خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
إن نظرة على الأحداث والتطورات الداخلية، والإقليمية، والدولية، تؤكد أن الأحداث المتلاحقة تفرض على “إيران” اتخاذ موقف صحيح وقوي إزاء هذه التغييّرات، وإلا سوف تستمر في مصارعة سلبيات وتداعيات هذا الأمر. بحسب ما استهلت صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية تحليلها.
مشكلة “التغلغل الاستخباراتي”..
وأحد هذه المشكلات، والتي أكد عليها الكثيرون، وفي المقدمة المرشد الأعلى، إشكالية “التغلغل الاستخباراتي”.
تلك المشكلة التي عانيناها في بعض المراحل، وتسببت في إلحاق أضرار كبيرة بالدولة. ورغم أنه يجب مناقشة هذه المسألة على نطاقٍ أوسع، وفي مختلف المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، بل والثقافية والفنية أيضًا. لكن المجال الذي تسبب في خسائر وأضرار لـ”الجمهورية الإيرانية” أكثر من المجالات الأخرى، هو التغلغل السياسي والأمني، وهو ما سبق الحديث عنه مرارًا.
وعليه إذا نقول بتغلغل استخباراتي في حوادث اغتيال الكثير من الشخصيات العسكرية أو النووية أو غيرها، فلا يكون الكلام جزافًا.
على سبيل المثال، من غير المسٌّتبعد أن يكون للتغلغل الاستخباراتي دور في حوادث اغتيال الشهيد “إسماعيل هنية”؛ رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) في قلب “طهران”، أو استشهاد السيد “حسن نصرالله”؛ أمين عام (حزب الله) اللبناني، أو غيره من الوجوه المؤثرة في الحزب.
والعدو يتقدم في مخططاته على هذا الأساس، ولا بدّ من الحذر فيما يخص هذه المسألة، وعدم السماح قدر المستطاع دون عمليات التغلغل الاستخباراتي، وإذا حدث فلا بدّ من التعرف عليه والتعامل معه.
وكلما كانت النظرة أوضح ستكون عمليات التغلغل في أدنى مستوياتها؛ ولن تكلل بالنجاح الكبير. في هذا الإطار لا يجب التعامل بسذاجة مع جهود الأجهزة الأمنية والاستخباراتية المعنية بضمان أمن البلاد. لأن خسارة الشخصيات القيمة والخادمة بالداخل أو في المنطقة، سوف يتسبب في خسائر فادحة ربما لا يمكن تعويضها.
مع هذا فالمقطوع به ضرورة مراعاة الأجهزة المسؤولة تأكيد مقام الإرشاد بهذا الصدد، حتى تكون البلاد بمأمن أكبر من احتمالات التغلغل والاختراق الاستخباراتي.
حوادث الاغتيالات..
علق رئيس البرلمان السابق؛ “علي لاريجاني”، مستشار المرشد الأعلى لـ”الجمهورية الإيرانية”، تعليقًا على مشروع التغلغل الاستخباراتي في “إيران” وتداعياته: “لا أستطيع أن أقول بأي قطاع حدث التغلغل، ولكن أعلم أن حوادث مثل الاغتيالات؛ سواء لعلمائنا في المجالات النووية أو غيرها، إنما تثُبت حقيقة الاختراق استخباراتي، واكتشاف هذا الاختراق هام للغاية، سواء من حيث الأعداد أو من حيث الكيفية. ولذلك يجب أن نتحسس حيال هذه القضية، والأدلة التي لدينا تستدعي المزيد من الحساسية حيال هذا الموضوع”.
وحول عملية انفجار أجهزة (البيجرز) واحتمالات اختراق (حزب الله) اللبناني، أضاف: “لا يمكن أن نقول بوجود اختراق. لكن استعداد طويلة المدى. وأحد الملاحظات التي يدور حولها الحديث حاليًا، هي أن الدعم الإيراني مؤخرًا لحركة (حماس)، كان سببًا في اتجاه العدو نحو إيران، لكن الحقيقة ليست كذلك”.
موضحًا: “على سبيل المثال فيما يخص أجهزة (البيجرز) فقد تم العمل على هذا الموضوع قبل خمسة عشر عامًا، وليس الآن، بمعنى أن الفكرة التي كانوا قد أعدوا لها أن عليهم القيام بصناعة هذه الأجهزة، وأن عليهم إنشاء شركات في أربع دول، وكيف يجدون موردين بحيث تصل الأجهزة إلى (حزب الله)، ثم إصابة ثلاثة آلاف شخص في لحظة واحدة. لقد عملوا على هذا الموضوع. فأنت لديك عدو يفكر مدة سنوات، ويضربك بلحظة. فالموضوع لا يرتبط بالعام الأخير”.
وبخصوص موقف “إيران” من وقف إطلاق النار في “غزة ولبنان”، أكد رئيس “المجلس الأعلى للأمن القومي” الأسبق: “وقف إطلاق النار ليس مسألة يمكن أن تُحقق بسهولة. على كل حال كلما أمكن حل مثل هذه المشكلات بتكلفة أقل، كلما كان ذلك في صالح المسلمين والمستضعفين. بمعنى نحن الذين جلسنا هنا يجب أن ننتبه أنهم يتعرضون للقصف، وأن علينا العمل للدفاع عن الرجال والنساء وغيرهم، سواءً في ميدان الحرب أو في ميدان الدبلوماسية”.
مضيفًا: “وعليه فإن وقف إطلاق النار هو بالتأكيد ما نفكر به وهو مفيد. وكان وزير خارجيتنا قد قام بجولة في الدول المختلفة، وكل هذه الجهود بهدف الحيلولة دون اتساع دائرة الحرب. لكن لا بد بالوقت نفسه من التأهب والاستعداد من كافة الجوانب، لكن أولويتنا حل الموضوع بطرق أسهل”.