
فعندما تريد الزوجة ان تضرب زوجها فأنها تلقي مابيدها تجاهي ..وكذلك كان يفعل الزوج المصون حتى هربت من ميدان المعركة ببيجاما نصف كم- ردن – بعد ان دخلت الدار لغرض الإصلاح على ما أذكر بكم كامل !!
كنت اظن خطأ ان الخلاف نشب لأن الزوج قرر الطلاق .. الزواج بإمرأة اخرى … لأنه مدمن خمور ..لايفي بالحقوق الزوجية ووووو …إلا أنني اصبت بالصدمة عندما علمت بأن الزوجين رشحا نفسيهما للانتخابات البرلمانية العراقية بقائمتين متنافرتين إحداهما تابعة الى دولة القانون والأخرى لعلاوي … ” اذا بالبيت هشكل لعد بالبرلمان شراح تسون “فقفز الى ذهني قول قائلهم : السياسة كالماء المالح كلما شربتها ازددت عطشا ” وليكن الله بعون الشعب العراقي المسكين الذي سوف تحكمه وتتحكم به – هيج شكولات – . أودعناكم