8 نوفمبر، 2024 9:09 م
Search
Close this search box.

“اعتماد” تقرأ .. استراتيجية إيران تجاه فترة رئاسة “دونالد ترمب” الثانية !

“اعتماد” تقرأ .. استراتيجية إيران تجاه فترة رئاسة “دونالد ترمب” الثانية !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

عودة “دونالد ترمب”؛ إلى “البيت الأبيض” مجددًا، وتأثير فوزه بالانتخابات على علاقات “الولايات المتحدة” مع “إيران”، وأيضًا تغيير المعادلات بالشرق الأوسط، يستدعي تقديم تحليلات متعددة الأبعاد عن هذه التداعيات، على أن تتناول الجزئية الأولى مزاج “ترمب”؛ ووعوده خلال المنافسات الانتخابية على مدار الأشهر الأخيرة. بحسّب ما استهل “عبدالرضا فرجي راد”؛ تحليله المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

مزاج “ترمب”..

ومع الأخذ في الاعتبار لتلك المكونات، يمكن تقييم الوضع بأن عودته إلى منصبه لا تُمثل قلقًا كبيرًا، لأن مزاجه يكشف عن عدم رغبة في الحروب والصراعات. علمًا أنه كان قد أثبت ذلك في فترته الرئاسية الأولى؛ سواءً من خلال التعامل مع زعيم “كوريا الشمالية”، وكذلك بعد أخطائه بالانسحاب من “الاتفاق النووي”.

وفي رأيي أن مواقف “ترمب” هذه أثبتت أنه تاجر ورجل صفقات، وهو غير مستعد للإنفاق على حروب بالوكالة.

لن يكون صاحب القرار الأساس..

وتتناول الجزئية الثانية؛ خطب وتصريحات “دونالد ترمب”، أثناء فترة الدعاية الانتخابية؛ حيث تطرق للحديث عن موضوع إلغاء العقوبات المفروضة على “إيران”.

ولا يمكن القول إن هذه التصريحات مجرد صدفة، وإنما لا بدّ من التفاؤل، فقد كرر أنه لا يعتزم الصدام مع “إيران” في شعاراته ووعوده الانتخابية طوال الفترة الماضية. من ثم لابد من الأخذ في الاعتبار للرسائل الإيجابية لفوز “ترامب”.

لكن الأهم هو أدائه الشخصي بغض النظر عن الدعم الشامل من “الكونغرس”؛ الذي يضم أغلبية من الجمهوريين.

بعبارة أخرى لن يكون “ترامب” صاحب القرار الأساس، لكن تُجدر مراعاة المتغيرات الهامة سابقة الذكر في تحليل أداء الإدارة الأميركية الجديدة. وبرأيي يرتبط جزء من أداء هذه الحكومة المحتمل تجاه “طهران” بنوعية اللعبة الإيرانية واستراتيجية دولتنا إزاء الإدارة الأميركية الجديدة. ففي فترة رئاسته الأولى، لم تبدي “إيران” استعداد للتفاوض مع “ترامب” بعد انسحابه من “الاتفاق النووي”، ثم اغتيال “قاسم سليماني”؛ قائد (فيلق القدس).

إدارة “بزشكيان”..

الآن علينا أن نرى هل تتبع “إيران”؛ برئاسة الدكتور “مسعود بزشكيان”، والذي لطالما أكد على مبدأ الحد من التوتر، نفس سياساتها السابقة حيال إدارة “ترمب” في فترته الرئاسية الأولى، أم تسعى إلى إلغاء العقوبات بإدخال تعديلات هادفة على تكنيكاتها.

فإذا كانت “إيران” تريد التفاوض مع “ترمب”، فالحكومة الإيرانية الجديدة تمتلك المقومات والإمكانيات للقيام بذلك وإحراز نتائج، وإلا فسوف تزداد التوترات. من جهة أخرى، إذا اقتنع “ترمب” بعدم استعداد “إيران” لاستئناف المفاوضات، فسوف يعود مجددًا إلى اتباع سياسة تغليط العقوبات.

رسائل متعددة الاتجاهات..

ومن المحتمل أن يوجه “ترمب”؛ خلال أول شهرين من بداية عمل الإدارة الأميركية الجديدة رسميًا، رسائل بشكل مباشر أو غير مباشر ليس فقط لـ”الجمهورية الإيرانية”، وإنما للجميع بما في ذلك “روسيا”.

وعليه ستكون الفترة بين فوز الرئيس الأميركي الجديد وحتى استلام العمل بشكل رسمي، فرصة للاختبار والخطأ. وأعتقد أنه سوف يختبر “إيران” بحيث يطمئن لاستعداد “طهران” من عدمه للدخول في فصل جديد من المفاوضات. فإذا أثبتت “إيران” استعدادها فسوف تحصل على إشارات إيجابية بيضاء من “ترمب” بمجرد دخول “البيت الأبيض”، حينها سيكون ممكنًا التوصل إلى نتيجة معه بوقت أقصر.

وعليه فترة الشهرين التي تسبق استلام “ترامب” العمل بشكلٍ رسمي، مصيرية الأمر الذي يستدعي أن تكشف “الجمهورية الإيرانية” عن خطتها للتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة.

قبل دخوله “البيت الأبيض”..

وهذا المتغير ينطبق كذلك على الأوضاع المتوترة الراهنة بالشرق الأوسط. والأمر منوط بالتطورات في هذه المنطقة ومقولة وقف إطلاق النار المحتمل في “غزة ولبنان”.

وكان “ترمب” قد ادعى؛ خلال لقاء جمعه ورئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أنه سوف ينهي الحرب قبل دخول “البيت الأبيض”.

وأعتقد أنه قد وعد المسلمين الأميركيين؛ لا سيما من أصحاب الأصول العربية، بإنهاء الحرب في الشرق الأوسط، بمجرد الفوز في الانتخابات. وانطلاقًا من حديث “إيران” عن أولوية وقف اطلاق النار في “غزة ولبنان”، يمكن في رأيي البدء في مفاوضات مع “ترامب” بهدف وقف القتال في “غزة ولبنان”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة