27 أكتوبر، 2024 4:11 م
Search
Close this search box.

بعد العدوان على “طهران” .. هجوم “إسرائيل” هزيل لكنه يضع “إيران” أمام خيارات صعبة !

بعد العدوان على “طهران” .. هجوم “إسرائيل” هزيل لكنه يضع “إيران” أمام خيارات صعبة !

خاص: إعداد- د. محمد بناية:

بعد مرور نحو ثلاثة أسابيع على القصف الصاروخي على الكيان الإسرائيلي، أعلنت “تل أبيب”؛ في وقتٍ مبكر من صباح السبت، شن هجوم على “إيران”، يستهدف بحسّب جيش الاحتلال الإسرائيلي، منشآت صناعة الصواريخ، ومنظومات صواريخ (أرض-جو)، وقدرات جوية أخرى في مناطق عدة من “إيران”.

وكشفت وكالة أنباء إيران الرسمية؛ (إيرنا)، عن تعرض مواقع عسكرية في ثلاث محافظات (هي: طهران، وإيلام، وخوزستان) للهجوم، لكنها أكدت بالوقت نفسه محدودية الأضرار، ونجاح الدفاعات الجوية الإيرانية في التصدي للهجوم.

التصعيد متوقف على استمرار إسرائيل بعمليات الإبادة..

وتعليقًا على الرد الإسرائيلي الهزيل، نقلت صحيفة (هم ميهن) الإيرانية، عن نائب الرئيس التنفيذي في معهد (كوينسي) للحوكمة المسؤولة؛ “تريتا بارسي”، قوله: “انتهى الهجوم الإسرائيلي على إيران، وما تزال النتائج غير معروفة، لكن طهران تُقلل من أهمية الهجوم، بل تسخر منه، وهو ما يعكس ربما ميل طهران للحد من التوتر حتى الانتهاء من التقيّيم الواقعي للخسائر، على نحو ما فعلت إسرائيل من إخفاء خسائر القصف الإيراني مطلع تشرين أول/أكتوبر الجاري”.

متابعًا: “لكن في حال اتخذت إيران قرار التعامل بحذر، فقد يتم إغلاق هذا الفصل، وسيظل الصراع قائمًا”.

وأضاف: “طالما تستمر عمليات الإبادة الإسرائيلية في غزة ولبنان، فإن مسألة وقت فقط قبل الانخراط في جولة جديدة من تبادل إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، ومن المُرجّح أن تكون الجولة القادمة أقوى وأشد من سابقاتها، تمامًا كما كانت هذه الجولة أكبر من عملية نيسان/إبريل. مع هذا، فقد يتنفس فريق (بايدن) الصعداء إذا ردت إيران بحذر، حيث سيتم تجنب صراع كبير قبل الانتخابات مباشرة. لكن بشكل عام، لن يستمر هذا الوضع طويلًا إذا لم يستغل (بايدن) هذه الوقفة، ولم يتمكن من تخفيف التوتر من خلال فرض وقف إطلاق النار في غزة ولبنان. علمًا أن الولايات المتحدة قادرة على وقف الإبادة الإسرائيلية، إلا أن (بايدن) يتجنب استخدام هذه القدرة حتى الآن”.

وتساءل: “كم عدد جولات القصف التي يمكن أن تحدث بين إسرائيل وإيران قبل أن تتصاعد إلى حرب شاملة تجتاح المنطقة بأكملها ؟”.

أسباب متعددة وراء الرد الهزيل..

بدوره؛ وصف “صادق زيبا كلام”، أستاذ العلوم السياسية بجامعة (طهران)، العملية الإسرائيلية، بالنجاح الدبلوماسي للإدارة الأميركية، وغرّد على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي؛ (إكس): “الهجوم الجوي الإسرائيلي؛ فجر اليوم، على إيران، كان في الغالب انتصارًا دبلوماسيًا للولايات المتحدة التي تمكنت من إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بنيامين نتانياهو، على القيام بهجوم محدود للغاية حتى لا يُجبر إيران على الانتقام”.

في السياق ذاته؛ وصف “مجید مرادي”، باحث العلوم السياسية، الهجوم الإسرائيلي بالخجول، وكتب عبر حسابه الشخصي على تطبيق (تليغرام): “ربما اختار (نتانياهو) توقيت الفجر للهرب من ضغوط الرأي العام الإسرائيلي؛ حيث لا يتابع الإسرائيليون وسائل الإعلام، والسؤال: ماذا كانت أهداف الهجوم، وما هو حجم الخسائر، وإلى أي مدى تحقق تهديد وزير الدفاع الإسرائيلي، بأن العالم سوف يدرك حجم القوة الإسرائيلية ؟ لكن بالواقع برزت علامات الرعب والفزع على وجه المتحدث باسم جيش الاحتلال؛ دانيال هاغاري، أثناء الإعلان عن نهاية الهجوم. صحيح أنه هدد إيران بتكلفة باهظة إذا ارتكبت خطأً بالرد على الهجوم، لكنه لم يوضح هل تم بالفعل الوفاء بتهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي ؟ أو تهديد (نتانياهو) للجمهورية الإيرانية بعد عمليات (الوعد الصادق-2) ؟!”.

مضيفًا: “وما تزال خسائر الهجوم الإسرائيلي على إيران طى الكتمان، لكن يبدو أن هذا الهجوم كان أشبه بالهجوم الكارتوني؛ بحيث ستكون إيران هي الفائز حتى لو لم ترد على هذا الهجوم. لم يكن هجوم الاحتلال الإسرائيلي اليوم لا يرقى لمستوى الرد، ولم يكن من مصلحة هذا النظام أن يلحق الضرر بنفسه ويشكك في صحة تهديداته من خلال تنفيذ هذا الهجوم. هذا الهجوم لم يخيف سوى الداخل الإسرائيلي !”.

دقة القرار الإيراني الآن..

ورُغم التقليل من أهمية الهجوم، لكنه يضع “إيران” أمام خيار صعب؛ حسّبما ذكر “أحمد زیدآبادي”، عالم الاجتماع؛ حيث كتب على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي؛ (تليغرام): “بغض النظر عن أهمية الهجوم، لكن لا يمكن للجمهورية الإيرانية الاستهانة بهذا الهجوم من حيث الشكل. إذ إن الرد الفوري على هجوم يمكن اعتباره “أقل أهمية” عادة ما يثير الشكوك بين هيئات صناع القرار. وفي رأيي أن الغرض من تلك الإعلانات الضخمة، وتأجيج التوقعات، ومن ثم التصرف بأقل مستوى من التوقعات، هو خلق هذا الشك. الرد الفوري من إيران يعني تصعيد الحرب وبروز عواقبها السياسية والاقتصادية، خاصة مساعدة حملة (دونالد ترمب) الانتخابية في الولايات المتحدة، كما أن التعلل بالرد أو عدمه هو وسيلة لتكثيف ضغوط المتشدين في الداخل على الهيئة الحاكمة واتهامها بالاستسلام، ومن ثم إثارة الاضطرابات السياسية في البلاد”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة