14 نوفمبر، 2024 8:06 ص
Search
Close this search box.

“اعتماد” الإيرانية تقرأ مستقبل .. نحن وأميركا “ترمب” !

“اعتماد” الإيرانية تقرأ مستقبل .. نحن وأميركا “ترمب” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

رُغم أن السؤال بشأن “مصلحة إيران من فوز أي المرشحين الأميركيين” غير مهم في ضوء الأوضاع الإقليمية والدولية، لكن الآن وبعد فوز “دونالد ترمب”؛ فلا مفر من قبول الواقع سواءً أسعدنا ذلك أم لا. بحسّب ما استهل “فياض زاهد” و”محمد مهاجري”؛ في تحليلهما المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

صحيح أن السياسة الخارحية لأي دولة تتأثر بالأحداث العالمية، وتفرض على الجميع اتخاذ القرارات وفق مقتضيات الوقت، إلا أن “الجمهورية الإيرانية” تقف في مرحلة تاريخية هامة، تُفرض عليها البحث عن طرق للخروج من الأوضاع الراهنة، بغض النظر عن فوز “ترمب”.

المشكلة الأساسية..

وجزءٍ كبير من مشكلتنا الدبلوماسية الحالية، لا يرتبط مباشرة بـ”الولايات المتحدة” وانتخاباتها. صحيح أن التوجه إلى الشرق، وتحسّين العلاقات مع “الولايات المتحدة”، والمزيد من التعاون مع الجيران، وغيرها ينطوي على أهمية استثنائية، لكن مشكلتنا الأساسية في الصراع بـ”الولايات المتحدة الأميركية”.

ذلك أن الحرب الإسرائيلية على “غزة ولبنان”، والهجمات المتفرقة على “إيران”، لم يتم التخطيط لها في “تل أبيب” وإنما في “واشنطن”، أو تحظى على الأقل بالدعم الأميركي. وفي ظل هذه الظروف تقتضي مصالح “الجمهورية الإيرانية”، أن تأخذ حقوقها من فم الأسد.

مكاسب الجيران..

وقد حقق الجيران من العرب والأتراك مكاسب طائلة من فرض عقوبات اقتصادية على “إيران” وغيابها عن المنافسات الاقتصادية، ونحن نفتقر إلى سرعتهم بسبب أغلال العقوبات التي تُقيّد أرجلنا.

والارتباط الاقتصادي بالشرق؛ وبخاصة في حوزة “النفط”، أتاح لـ”الصين” عمليًا السيطرة على نسبة: (80%) من السوق الإيرانية، ومن لا يعلم أن هكذا احتكار يبتلع نسبة: (20%) من عوائدنا.

مع عودة “ترمب”..

والآن ومع عودة “ترمب” إلى “البيت الأبيض”، تعرض العالم على الأقل في جزئه الغربي إلى تغيّرات خطيرة لا يجب أن نتجاهلها. وإذا كنا في المرتبة الأخيرة على جدول الدوري الإنكليزي الممتاز، فإن وضعنا أفضل بكثير من الفرق بالفئة الثانية أو الثالثة.

واستمرار الحرب مأزق قد يدفعنا خارج الجدول. وإذا نسلم بأن عداء “ترمب”؛ لـ”الجمهورية الإيرانية”، أكبر من عداء “بايدن”، فسوف تتضاعف أهمية بقائنا بالجدول. علمًا أن “ترمب” هو الشخص الذي انسحب من “الاتفاق النووي” قبل أربع سنوات، وهو ما سعى إليه “الكيان الإسرائيلي” والمتشددون بالداخل الإيراني.

الخروج من عقدة “الاتفاق النووي”..

وبالطبع إذا نُريد خنق أنفسنا بهذه السابقة، فإن علينا أن نجلس بانتظار أوضاع أسوء. علمًا أن تجربة “ظريف” و”عراقجي” القيمة في مفاوضات “الاتفاق النووي”، قد تضع “إيران” هذه المرة في موقف أفضل.

وثمة أحداث تستدعي التأمل في هذه المرحلة من رئاسة “ترمب” مثل الشك، والسذاجة، وتقديم امتيازات إلى “نتانياهو”، عدم تطابق الخطط مع الوعود، وتخلف “هاريس” في العملية الانتخابية، وكلها ساهمت في اقتناع الأميركيين بأفضلية “ترمب” على الديمقراطيين فيما يتعلق بإنهاء الحرب والإبادة الجماعية.

والطريف أن الكتلة الإسلامية في “الولايات المتحدة” أكثر من دعم وصول “ترمب” إلى السلطة. وحين ننظر إلى خططه السابقة، فقد فتح أفاقًا أكثر وضوحًا للعرب بتفعيل التوافق مع هذه الدول.

فإذا كان من المقرر أن يستمر “الكيان الإسرائيلي” في الإبادة بنفس الوتيرة، تبدو تكلفة أي فعل على شاكلة ما يخطر في أذهان المسلمين الأميركيين معقولة.

قراءة في أجندة “ترمب” المستقبلية..

من جانبه؛ يضع “ترمب” لنفسه عدد من الأولويات الاستراتيجية والتكتيكية. أما الاستراتيجية فهى عبارة عن: احتواء “الصين”، والسيطرة على أزمة الشرق الأوسط. والأزمات التكتيكية مثل الحرب على “أوكرانيا”، والبيئة، وحصة “الولايات المتحدة” من سلة تكاليف العسكرية والأمنية بـ (الناتو).

لكن يضع “ترمب” على جدول أعمال مسألة المحافظة على الدولار ورفع مكانته. لذلك سيكون عليه إما إلغاء العقوبات أو تقليلها. ذلك أن العقوبات قدمت لـ”الصين” فرصة كبيرة، ويستطيع “ترمب” الاستفادة من الصداقة مع نظيره الروسي؛ “فلاديمير بوتين”، لإنهاء الأزمة الأوكرانية.

فيما يخص الشرق الأوسط، فسوف تزداد الضغوط على “إيران”؛ التي ترفض الانسجام مع الوقائع. والبعض يعتقد أن “الصين” أكثر تأهبًا الآن أكثر من فترة “ترمب” الرئاسية الأولى، من ثم فسوف تصمد أمام الضغوط الأميركية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة