15 نوفمبر، 2024 5:57 ص
Search
Close this search box.

بعد وصوله للسلطة .. هل ينُفذ “ترمب” تهديده بالانتقام من خصومه ؟

بعد وصوله للسلطة .. هل ينُفذ “ترمب” تهديده بالانتقام من خصومه ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

ما إن فاز الرئيس الجمهوري؛ “دونالد ترمب”، بولاية رئاسية جديدة، وقد توجهت الأنظار إلى قيامه بالانتقام من خصومه، حيث قالت صحيفة (نيويورك تايمز) إنه مع عودة؛ “دونالد ترمب”، المرتقبة إلى “البيت الأبيض”، فإن حلفاء الرئيس المنتخب وخصومه على حدٍ السواء يتوقعون موجة من الانتقام من جانبه، وإن كانوا لا يُرجّحون أن تشمل كل من توعده.

وذكرت الصحيفة؛ أن “ترمب” كان قد أعلن عشية فوزه في انتخابات الرئاسة الأميركية، أن الوقت قد حان للوحدة وتنحية خلافات السنوات الأربع الماضية. لكن الأمر استغرق (55) ساعة فقط ليبدأ الرئيس المنتخب التهديد مجددًا باستخدامه السلطة التي استعادها للتحقيق مع من يغضبونه.

شائعات مزيفة..

وتطرق “ترمب” إلى ما أسماه بالشائعات المزيفة وغير الحقيقية؛ وربما غير القانونية، بأنه ربما يبيع أسهم في منصته للتواصل الاجتماعي التي أصبحت مصدر رئيس لثروته، ونفى “ترمب” هذه الخطط وطالب من ينشرون هذه التكنهات بأن يتم التحقيق معهم على الفور من قِبل السلطات المختصة.

وسواء كان “ترمب” سينُفذ هذا التهديد أو غيره من التهديدات العديدة الأخرى لملاحقة الخصوم لا يزال غير واضح. فعادة ما يُطلق “ترمب” عنان غضبه، بدون أن ينُفذ. لكن الأمر ليس كذلك دائمًا. وأمضى “ترمب” أغلب حملته الانتخابية في التركيز على الانتقام من كل من أعتقد أنهم أساءوا إليه، مما ترك حلفاؤه وخصومه على حدٍ السواء يتوقعون كموجة من الرد بعد أن يتولى “ترمب” منصبه في كانون أول/يناير المقبل.

وبعد ثمانِ سنوات من انتصاره الأول؛ يعود “ترمب” إلى “البيت الأبيض” أكثر غضبًا وأكثر سخطًا ومحملًا بمظالم أكثر ويتحدث بصراحة أكبر عن الانتقام مقارنة بالمرة السابقة.. وقد دفعت إشارته العابرة إلى الوحدة ليلة الانتخابات إلى بعض التوقعات بأنه ربما يُخفف من تهديداته.

لكن في النهاية، حصل “ترمب” على كل ما يُريده، تبرئته من قبل الناخبين، واكتساح الانتخابات أكثر مما فعل في المرة الأولى والنهاية شبه المؤكدة لأي مخاطر بتعرضه للسجن، لا سيّما بعد أن منحت المحكمة العُليا الرؤساء حصانة واسعة من الملاحقة على الأفعال التي يقومون بها أثناء توليهم المنصب.

حظر المعارضة..

لكن هذا قد يُقلل من تقدير عمق استياء “ترمب” ورغبته في الانتقام بعد تعرضه لمسائلات وتحقيقات ولوائح اتهام ودعاوى قضائية تستهدفه. وربما لا يُلاحق “ترمب” الشخصيات البارزة مثل الرئيس المنتهية ولايته؛ “جو بايدن”، أو نائبته؛ “كامالا هاريس”. لكن حلفاءه يتوقعون أن يُلاحق “ترمب” على الأقل بعض من الأهداف التي أشار إليها. وحتى لو امتنع عن البعض، فإن طبيعته تعني أن لا أحد يمكنه الافتراض أن “دونالد” سيعدل عن رأسه مما يخلق مناخًا من الترهيب الذي ربما يحظر المعارضة.

