حذّر الحزب الشيوعي العراقي من نتائج وخيمة، لتدهور العلاقة بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان، مؤكداً أن أزمة تصدير نفط الإقليم بحاجة إلى حوار جدي بين الطرفين , وقال رائد فهمي عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، في تصريح لـ”طريق الشعب” أن: أزمة تصدير النفط من قبل إقليم كردستان، هي أحد مظاهر تدهور العلاقة بين بغداد وأربيل، مؤكداً أن هذا التدهور في العلاقة غير مريح لكل الأطراف الحريصة على وحدة العراق وتقدمه وازدهاره واستقراره. وأضاف أنه في حال استمرار الوضع على ما هو عليه من تشنج في طريقة تعامل الطرفين مع المشكلات، فإن النتائج ستكون مضرة للبلد عموماً، مشيراً إلى أن عدم نجاح الحوارات السابقة بين الطرفين سببها وجود تخندق في المواقف، واللجوء الى الحلول المتفردة. أوضح أن أصل المشكلة يكمن في غياب قانون للنفط الغاز، ينظم العلاقة وينهي المشكلات العالقة بين المركز والإقليم، محملاً الكتل السياسية المتنفذة في البرلمان مسؤولية تأخر إقرار القانون منذ إعداد مسودته في العام 2007. وتابع رائد فهمي قائلاً: إن التطور في الأزمة بين المركز والإقليم هو محصلة لعدم تنفيذ الاتفاقات بين الطرفين ولعدم التشاور المستمر وتطبيق الدستور نصا وروحا، مشدداً على أن المخرج الوحيد من هذه الأزمة هو اللجوء إلى الحوار الجدي. وأكد أن أي فرقة بين الطرفين هي خسارة للعراق كله، لأن المصلحة المشتركة مهمة للطرفين وللشعب العراقي، وهذا ما يجب الاهتمام به والانطلاق منه لمعالجة القضايا موضع الخلاف، بسعة الصدر والصبر وإعمال العقل .
ولعل من يطّلع على باقي التصريح الذي أدلى به السيد فهمي والمنشور في جريدة طريق الشعب البغدادية يوم امس الأثنين 2/6/2014 , سيصل إلى حقيقة مؤلمة , هي أنّ قيادة الحزب الحالية الفاشلة آثرت على نفسها إلا أن تكون هامشية وذيلية ومتخاذلة في مواقفها , دون أن تدرك أنّ ابتعاد الجماهير عن الحزب , هو بسبب هذه المواقف الذيلية والمتخاذلة , والتي لا يفهم منها حق أو باطل , فالمواقف المائعة وصمت الحزب عن تجاوزات حكومة مسعود على السيادة الوطنية والدستور العراقي والقوانين النافذة , هو واحد من الأسباب التي أدّت إلى ابتعاد الجماهير عن الحزب , فمن غير المعقول لحزب عريق ومناضل كالحزب الشيوعي العراقي صاحب التاريخ الناصع والأمجاد والشهداء , لا يستطيع أن يدفع بنائب واحد إلى البرلمان العراقي , وعدنان الزرفي محافظ النجف ينجح بدفع نائبين لهذا البرلمان .
كنّا نتوّقع أن يكون لحزب فهد وسلام عادل , رأي بعقود نفط إقليم كردستان التي جعلت من شركات النفط العالمية شريكا للشعب العراقي في ثروته النفطية خلافا للدستور العراقي الذي جعل من هذه الثروة ملكا للشعب العراقي لوحده , وكنّا نتوّقع أيضا أن يكون للحزب رأي بتحويل كردستان إلى دولة مستقلة تماما داخل الدولة العراقية وانتهاج حكومة الإقليم لسياسات تتقاطع تماما مع سياسات الحكومة الاتحادية العامة في بغداد , وكنّا نتوقع أن يصدر الحزب بيانا يستنكر فيه لقاء مسعود برزاني بما يسمى برئيس الائتلاف المعارض السوري أحمد الجربا في باريس , باعتباره تجاوز صارخ على سيادة البلد وسياسته الخارجية , لكن على ما يبدو وللأسف الشديد أنّ حكومة مسعود الخارجة عن القانون عرفت كيف تجعل من قيادة هذا الحزب البائسة ذيلا لها في مواقفها اللاوطنية والساعية للانفصال عن العراق . في الختام أقول لقيادة هذا الحزب البائسة , فشلتم في إقناع الشعب العراقي بخطابكم ومنهجكم , فكونوا مناضلين شجعان و حقيقيين واتركوا قيادة الحزب للدماء الشابة الجديدة , كي تتمكن من إصلاح ما افسدتموه .