“سازندگي” الإيرانية تقرأ .. العدوان العسكري الإسرائيلي والمستقبل !

“سازندگي” الإيرانية تقرأ .. العدوان العسكري الإسرائيلي والمستقبل !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

يتعين في الدفاع المشروع، من منظور القانون الدولي و”وثيقة حقوق الإنسان”، رعاية مبدأ التناسب، بمعنى أنه إذا قام الكيان الإسرائيلي بتنفيذ عمليات إجرامية داخل “إيران”، أو قصف المراكز الدبلوماسية الإيرانية، يحق لـ”الجمهورية الإيرانية” المواجهة والدفاع، وبذلك يتم إغلاق الملف عند هذه المرحلة من الحرب، لكن إذا تُريد “إسرائيل” القيام بعمليات أخرى بدعوى الانتقام، تحتفظ “إيران” بحقها في الرد من جديد، وبالتالي تتشكل حلقة من العمليات المتبادلة. بحسب تقرير أعده “عماد الدين باقي”؛ نشرته صحيفة (سازندگي) الإيرانية.

اعتداء إسرائيلي غير قانوني..

ووفق قاعدة: “الباديء أظلم”، يكون الباديء بالعلميات الإرهابية داخل “إيران”، مذنب والمسؤول الرئيس عن التداعيات، لكن في النظام الدولي يسود منطق القوة والمصالح، وينعدم التحكيم العادل.

كذلك للأسف غلب الضعف والسلبية على أداء الحكومة الإيرانية؛ فيما يخص الإجراءات القانونية في المؤسسات الدولية. و”الكيان الصهيوني” يعلم مشروعية عمليات (الوعد الصادق-2) الإيرانية، وأن الحكومة الإيرانية قد أعلنت بوضوح، أن الموضوع سوف يتوقف عند هذا الحد إذا لم يقُدم “الكيان الصهيوني” على ارتكاب أخطاء أخرى؛ لذلك لا تملك “إسرائيل”؛ من الناحية القانونية، حق القيام باعتداء السبت على “إيران”، لكن القتال الراهن هو مسألة حياة أو موت لذلك الكيان، وهو يحتاج إلى تحرك سياسي يضمن بقاءه.

خسائر إسرائيل..

والواقع أن المحصلة العسكرية للعمليات الإسرائيلية في “غزة ولبنان” هي صفر؛ إذ استهدف هذا القصف الجوي مناطق بلا دفاع جوي. وإذا كانت “إسرائيل” قد حققت نجاحًا فإنه ينصرف على العمليات الاستخباراتية، والاختراق الأمني، والاغتيال، وإلا فقد تكبدت على مدار الأسبوعين الماضيين خسائر فادحة في عملياتها البرية ضد (حزب الله) اللبناني، ولم تُحقق أي تقدم ولو ملميتر واحد.

وعليه؛ فالعملية الإسرائيلية ضد “إيران”، وإن حظيت بدعم كامل من “الولايات المتحدة الأميركية”، و”بريطانيا”، وبعض الدول الأخرى، إلا أنها (خوفًا من رد الفعل الإيراني الشديد)؛ تنطوي على جوانب دعائية ونفسية، وعلينا ألا نُشارك دون وعي في تضخيم هذه العملية.

حقيقة العملية “استخباراتية-أمنية”..

إن العملية الحقيقة ليست عسكرية، وإنما ستكون “استخباراتية-أمنية”. ومن هذا المنطلق تكتسب بعض إجراءات السلطة التي سببت الألم للشعب الأهمية، والطريق الوحيد للتعامل مع مثل هذا النوع من العمليات، هو كسب الشعبية والثقل على المستويين الداخلي والدولي.

فإذا كان الفقر، وانعدام الهوية يُهيء أجواء تجنيد أعداء “إيران”، فإن القضاء على الفقر، والديمقراطية وحقوق الإنسان في الداخل، وتقوية الهوية الوطنية، وحفظ ماء الوجه في الداخل والخارجي، يقوض أجواء نفوذ أهل الشر.

يجب وقف دورة “البينغ بونغ”..

وإذا كان للشعب الإيراني الحق؛ (من منظور القانون الدولي)، في الرد على اعتداءات الأمس بإجراء مكافيء، إلا أن أبعاد هذه العملية تعكس عدم رغبة “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” بالدخول في حرب شاملة، لذلك يُوصى بأن تظهر “إيران”؛ (وقد أظهرت بالفعل قوتها الهجومية والدفاعية بشكل جيد خلال الأسابيع الأخيرة، وبات العالم يعرف قدرتها على معاقبة النظام الإسرائيلي مرة أخرى)، السلام للعالم، بدلًا من الرد، والمطالبة بوقف إطلاق النار وانسحاب “إسرائيل” من “لبنان وغزة”، ووقف دورة البينغ بونغ؛ لأن نتائج الانتقام عبارة عن:

01 – احتدام الحرب، واصطباغ الفضاء الإقليمي بالحرب مدة طويلة.

02 – الحاق الضرر بالكثير من الأبرياء.

03 – شيوع الفقر.

04 – ازدهار سوق السلاح.

علمًا أن “الكيان الصهيوني” يبلغ بالكاد ثمانين عامًا، يعرف بعجزه رغم الدعم “الأميركي-البريطاني”، عن تدمير “إيران” ذات صاحبة السبعة آلاف عامًا.

وكذلك تعرف “إيران” أن “الكيان الصهيوني” بمثابة أسطول حربي غربي في الشرق الأوسط، بحسب تصريح “جونيور كيندي”؛ المرشح المنسحب من الانتخابات الأميركية، وسوف تزول سريعًا دون الدعم العسكري، والاستخباراتي، والمالي الأميركي والأوروبي، ومن ثم فالحرب مع “إسرائيل” هي حرب مع القوى العالمية.

وعليه فالتوازن الحالي؛ (كمرحلة أولى وقبل الرد على عدوان السبت)، وكذلك حق “إيران” في الدفاع المشروع، هو أفضل فرصة للسلام في المنطقة، وأن إجبار “الكيان الصهيوني” على التوقف والانسحاب من “لبنان وغزة”، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين بوساطة إيرانية، مرهون بانسحاب المحتل من “غزة”. وهذا الإجراء هو نفس مطلب (حماس) المعلن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة