24 أكتوبر، 2024 3:14 م
Search
Close this search box.

“مهد تمدن” الإيرانية ترصد .. اختبار “بزشكيان” الصعب !

“مهد تمدن” الإيرانية ترصد .. اختبار “بزشكيان” الصعب !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

خطاب “مسعود بزشكيان” التحذيري؛ في الدورة الثامنة من مراسم “اليوم الوطني للصادرات”، ربما يكون الأول لأرفع مسؤول تنفيذي عن الأوضاع المضطربة والخطيرة التي تواجه الدولة. بحسب ما استهل “جلال خوش چهره”؛ تحليله المنشور بصحيفة (مهد تمدن) الإيرانية.

لقد أعلن رئيس الجمهورية بوضوح أن الدولة تعيش حالة: “الحرب”. ورأى أنه من الضروري في ضوء هذا الوضع؛ وضع جميع التفاعلات السياسية والاقتصادية بين أركان النظام من جهة، وبناء الثقة بين الحكومة والشعب من جهة أخرى، في الإطار المناسب.

فهم واقع المخاطر المحيطة..

ونبع خطاب “بزشكيان” عن فهم واقع المخاطر التي لا تُهدد فقط كيان النظام السياسي، وإنما أسس الدولة؛ ورغم كل “الفرص المهدرة”؛ حلت هذه النظرة الواقعية محل التقليدية المعتادة.

هذا الخطاب مؤشر على أن رؤية بعض عمال النظام الواقعية في مواجهة الرؤى غير الواقعية السائدة في الدولة، والمنطقة، والمجتمع العالمي، تأخذ بعين الاعتبار عدة عوامل مثيرة للتهديدات، هي كما تحدث عنها رئيس الجمهورية بشكلٍ مباشر أو غير مباشر:

عوامل مثيرة للاهتمام..

01 – طبيعة التهديدات الواضحة التي تتمثل حاليًا في شكل تهديدات عسكرية إسرائيلية، وتضيق حلقة الحصار “السياسي-الاقتصادي”؛ “الأميركي-الأوروبي”، واستهداف مشروعية وفاعلية السلطة السياسية في نظر الشعب، أصبح أكثر وضوحًا في المجتمع الدولي من خلال تجاوز المشكلات الراهنة واتساع نطاق الداعية ضد الدعاية ضد النظام السياسي.

02 – قرب التهديدات؛ بحسّب المخططين لها، قد يدفع النظام السياسي في أي لحظة إلى ارتداء عباءة الخطر، وترجع أهمية هذا التهديد إلى أن حدته تتزايد تدريجيًا.

03 – ذكر “بزشكيان”؛ بشكلٍ صريح، أن نطاق تداعيات التهديدات الجارية.

والسؤال: ما هي الأوضاع الداخلية التي تسببت أو قد تتسبب في تقوية التهديدات، وفرضت على البلاد: “وضعية الحرب”، بحسّب تعبير رئيس الجمهورية ؟.. وقد أكد أن تقوية “التوافق” و”التناغم الداخلي” حل أساس وفوري.

مع هذا يرى بعض النقاد، أن كل جهود “بزشكيان”؛ على أحسن الفروض، سوف تتلخص في خلق توافق مع التيارات السياسية التي إما لا تتوافق بالأساس مع هذا المعنى، أو يستمدون منه فهمًا آخر أحادي الجانب.

وعليه فإذا كان نهج رئيس الجمهورية لبناء الثقة ويتوافق مع النهج الدستوري، لكن المعارضة ما تزال تضع الإرادة الاستبدادية على جدول أعمالها، وفي هذا الإطار تتقبل التوافق مع حكومة “بزشكيان” في تعاملاتها مع الشعب؛ بل والمجتمع العالمي.

ما ينبغي على “بزشكيان” فعله..

وهذه النظرة عميقة بشكلٍ يُحذر النقاد الناصحين من الانضمام إلى رئيس الجمهورية. من ثم فإن “بزشكيان” بإلمامٍ شامل بكل أسباب الوضع الراهن، وباعتباره سياسي يقود دفة السلطة التنفيذية للدولة، والاعتراف حتى الآن بإنجازاته وحكومته، يجب أن يعلم، حتى قبل أن يقرر ماذا يجب أن يضع على أولوياته، ما الأشياء التي عليه أن يتجاهل.

ولا يدرج أدعياء الأمس واليوم، التجارب الفاشلة، وسوء الإدارة، وتآكل الشرعية الاجتماعية، وتحميل الدولة تكاليف باهظة، على قوائم سيرهم الذاتية.

ولا تملك الحكومة الرابعة عشر بديلًا عن إعلان مكانتها “السياسية-الاجتماعية” والسياسية بوضوح للرأي العام. وعلى الرئيس “بزشكيان” العمل بمقتضى وعوده الانتخابية، وأن يتخذ خطوات على هذا المسار بحيث توسع من نطاق مصداقيته، وشرعيته، وتزيد من عدد أنصاره ومؤيديه.

وجملة السياسيين التعليمية تحمل مضمون: “أن أزمة الثقة والعجز في إدارة الأوضاع، بلاء لا يجب أن تقع فيه أي حكومة”، ورئيس الجمهورية بنظرته الواقعية لأوضاع الدولة والتهديدات يواجه اختبارًا صعبًا.

والمخاطر المعلومة، تزداد اقترابًا كل يوم، ويمكن تخمين تداعياتها المحتملة. وعلى أحسن الفروض هل يريد “بزشكيان” وحكومته أن يكونوا بمثابة إطفائيتين ؟.. أم يتبنى نظرة تنموية ضمن حلوله للخروج من الوضع الراهن ؟.. ماذا سيكون الخيار الرئيس للحكومة الرابعة عشر ؟.. وعلى أي مستوى سوف يتشكل الانسجام الوطني ؟.. وما المدة التي خصصها للقيام بهذه المبادرات ؟..

بعبارة أخرى، أوضح رئيس الجمهورية رأيه بشكل صريح، وإن لم يقدم حتى الآن رؤية واضحة عن الحلول المناسبة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة