19 ديسمبر، 2024 1:17 ص

لا شيء هنا سوى
أن تنظري إلي
وأنظر إليكِ
أنتِ تعدين خيباتي
وأنا مرآة خيبتك،
لا شيء، كل غيمة هنا
في حلّ مني،
لا صورتي في قطرة ندى
كما أخبرتني الظلال،
ولا الأغاني جارة لنا
حين باغتنا المساء
ليلكِ أرَقِي
لا شيء لي هنا
سوى أن أحلم بحقي

قيل لي:
أنكِ تناسيتِ حزني،
هأنا أنتِ،
ألوح بي للغائبين
كأني لصمتهم ما هتفتِ،
كم شراع انحدر
عن سفن مشرق
ولَم نختزل الغرقى،
كم ميناء
بتوقيت جنائز صرختِ،
أحيثما أوينا إلى بحر
تلقفتنا المسافات
مَن لصوتي
بعدَ ريح ‘بروكلين’
مَن لطفل
لم يتعلم بعد لغة الجهات،
تقول عجوز
في ذكرى قُبلة على عجل
قد أنجو من ‘الزهايمر’
من عبوس شوارع
لا تطيق الحب
ولا تستقي الصباح
من صحوة طيور،
لكني لن أنجو
مِن حبة قمح نسيتها
قرب صمتنا الأجير،
ولا مِن رسالة
بنكهة حُب على الورقِ

هل كان علينا الخروج؟
لا إخوتي رصاص
ولا صراخي طَلْقي،
لا شيء هنا،
غير جيوش خرس
تستوطن حلقي