وضعه يسمح بتنفيذ وعوده..

بينما ذكرت صحيفة (ديلي ميل) البريطانية؛ أن “ترمب”، الذي تعهد خلال حملته بتطهير الإدارة السياسية، بات الآن في وضعٍ يسمح له بتنفيذ وعوده السابقة بمعاقبة من يعتقد أنهم أساءوا إليه.

ووفقًا للصحيفة؛ منذ مغادرته الرئاسة، دأب “ترمب” على الدعوة علنًا إلى محاكمة وسجن خصومه السياسيين، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بمطالبته بإعدام بعضهم في مناسبات محددة.

ويتوقع المراقبون الآن أن يبدأ “ترمب” بتنفيذ هذه الأجندة مع عودته إلى السلطة.

بايدن” و”هاريس” في دائرة الاستهداف..

وعلى عكس (نيويورك تايمز)؛ تعتبر (الديلي ميل)، أن الرئيس الحالي؛ “جو بايدن”، ونائبته؛ “كامالا هاريس”، على رأس قائمة خصوم “ترمب”.

لطالما وصف “ترمب”؛ “بايدن”، بأنه: “أسوأ رئيس في التاريخ” و”فاسد”، وتعهد بتعيين: “مدعٍ خاص” لملاحقته قضائيًا بتهم الخيانة وسوء التعامل مع الوثائق الفيدرالية.

كذلك؛ شملت هجمات “ترمب” ضد؛ “كامالا هاريس”، تصريحات علنية وصفها خلالها بأنها: “مختلة عقليًا” وطالب بعزلها ومحاكمتها.

خصوم آخرون على القائمة..

كما شملت “قائمة ترمب” أيضًا الرئيس السابق؛ “باراك أوباما”، الذي لطالما اتهمه؛ “ترمب”، بالتجسس على حملته في 2016، ووزير الخارجية السابقة؛ “هيلاري كلينتون”، التي لم تتوقف دعواته لمحاكمتها منذ السباق الرئاسي لعام 2016.

ومن بين المستهدفين أيضًا رئيس “مجلس النواب” السابقة؛ “نانسي بيلوسي”، التي وصفها “ترمب” بأنها: “مجنونة”، والمدعي العام لنيويورك؛ “ليتيتيا جيمس”، التي رفعت قضية احتيال ضد إمبراطوريته التجارية.

شخصيات قانونية وإعلامية..

ولم تقتصر هجمات “ترمب” على السياسيين فحسّب، بل شملت أيضًا مستشارين قانونيين ومسؤولين في “وزارة العدل” ومديرين سابقين في “مكتب التحقيقات الفيدرالي”، مثل “جيمس كومي”.

وفي إطار سعيه للانتقام؛ يُتوقع أن يعمد “ترمب” إلى تصعيد الهجوم ضد الجهات، التي اعتبر أنها استخدمت السلطة القضائية كسلاح ضده.

إعادة تشكيل السياسة الأميركية..

وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أن عودة “ترمب” إلى السلطة قد تُعيد تشكيل الساحة السياسية الأميركية بشكلٍ جذري، وسط تحذيرات من أن سياساته الانتقامية قد تُحدث اضطرابًا داخليًا وخارجيًا.

وفي الوقت نفسه، تُشير الصحيفة البريطانية إلى أن “ترمب” يواجه ضغوطًا كبيرة لتنفيذ وعوده الانتقامية، وهو ما يجعل الأشهر المقبلة مفصلية في رسم مستقبل السياسة الأميركية تحت قيادته.

احتكار الحزب “الجمهوري”..

وتُشير الدلائل المبكرة من “مار لاغو”، نادي “فلوريدا”؛ حيث يبني الرئيس الأميركي المنتخب؛ “دونالد ترمب”، إدارته الجديدة، إلى أنه عندما يعود إلى “البيت الأبيض”، في كانون ثان/يناير المقبل، مدعومًا بفوز هائل وتفويض ديمقراطي، سيتصرف بأقصى قدر من القوة.

وبحسّب تقرير لشبكة (CNN) الأميركية؛ انتقل “ترمب” بالفعل إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإصدار أوامر للجمهوريين في “مجلس الشيوخ”؛ الذين يخوضون انتخابات لزعامة الأغلبية هذا الأسبوع، وذلك يُظهر أن “ترمب” يُخطط لحكم احتكار الحزب (الجمهوري) للسلطة.

خطوات مفاجئة..

وفي خطوة تُذّكر بالدراما في أول أيام ولايته الأولى؛ نشر “ترمب” على (تروث سوشيال)؛ قبل منتصف الليل بقليل، أنه عيّن “توم هومان”؛ القائم بأعمال المدير السابق للهجرة والجمارك والمدافع عن خطط “ترمب” للترحيل الجماعي كآمر أو مسؤول حدودي. وجادل “هومان”؛ في مقابلة مع شبكة (سي. بي. إس) مؤخرًا، بأنه: “يمكن ترحيل العائلات معًا”؛ لكنه استبعد عمليات مسح جماعية للأحياء أو: “معسكرات الاعتقال”.

ومن المُرجّح أن يُعزز اختياره مخاوف معارضي “ترمب” بشأن نوايا الرئيس السابق المتشُّددة. لكن الرئيس المنتخب لم يخفِ خططه في الحملة الانتخابية وستعكس سياساته رغبة ملايين الناخبين في أغلبيته الحاكمة في تغيّير واسع النطاق لاتجاه “أميركا” في الداخل والخارج.

على سبيل المثال؛ تبُشر قرارات “ترمب” بإدارة جديدة تغرسها الشعبوية الخارجية بدلاً من وسطاء السلطة التقليديين. فمثلًا استبعد المناصب الوزارية لـ”مايك بومبيو” و”نيكي هالي”، كلاهما كان لهما مناصب عُليا في السياسة الخارجية في ولايته الأولى.

وقال مصدران مطلعان لشبكة (سي. إن. إن)؛ إنه عرض يوم الأحد وظيفة السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة لدى النائبة؛ “إليز ستيفانيك”، في “نيويورك”.

تحديات جديدة..

وقد أظهر إدراجه للملياردير؛ “إيلون ماسك”، صاحب الرؤية التكنولوجية، في مكالمة مع الرئيس الأوكراني؛ “فولوديمير زيلينسكي”، وهو امتياز مخُصص عادة لكبار مساعدي السياسة الخارجية، كيف أن “ترمب” غير التقليدي سيتحدى كل اتفاقية حاكمة في السابق.

لكن التكهنات حول مناصب “المحكمة العُليا” المستقبلية والتقاعد المحتمل تُسلط الضوء على قدرة الرئيس المقبل على توسيع هيمنة الأغلبية المحافظة المتطرفة التي بناها.

ويخشى العمال الفيدراليون الآن من التطهير المتوقع للبيروقراطيين المهنيين من قبل حلفاء “ترمب”؛ الحريصين على تنصيب معينين سياسيين لن يترددوا في تنفيذ أوامر يمكن أن تمزق الدولة التنظيمية وسلطة الحكومة المركزية.

سؤال آخر يتساءله الجمهور: إلى أي مدى سوف يذهب “ترمب” في الانتقام الذي وعد به ضد خصومه السياسيين في أعقاب العزل ولوائح الاتهام والإدانة التي رسخت حملته ؟ ترشيحات مجلس الوزراء المتوقعة في الأيام المقبلة، بما في ذلك لمنصب المدعي العام، ربما تُسلط الضوء على عمق تعطشه للانتقام.

الديمقراطيون و”ترمب”..

وفي الوقت نفسه؛ يتصالح الديمقراطيون مع التداعيات الهائلة لفشلهم في وقف عودة “ترمب” إلى السلطة، حتى عندما يتحولون إلى الاتهامات الذاتية. ويفتقرون إلى زعيم واضح لإحياء رسالتهم أو برنامج للسلطة إذا احتفظ الجمهوريون بالسيطرة على “مجلس النواب”، وهذا لن يؤدي إلا إلى تقوية يد “ترمب” في الأسابيع المقبلة.

أما في الخارج؛ يُجبر انتصار “ترمب” على إعادة تقييم جيوسياسي هائل. من “أوروبا” إلى “تايوان وإيران” إلى “روسيا”، يتلاعب القادة الأجانب بكيفية التعامل مع عدم القدرة على التنبؤ بعودة “ترمب”، فالبعض يتسابق لإطراء الرئيس المنتخب، بينما آخرون يستعدون لغضبه.

إن الشعور المتزايد بإعادة الترتيب وإعادة الحساب المحمومة داخل “الولايات المتحدة” وخارجها؛ يؤكد كيف سيعود “ترمب” إلى منصبه بقوة أكبر مما كان عليه في أي وقتٍ مضى في ولايته الأولى، مع ميزة القيود الأقل. فمسّيرته نحو النصر في جميع الولايات السبع تُقدم له شرعية شعبية. وإنجازه التاريخي في أن يُصبح ثاني رئيس يفوز بولاية غير متتالية يعني أنه الآن شخصية تاريخية وليست عادية.

سيتم عرض واقع “واشنطن” الجديد هذا؛ يوم الأربعاء، عندما يعود “ترمب” إلى “البيت الأبيض” لتناول الغداء مع الرئيس؛ “جو بايدن”، الذي هزمه في عام 2020.

سلطة منقطعة النظير..

وبحسّب التقرير؛ فإن تصميم “ترمب” على إبراز سلطة منقطعة النظير يلعب على جبهات متعددة.

تحرك “ترمب” السريع لتسمية الرئيس المشارك لحملته الانتخابية؛ “سوزي وايلز”، كأول رئيسة أركان لـ”البيت الأبيض” يعني أنه يُريد بداية سريعة.

تأسيس الهيمنة على الجمهوريين في “واشنطن”..

كان “ترامب” في الغالب وراء الأبواب المغلقة منذ مسّيرة فوزه الأسبوع الماضي. لكن منشوراته على وسائل التواصل الاجتماعي تكتسب أهمية هائلة.

وفي يوم الأحد؛ أظهر أنه سيُحاول السيطرة على أكثر من فرع من فروع الحكومة من خلال وضع شروط لمن يفوز بالمنصب الأعلى في القيادة الجمهورية في “مجلس الشيوخ”.

وحذرت مجموعة مراقبة غير حزبية في بيان؛ من أن: “الرئيس المنتخب؛ ترمب، يُحاول إحباط ضوابطنا وتوازناتنا وتعزيز السلطة من خلال مطالبة الجمهوريين في مجلس الشيوخ بتجاهل واجبهم الدستوري وتنصيب مرشحيه من دون تدقيق عام”.

وتعهد السناتور “ريك سكوت”؛ الذي يحظى بدعم زعيم الأغلبية من قبل شخصيات “ماغا” البارزة، بما في ذلك “ماسك” والمرشح الرئاسي السابق؛ “فيفيك راماسوامي”، على الفور بالوقوف في الطابور. وسرعان ما أشار السناتور “جون ثون”؛ وسيناتور تكساس “جون كورنين”، وكلاهما من أعضاء الحرس القديم في “مجلس الشيوخ”؛ الذين يعتبرون المرشحين المفضلين في انتخابات الاقتراع السري يوم الأربعاء، إلى الانفتاح على الفكرة أيضًا، معاينة للحبل المشدود الذي من المحتمل أن يسيروا معه “ترمب” كرئيس.

وبحسّب التقرير؛ فتنتظر “واشنطن” بخوف لمعرفة ما إذا كان “ترمب” يتبع تعهده باستخدام سلطته الجديدة لملاحقة أعدائه. قد يكون أفضل رهانٍ سياسي لـ”ترمب” هو استخدام كل رأس ماله في أول جدول أعمال مدته (100) يوم، بحسّب التقرير.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة