31 أكتوبر، 2024 8:28 م
Search
Close this search box.

مقامة ألأنجذاب الروحي

مقامة ألأنجذاب الروحي

كتب صديق على صفحته : (( وقد نُحب أُناساً دون رُؤيتهم ..لاشيء غير انجذاب الروح للروحِ )) , فذكرني بكتابات الصوفية , الذين ينظرون إلى الحب كوسيلة للاتحاد مع الحقيقة المطلقة أو الذات الإلهية , وتُعد اللحظات الروحية التي تتجاوز الزمن والمكان تجسيداً لهذا الاتحاد , تراهم يسعون الى لقاء من عشق في الساعة الخارجة من الوقت , رغم تمطي المسافات , ويطربون للأغنيات السعيدة الملونة ويحلقون في سموات بعيدة  .

(( كل هذا الصهيل من القلب وذاك الغناء الندي لا يزيدنا إلا اشتعالاً , كل ذاك الحديث الشفيف كأنما أشعة الشفق تخترق عتبة القلب فهو لم يكن يزيدنا إلا ذوباناً )) .

يُعتبر الاحتراق العاطفي شوقاً مقدساً نحو المحبوب, والصهيل من القلب والغناء الندي يمكن أن يُفهم كرمز للتجليات الروحية التي تثير في العاشق شوقاً وذوباناً في الحب , الحديث الشفيف وأشعة الشفق يمثلان الإلهام الذي يذيب قلوب العارفين في حبهم العميق , والمكان نوافذ للاتصال بالوجود الأسمى , الأغنيات السعيدة والسموات البعيدة تشير إلى تجربة اتحاد الأرواح , حيث تصبح المسافات والقيود غير ذات معنى .

(( كأنك صرت أنا وصرتُ أنا أنتَ بل في الحقيقة نحن روح واحدة , وصارت روحين ,
كأني بها روح من نسيم العشق , كُوِنت
روح تختفي من داخلها كل الجروح الغائرة في المناحي البعيدة منها,  أنت أغنيتي السعيدة حتى وأن صار هذا الكون دمار , وأنت هدية الملائكة لقلبي في ليلة عيدوالعيد أنت حين تكون معي , وحين تكون معي أشتهي أن أجالسك كل حين ليس فقط في الساعة الخامسة والعشرين تلك الخارجة عن الوقت ذاك الوقت الذي يكون طعمه كالشوكولا الفاخرة صباح الأعياد , وليس فقط أشتهي أن أجالسك ونفرد الحكايات الحلوة , بل أشتهي ألا تفرقنا المسافات لي في قلبك كل المدن الجميلة التي فتحتها لي , ولكَ كُلُ قلبي وأغنيات الروح واشتهائها العذب , لا أريد أن يلتهمنا الوقت و أن تعبث بنا الحروب , تعال لنرسم لوحة الحياة أكبر تعال لنمسح من اللوحة الحروب التي تعبث بالأوطان ونمسح فيها من عيون أطفال الحرب الدموع والخوف والقلق والألم والشتات تعال لنحلق طائرين في سماء المطلق إلى ما شاء الله , فقلبي عصفور يشتهي الغناء والتحليق معك في ليلة عيد لا تنتهي )) .

يُصوَّر الحب الصوفي كطيران طائر في سماء مطلقة , حيث يمتزج العاشق والمحبوب في تجربة أبدية من النشوة والسرور , والعيد الذي لا ينتهي هو تجسيد للوحدة الروحية التي لا تنفصل , والفرحة الأبدية التي تأتي من الاتحاد مع الحقيقة العليا , حيث يمكننا أن نرى اللقاء كرمز للاتحاد الروحي الذي يحدث عندما يتجاوز العاشق والزمن الفاصل بينهما  , ففي التصوف , تُعتبر اللحظات التي يتجاوز فيها الإنسان حدود الزمان .

(( و صوتك الكاسح لكل ما بي , ذاك الذي كلما لفني تهاطلت من فوقي قصص ساحرة تفرد أبوابها حباً و لا تموت )) , والصوت الكاسح هنا يمكن أن يُفسر كصوت النداء الإلهي الذي يُغرق العاشق في تجارب صوفية , والقصص الساحرة تعبر عن المعاني العميقة والحكم التي تفتح أبواب القلب , والتي تظل خالدة ومستمرة في الروح .

من كتاباتهم :

(( كأنك صرت أنا وصرتُ أنا أنتَ بل في الحقيقة نحن روح واحدة وصارت روحين )) ,
(( قبل
ة واحدة تحيي بي ألف ربيع )) , (( حَبلْتُ بكَ من أذنَيَّ )) , (( قل لي أنتَ:  لماذا يأتي العِشقُ في الزّمن الخطأ ؟ بل قُل لي : ما الّذي تعرفهُ نساءُ التّرابِ والطّينِ عن حروب البرازخ الكبرى؟ لا شيء )) , (( الأرضُ حربٌ والسماءُ حربٌ وقلبي وقلبكَ نجمتان رُسِمَتا اللّيلةَ فوق جبين الحبيب )) , (( بين جسرين قريبين التقينا وعلى أكتافنا عِدلٌ من الرُّمَّان مفروطٌ , بحبّات من القلب عجيباتٍ , كما البلَّور , لا يُعصرن في آنيةٍ , يلمع من أطرافهن النُّور شمساً وغماما , ما انتبهنا حين سال الماء من تحت بساط الرُّوح بوح))  .

أحدث المقالات