خاص: إعداد- سماح عادل
“حسن يوسف” ممثل ومخرج مصري شهير.
حياته..
ولد “حسن يوسف” في القاهرة 1934، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ مشواره من المسرح القومي، ومنه إلى السينما التي ارتقى سلمها تدريجاً بأفلام مثل “أنا حرة” و”هدى” و”سوق السلاح” و”في بيتنا رجل”، قبل أن يصل إلى أدوار البطولة.
وقدم في حقبتي الستينيات والسبعينيات مجموعة كبيرة من الأفلام، منها “الخطايا” و”الباب المفتوح” و”للرجال فقط” و”الشياطين الثلاثة” و”مطلوب أرملة” و”شاطئ المرح” و”السيرك” و”الزواج على الطريقة الحديثة” و”فتاة الاستعراض” و”7 أيام في الجنة” و”كفاني يا قلب”.
واتجه إلى التلفزيون، فقدم مسلسلات “زينب والعرش” و”برديس” و”عواصف النساء” و”زهرة وأزواجها الخمسة”، لكن يظل دور “توفيق البدري” في مسلسل “ليالي الحلمية” هو الأبرز على مدى مشواره. كما جسد شخصيات دينية في مسلسلاته أمثال “الإمام المراغي” و”الإمام النسائي” والشيخ محمد متولي الشعراوي في مسلسل “إمام الدعاة”، وأخرج نحو ثمانية أفلام، منها “عصفور له أنياب” و”كفاني يا قلبي” و”ولد وبنت والشيطان” و”الطيور المهاجرة” و”دموع بلا خطايا” وغيرها.
تميز بتقديم أدوار متنوعة، من “الولد الشقي” إلى الرجل الملتزم. كانت فترتي الستينيات والسبعينيات هي ذروة تألقه، كما قام بإخراج وإنتاج نحو 8 أفلام، التي تعكس رؤيته الفنية.
غياب..
في حوار معه نشر في “العين الإخبارية” يقول “حسن يوسف” عن غيابه: “بالفعل أنا غائب منذ 3 سنوات، وأتوقع أن يمتد الغياب، لا توجد أعمال تليق بي، فأنا أبحث عن أعمال تضيف لرصيدي الفني، فقد قدمت أعمالا متنوعة، وسجلي الفني أكبر شاهد على ذلك. ولكن أشعر بأن هناك تجاهلا متعمدا لأبناء جيلي، ولا أعرف السبب، وأتمنى أن يتغير الوضع في الأيام المقبلة.
وعن معركة اشتعلت بين ابنه والفنان “حسين فهمي” يقول: “سمعت أن حسين فهمي برر عدم دعوتي لحضور مهرجان القاهرة السينمائي، بأنني حرمت الفن في مرحلة من حياتي، وتصور أنه يعاقبني بهذا القرار، وعندما علم ابني عمر رد عليه بشكل واضح، ثم طلبت من عمر التوقف عن الرد.
ولكن أنا مصدوم من كلام “حسين فهمي”، لأنني لم أحرم الفن، كيف أحرمه وأقوم ببطولة مسلسلات مهمة عن “الشيخ محمد متولي الشعراوي، والشيخ مصطفى المراغي” الكلام ليس منطقيا أبدا.
وعن وجود خلاف قديم بينه وبين “حسين فهمي” يقول: “ليس صحيحا، فهو صديق عزيز، وتربطنا علاقة طيبة، كما أنه يسكن بجانبي، وتربطنا علاقة جيرة رائعة، ولكن ربما رد بحماس على عدم دعوتي، وقال إنني حرمت الفن، وهذا لم يحدث.
وعن تلبية دعوة مهرجان القاهرة السينمائي بالحضور إذا كانت قد تمت دعوته يقول: “بصراحة شديدة لا. كنت سأرفض الحضور لأن المهرجانات في بلدنا أصبحت تهتم بالأزياء فقط، كل فنانة تهتم بفستانها، وكل رجل يشغله فقط شكل البدلة، أين الاهتمام بالثقافة، أتمنى أن تهتم إدارة المهرجان بمستوى الأفلام أكثر.
ولا أبالغ إذا قلت إن أفضل مهرجان حضرته منذ فترة كان مهرجان “دمشق السينمائي” عام 2010، واستفدت من هذا المهرجان جدا، وكان مستوى التنظيم رائعا. بالمناسبة الفنان يحيي الفخراني، والدكتور أشرف زكي قاما بدعوتي لحضور مهرجان الدراما، واعتذرت وقدرت جدا مبادرتهما الطيبة، وقلت لهما: “النية حلوة لكن للأسف الفساتين تفسد المهرجانات”.
الإمام محمد عبده..
وعن الشخصية التي يتمنى تقديمها في عمل فني يقول: “شخصية الإمام محمد عبده، لأنه رمز الوسطية والاعتدال، وأول من شجع عمل المرأة، ولكن لست متفائلا لأن شركات الإنتاج في هذه الأيام لا تهتم بالأعمال الدينية.
التقدم في العمر..
في حوار ثان مع موقع “سكاي نيوز عربية” يقول “حسن يوسف” عن اختفاءه: إنه لا يشعر بالحزن في الفترة الحالية بسبب عدم عرض المنتجين عليه أعمال فنية؛ كونه صاحب تاريخ طويل في السينما والدراما، وعاصر مجموعة من النجوم عندما تقدم بهم العمر لم يجدوا عملاً وجلسوا في منازلهم. واعتبر “الدراما في وقتنا الحالي تنحصر في دور الشاب والفتاة الذين يرفض آباؤهم زواجهم أو ما شابه”.
وكشف “حسن يوسف” عن عرض تلقاه للمشاركة أحد الأعمال الدرامية، لكن تم الاستعانة بممثل آخر، لا سيما بعد أن طلب أجراً قيمته خمسة ملايين جنيه، ثم طلبت الشركة المنتجة تخفيض الأجر إلى ثلاثة ملايين جنيه، لكن ميزانية العمل لم تسمح بعد ذلك، ما اضطره لرفض المشاركة.
وقال إن آخر آجر حصل عليه كان عن دوره في مسلسل “زهرة وأزواجها الخمسة” وتصل قيمته إلى ثلاثة ملايين جنيه. وشارك “حسن يوسف” في مسلسل “زهرة وأزواجها الخمسة” الذي عرض في أغسطس 2010، رفقة النجمة غادة عبد الرازق والفنانة القديرة كريمة مختار، وباسم ياخور وأحمد السعدني وهياتم وهناء الشوربجي ومحمد لطفي ورحاب الجمل وشمس ومحمد علي رزق.من إخراج محمد النقلي وتأليف مصطفى محرم”.
مسيرة فنية..
وقال عن محطات من مسيرته الفنية، أنه ندم على تقديم ثلاثة أعمال سينمائية خلال مشواره الفني، بسبب ضعف السيناريو منهم فيلم “ثورة البنات” مع الفنانة الراحلة نادية لطفي، قائلاً إنه أقبل على تلك الأعمال بسبب حاجته للمال؛ فالمنتجون يعرفون حاجته للمال ويعرضون عليه أعمالا وصفها بـ “الركيكة”، وكان يقبل عليها.
ولكنه في الوقت الحالي يحافظ على تاريخه ولا يقبل بأي عمل وألا يجرح تاريخه بأي شيء بعد مشواره الفني الطويل.
وانتقد الفنان القدير تجاهل منتجين له وبعض الفنانين الكبار مثل رشوان توفيق وعبد الرحمن أبو زهرة، موضحاً أن أحد المنتجين يصب تركيزه على زوجته وإحدى النجمات وزوجها، كونهم أصدقاء. وفي هذا السياق ينتقد يوسف ما وصفه بـ “الشللية” الموجودة بالوسط الفني.
شمس البارودي..
وعن زوجته الفنانة المعتزلة “شمس البارودي”، يقول أن اعتزالها كان رأيها الشخصي “وهي حرة في تصرفاتها”. وقال إنه كان يعتقد في البداية أن القرار سيكون “فترة وتمر ثم ما تلبث وتعود من جديد عن قرارها.. لكن ذلك لم يحدث، وهي تصر على رأيها”. وكشف عن أن أعمالاً فنية تعرض عليها، والشخصية على الورقة جيدة جداً، والأجر مناسب، لكنها ترفض.
كما كشف أيضاً عن أن “البارودي” عرض عليها برنامج مقابل 20 مليون جنيه، ومناسب لها، إذ تقدم من خلاله مسيرتها الشخصية والفنية بشكل يليق بها وعلى شكل مذكرات، ويعرض على إحدى القنوات الفضائية الكبرى، لكنها رفضت؛ متمسكة بقرار اعتزالها الفني. وقال إنه شخصياً كان يرى أن الفرصة جيدة “ولكنها حرة في رأيها”.
وعن موقفه من الأعمال التي شاركت بها زوجته في شبابها، ومدى شعوره بـ “الغيرة” من بعض المشاهد، قائلاً إنها مثل باقي الفنانات، ولم تفعل شيئاً مخالفاً، وأنه لم يشعر بـ “الغيرة”. ويوضح أنه يشاهد أفلامها ويتناقش معها كونها أجادت تلك الأدوار التي جسدتها”.
رحيل..
أكد بعض المقربين منه أن “حسن يوسف” عانى تدهوراً في حالته الصحية بسبب أمراض الشيخوخة في الفترة الأخيرة ، ولم يرغب في المقاومة، واستسلم لقدره من دون التمسك بالحياة، كتب شقيقه “محمد يوسف”، عبر حسابه على “فيسبوك”، “توفي شقيقي الأكبر الفنان حسن يوسف، تغمده الله بواسع رحمته”. كما أعلنت زوجته الفنانة شمس البارودي أن زوجها توفي بعد صراع مع الحزن، بعدما قضى أشهره الأخيرة معتزلاً الجميع، قارئاً للقرآن ومصلياً وداعياً لابنه الراحل. وكان الظهور الأخير ل”حسن يوسف” يوم تأبين ابنه، إذ ظهر بحال شديدة التدهور النفسي، وكان يتساءل أمام الجميع “ابني مات وهو سباح كبير، كيف أتحمل كل هذا الألم؟”.
وفاته..
رحل “حسن يوسف” صباح اليوم 29 أكتوبر 2024، عن عمر تسعين عاما.