7 نوفمبر، 2024 7:35 ص
Search
Close this search box.

نتائج الانتخابات الأمريكية : عاد لينتقم !

نتائج الانتخابات الأمريكية : عاد لينتقم !

عاد دونالد ترامب الى البيت الابيض بفضل تصويت البيض والعنصريين له .. وليس بسبب فشل الحزب الديمقراطي ومرشحته كمالا هاريس وسياسة الرئيس العجوز الحالي جو بايدن..

الذي يعرف ويعيش امريكا من الداخل يعرف كيف يرتفع المد الشعبوي والشحن العنصري في المجتمع الأمريكي ، واعتقد انه بلغ حد اللاعودة .. فلم يعد هناك ما يجمع عليه الأمريكيون حتى بالحدود الدنيا ..

عاد ترامب لينتقم من الديمقراطيين الذين سلبوه ( كما يدعي ) فرصة الفوز بالانتخابات الماضية .. عاد ترامب لينتقم من القضاء الأمريكي الذي استدعاه مرات ومرات ليمثل امامه بشتى التهم .. عاد ترامب لينتقم من المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين الذي جاؤوا خلال فترة حكم بايدن ، عاد ترامب لينتقم من حلف الاطلسي الذي حلب اموال أمريكا وسلاحها بحجة دعم الحلف لأوكرانيا في حربها ضد روسيا .. عاد ترامب لينتقم من الامم المتحدة ومواقفها من مختلف القضايا الدولية وخصوصا دعمها الواضح لحق الشعب الفلسطيني، ووكالتها المتخصصة ومنظماتها الدولية التي كان قد انسحب منها في فترة رئاسته الاولى ، عاد ترامب لينتقم من الصين وهي تسجل النقاط تلو النقاط في نزاعها الازلي مع الولايات المتحدة في مجال الضرائب على المبيعات وصناعة الرقائق والتجارة الدولية وأخيراً الانتاج الحربي المتطور الذي بدا يغزو العالم بشكل سريع .. عاد ترامب لينتقم من ايران التي تجرأت لاول مرة في التاريخ على مهاجمة اسرائيل في عقر دارها لاول مرة منذ ضرب العراق لها العام ١٩٩١ .. وهو الذي كان قد انسحب من الاتفاق النووي الغربي مع ايران ، عاد ترامب ليثبت للعالم ان اسرائيل كانت وستبقى محور اهتمامه ولابد لها ان تسحق كل من يفكر ، اقول يفكر في معاداتها او مهاجمتها حتى لو كانت هي المعتدية ( وهي كذلك دائماً ) .. عاد ترامب لينتقم من المجتمعات الامريكية غير البيضاء لتصويتهم الى خصمه بايدن في انتخابات ٢٠٢٠ وخصوصاً العرب والمسلمين واللاتينيين والمهاجرين .. عاد ترامب ليمنع اي مهاجر شرعي ياتي الى الولايات المتحدة بعد الان من دول يعتبرها معادية وما اكثرها ، عاد ترامب ليهتك أعصاب الأمريكيين مهدداً بالغاء التامين الصحي المجاني ورفع قيمة الضرائب على المبيعات كافة ورفع اسعار الفائدة و منح المزيد من الإعفاءات للشركات الكبرى ورؤوس الموال التي يعتبرها هو محركاً للاقتصاد الامريكي، عاد ترامب لينتقم من اولئك الذين يرفعون شعار تأثير ومواجهة التغيرات المناخية التي عصفت بالعالم : فيضانات واعاصير واحتباس حراري ويعتبرها ترامب خرافات وترهات .. عاد ترامب ليحظر غالبية الصناعات الصينية والاوروبية والكورية واليابانية او ان يفرض عليها الضرائب الباهضة حتى تكف عن التصدير الى الولايات المتحدة او تتبع مبدا المعاملة بالمثل.. عاد ترامب ليعيد تنظيم منظمة التجارة العالمية ويعيد صياغة أولوياتها او ينسحب منها ، عاد ترامب ليطلق يد اسرائيل في غزة وجنوب لبنان وكل ارض عربية او اجنبية تنطلق منها رصاصة واحدة او حتى كلمة ضد هذا الكيان .. عاد ترامب ليقول ان كل من يدعم ايران والمقاومة في الفلسطينية او يقف معهما فهو بالضرورة معاد لامريكا والديمقراطية وعليه ان يتحمل مسؤولية قراره .. عاد ترامب متوعداً كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا والإكوادور وباقي الدول التي لاتتفق مع السياسة الأمريكية بالمزيد من العزلة والعقوبات لانها خرجت عن المدار الامريكي وقطعت العلاقات مع اسرائيل.. عاد ترامب لينتقم من الكونجرس ومجلسيه : الشيوخ والنواب الذين حملوه مسؤولية هجوم انصاره على مبنى الكابيتول في واشنطن مطلع العام ٢٠٢١ .. عاد ترامب ليقول للدول التي تحتضن مئات الالاف من القوات الأمريكية مثل اليابان وكوريا والمانيا ودول الخليج العربي بان عليها ان تدفع وتتحمل وحدها تكاليف هذه القوات الباهضة والا فانه سيسحبها وعلى هذه الدول ان تواجه مصيرها بنفسها فالقضية بالنسبة له كرجل اعمال هي بزنس !! 

عاد ترامب ويباشر من جديد في بناء الجدار الفاصل بين الولايات المتحدة والمكسيك ليقطع دابر تدفق المهاجرين من دول امريكا اللاتينية الى امريكا .. باختصار عاد ترامب لينتقم من كل فرد او جهة او حكومة او بلد او منطمة فرحت بازاحته عن البيت الأبيض في الانتخابات الماضية.

عودة ترامب لم تسعد سوى قلة قليلة جداً من الناس في العالم ، وهذه القلة هي خليط غير متجانس ومنهم رئيس وزراء اسرائيل النتن ياهو والرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين واخرين لا يتسع المجال لذكرهم ، وكل من هؤلاء له أسبابه في توطيد العلاقة مع ترامب .. ومن المؤكد ان دول الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي والامم المتحدة بالذات ستعيد حساباتها جذرياً ، وهي امام خيارين احلاهما مر ، فاما مواجهة نزق ترامب وافكاره المتطرفة ، واما الانصياع لشروطه وخسارة كل شيء .. وهي تعلم علم اليقين ان ترامب ٢٠٢٥ هو ليس نفسه ترامب ٢٠١٦ تذ زاد لديه منسوب الانتقام والشراسة والتطرف والخرف أيضاً وهو على اعتاب  الثمانين من عمره ..

باختصار شديد.. انه ليس عاد لينتقم الفيلم الامريكي الشهير ، والذي جرى انتاجه في بعض دول العالم باحداث مختلفة ، بل نحن امام فيلم الاكشن  والانتقام الجديد : عاد لينتقم وهو من بطولة دونالد جي ترامب ، فخذوا مقاعدكم واستعدوا !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات