الموضوع :
وفق رأي ، تناقضت الأراء في المراد بقوله تعالى : ( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا / 3 سورة المائدة ) ، وأنقل تفسيرا للآية أعلاه ، من موقع / الأسلام سؤال وجواب ، وباختصار .. : { فقد أختلف المفسرون على عدة أقوال ، ولكنها في النهاية ترجع إلى قولين : القول الأول : – أن المراد بذلك .. كمال الشرائع ، من الأوامر والنواهي ، والحلال والحرام ، وقد نزلت هذه الآية على الرسول وهو واقف بعرفة في حجة الوداع ، وكان ذلك آخر ركن من أركان الإسلام يتم تشريعه ، وهو الحج ، فكمل ذلك الدين بفرائضه وأركانه وحلاله وحرامه ،فلم ينزل بعد هذه الآية حلال ولا حرام ، وقد توفي الرسول بعد نزولها بأقل من 3 أشهر. قال شيخ الإسلام : ” وقَوْله تَعَالَى : الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ أَيْ : فِي التَّشْرِيعِ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ” . / ” مجموع الفتاوى”. وقال ، أيضا : “فَأَكْمَلَ اللَّهُ الدِّينَ بِإِيجَابِهِ لِمَا أَوْجَبَهُ مِنْ الْوَاجِبَاتِ الَّتِي آخِرُهَا الْحَجُّ ، وَتَحْرِيمِهِ لِلْمُحَرَّمَاتِ الْمَذْكُورَةِ فِي هَذِهِ الْآيَةِ ” . ونحو ذلك قاله ابن كثير في تفسير الآية . القول الثاني : – أن المراد بكمال الدين في الآية هو نصره على أعدائه ، حيث فتح الله لرسوله مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، وانقمع أعداء الدين ، حتى حج الرسول في العام العاشر، ولم يحج معه مشرك . وقد حكى القولين في تفسير الآية الكثير من المفسرين : كالقرطبي ، والقاسمي وغيرهما … } .
القراءة : * أولا ، كيف نزلت الآية أعلاه ، على محمد ، وهو يلقي خطبته في حجة الوداع .. وما هو الدليل على ذلك ! ، هل مثلا تريث بخطبته ! ، هل قال لقومه ، أنتظروا أني سألتقي بجبريل ، هل شعر صحابة محمد أن محمدا يكلم الوحي ، وهل تحدث أحدا من الصحابة / الحاضرين الخطبة ، بوجود حالة من التجلي لدى محمد كدليل على نزول الآية .. كل هذه تساؤلات !! . * رجوعا لتفسير المفسرين : القول الأول ، فسره الفقهاء بأنه يتعلق بالأوامر والنواهي ، والحلال والحرام و .. أما القول الثاني ، فالفقهاء والمفسرون بينوا ، أنه يخص نصرة الرسول على أعدائه ، حيث فتح الله لرسوله مكة ، ودخل الناس في دين الله أفواجا ، وأنقمع أعداء الدين و .. * ومن فحص القولين أعلاه ، نستبين أنه ليس من أتفاق ، أو توافق بين المفسرين في تفسير الآية أعلاه ، فكل واحد منهما يفسر بما تجود عليه قريحته من الأمور الفقهية ، ويبني على ذلك بما يراه ملائما لرأيه ، لتفسير الآية . * من جانب أخر – ومن سياق الآية ، أنها أتت بصيغة المتكلم ” الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ .. ” ، أذن محمد هو الذي أكمل الدين وليس الله / وهذا واضح من متن الآية ، أي أن محمدا ، هو الذي بدأ الدعوة وهو الذي أتمها في حجة الوداع – حيث أنه توفى بعد الخطبة بثلاث أشهر .. أذن الدين هو دين محمد ، وليس دين سماوي ! . * أما قول أبن تيمية ” فَأَكْمَلَ اللَّهُ الدِّينَ بِإِيجَابِهِ لِمَا أَوْجَبَهُ مِنْ الْوَاجِبَاتِ .. ” ، فلا أرى أنه يستقيم مع متن الآية ، وأن الآية تستقيم / مع رأي أبن تيمية ، لو جاءت بصيغة ” أن الله أكمل دينكم .. ” . لذا فأن رأي أبن تيمية / كعادة الفقهاء ، هو ترقيع لنسب أكمال الدين للذات الألهية ! . * التساؤل ، أي الفرق أو المذاهب أو الجماعات أو الطوائف .. تتبع الأن ما جاء به محمد / وفق نص الآية ! ، بمعنى أخر ، أي من الفرق أعلاه ، تتبع العقائد الماضوية للحقبة المحمدية ! . * وهذا الأمر يقودنا الى تساؤل أخر ، أن كل مذهب أو جماعة .. حاليا لها نهجها وعقائدها وتفاسيرها وفقهائها وشيوخها ومرجعياتها .. وليس من أتفاق بين كل مما ذكرت سوى كلمة ” أسلام ” و ” مسلم ” ، ” وحتى مفردة مسلم ، الان تقرن ، بمسلم سني أو شيعي أو زيدي أو علوي أو نصيري أو صوفي .. ” . أما تفاصيل العقائد ، فأغلبها متناقضة ، ومختلفة عن بعضها البعض .. وهذا يعني أن أسلام محمد ، قضى بموت صاحب الدعوة ! .
خاتمة : من كل مما ورد في أعلاه ، وبالرغم من أن حقبة محمد ، كان الصحابة و المسلمون أيضا – غير متفقين ، وغير موحدين على رأي ونهج واحد / جماعة آل البيت والمهاجرين والأنصار ومعاوية وأبو بكر وعمر وعثمان .. أما الحال الأن ، فوحدة الأسلام والمسلمين تمر في أزمة متفاقمة ، أعمق بكثير مما كانت عليه في حقبة محمد ، ولهذا تنبأ الرسول بهذا التمذهب والتفرق ، بحديثه : ” وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، قيل : من هي يا رسول الله ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي . وفي بعض الروايات: هي الجماعة / رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم . ” . التساؤل الأهم : أولا – أن محمدا ، لا يتكلم جزافا ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى / سورة النجم 3 ، 4 ﴾ . أما ثانيا – من هي الفرقة الناجية ، وذلك حتى نسمي الفرق الأثنان والسبعين التي ستحترق بنار جهنم – وفق حديث محمد.