4 ديسمبر، 2024 9:53 م
Search
Close this search box.

استراتيجية القنبلة النووية السعودية للتصدي للبرنامج النووي الإيراني وتأثيره على الزعامة الإسلامية؟

استراتيجية القنبلة النووية السعودية للتصدي للبرنامج النووي الإيراني وتأثيره على الزعامة الإسلامية؟

*أعلن الأمير تركي الفيصل الذي شغل منصب رئيس الاستخبارات السعودية وسفيرا لدى أمريكا أن المملكة سوف تنتج أسلحة نووية وتحصل على سلاح نووي في اليوم التالي إذا وجدت نفسها محاطة بين نووي إيران ونووي إسرائيل.

**مهما حصل فأن السعودية في نظر أمريكا والدول الغربية تبقى لاعبا محوريا وأساسيا يعتمد عليه في أمن واستقرار منطقة الخليج لضمان تدفق النفط وبالمقابل ستكون هناك محاولات حثيثة لتحجيم إيران وتمدد نفوذها عبر وكلائها و لغرض معادلة توازن القِوَى وترجيح كفة السعودية بدعمها بأحدث التكنولوجيا التقنية والمعدات والعتاد العسكري بوجود ولي العهد محمد بن سلمان.

الإعلامي ومقدم البرامج السيد “داود الشريانفي احدى حلقات برنامج الثامنة سمو ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” وفي خلال اللقاء تم طرح سؤال حول البرنامج النووي الإيراني قنبلتها النووية المرتقبة وتأثيرها على المنطقة الخليج بالأعم والسعودية بالأخص, فأجاب موضحا عن هذا السؤال :” في اليوم الذي تعلن فيه إيران قنبلتها النووية سوف يكون لدى السعودية في اليوم الثاني قنبلة نووية والشروع بالعمل على تطوير البرنامج النووي السعودي” وقد تم تكرار هذه الإجابة والتأكيد عليها مرات عدة وبصيغ مختلفة وموسعة, ولكنها تنصب كلها في نفس السياق, وعلى سبيل المثال وليس الحصر في زيارته الأخيرة لفرنسا ولقائه الصحفي المشترك بعد انتهاء اجتماعهم المغلق مع الرئيسإيمانويل ماكرون “وكذلك لقائه الصحفي المطول على قناة “سي بي إس” الأمريكية، ومن خلال برنامجها ذائع الصيت “60 دقيقة” تقديم الإعلامية “نورا أودونيل” وغيرها من البرامج الحوارية واللقاءات الصحفية.

 

قد يتساءل البعض؟ من أين سوف تحصل السعودية على قنبلتها النووية؟ هل من السوق السوداء الدولية؟ أم بشرائها من الحليف الاستراتيجي أمريكا؟ طبعا لا هذا ولا ذاك؟ ولا حتى غيرهم من الدول الغربية الحليفة؟ وإنما من الباكستان حتما وقطعا! فالسعودية كانت المموّل الرئيس للمشروع القنبلة الذرية الباكستانية منذ عام 1974 حيث يقدر الثمن الذي مولت به طول سنوات البرنامج ما بين “3 – 5 مليار دولار” وعندما زار الجنرال “ضياء الحق” السعودية حيث قال للملك الراحل فهد:” أن إنجازاتنا في البرنامج النووي هي لكم” ووصل الأمر بأن يتم إبلاغ السعودية وبشكل سري جدآ من قبل رئيس الوزراء نواز شريف بأول تجربة نووية في موقع “تشاغباي / إقليم بلوشستان“.

 

مع أن إيران سابقة عهد لبرنامجها النووي من السعودية لكن الأخيرة تبدي قلقها وخوفها من خطورة البرنامج النووي الإيراني على استقرار المنطقة من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والزعامة الدينية المتمثلة بالسنة وبالمقابل إيران بزعامتها للتشيع ونستطيع إن نلخصها بعدة نقاط محاولين في الوقت نفسه تسليط الضوء قدر الإمكان وحسب مفهومنا قراءتنا للوضع المضطرب اليوم والحروب المشتعلة على عدة جبهات ومن أهمها الآتي:

 

1/ تخشى السعودية على امنها الإقليمي والدور الذي سوف تلعبه إيران عند امتلاكها القنبلة النووية وقد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار المنطقة وتغيير موازين القوى وبالأخص أن تاريخ الصراع بين إيران والسعودية بدأ بصورة واضحة منذ أن استلم الخميني مقاليد السلطة في إيران وقولته المشهورة في خطاب له بعد أحداث موسم الحج عام 1987 بعد فوضى الحجاج الإيرانيين من رفعهم شعار “البراءة من المشركين ” التي خرجت عن نطاق شعيرة الحج : ” أن نتنازل عن القدس ونسامح صدام ونغفر لكل من أساء لنا أهون علينا من الحجاز(السعودية) لأن مسألة الحجاز هي من نوع آخر وهذه المسألة هي أهم المسائل علينا أن نحاربها بكل طاقاتنا ونحشد كافة المسلمين والعالم ضدها فكل بطريقته” ودعم إيران لميلشيات وفصائل ولائية مسلحة تأتمر من الناحية العقائدية والعسكرية لولاية الفقيه في دول مثل العراق وسوريا ولبنان والبحرين وهذا مما يزيد من مخاوف السعودية من استخدام إيران للقدرات النووية لتعزيز نفوذها الإقليمي بالمنطقة.

2/ أي تصعيد في التوترات السياسية والعسكرية قد يحدث بصورة مفاجئة مفاجئ سوف يؤدي بدوره إلى عدم استقرار في أسواق النفط العالمية مما يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد السعودي الذي يعتمد بشكل كبير على عائدات النفط ويشمل حتى الاقتصاد الإيراني وبالأخص مع استمرار وشدة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه.

3/ سياسة التحالفات الدولية والإقليمية التي تسعى السعودية لعقدها مع الدول الغربية فضلاً على الالتزام الأمريكي بأمن المنطقة ولكن بالمقابل تخشى السعودية بأن يتم اتفاقات مع الدول الغربية وخلف الأبواب المغلقة مع إيران وعلى حساب امنها الإقليمي مما يؤثر سلبا على مصالحها ودول الخليج.

4/ القيادة السياسية السعودية تسعى دائما في أن تكون لديها مظلة دفاعية استراتيجية شاملة لتعزيز قدرتها في مواجهة التهديدات الخارجية سواء من إيران أو حتى من إسرائيل والتي تمثلت في إنشاء قيادة قوة الصواريخ الاستراتيجية الملكية والتي ضمت أحدث ما توصلت اليه تكنولوجيا الصواريخ العابرة لتكون الذراع الطويلة للتصدي والردع والمواجهة وبمساعدة من كل من الصين وباكستان.

أما البعد الآخر فيتمثل حاليآ مع سياسة الانفتاح المدروسة وفق أسس وتطبيقات علمية وتقنية مبتكرة ينتهجها ولي العهد السعودي ورؤيته الشاملة للمملكة 2030 وما تتضمنه من خطط طموحة لتطوير كافة جوانب الحياة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتنمية البشرية للمواطن وتحفيز الصناعة والانتاج الداخلي والتقليل من الاعتماد على الاستيراد من خلال توطين مختلف الصناعات داخل المملكة,وهذه الرؤية تندرج ما بعد النفط ومستقبل المملكة وواجهتها الحضارية , حيث نرى الآن بالأفق بدأت تتشكل لدى العقل الجمعي للرأي العام وأهمية الدور الذي تلعبه المملكة وتعزيز روح الانتماء للمواطن وشعوره بضرورة التفوق بكافة المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ومنها ما عدّ من ضمن صميم قضايا محور الأمن القومي ولذا فإن أي تقدم ملحوظ في البرنامج النووي الإيراني يمكن أن يؤدي بصورة قاصدًا إلى ردود فعل شعبية قوية من قبل السعوديين للمطالبة علنا باتخاذ إجراءات فورية بان يكون لديهم برنامجهم النووي المستقل وهذه العوامل مجتمعة وغيرها تجعل السعودية تتابع من كثب وبقلق بالغ من البرنامج النووي الإيراني وتحث المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات حقيقية وصارمة على أرض الواقع لضمان عدم تحوله إلى تهديد وابتزاز في المستقبل لدول منطقة الخليج العربي.

[email protected]

 

أحدث المقالات