22 نوفمبر، 2024 2:20 ص
Search
Close this search box.

غزة ولبنان تنزف .. والعرب تعزف

غزة ولبنان تنزف .. والعرب تعزف

اليوم تعتبر (قضية غزة ولبنان ) من أبرز القضايا التي تشغل بال العالم العربي والإسلامي، وتعكس حالة من الإهمال والإصرار على الاستمرار في الصراع الدائر بين الفلسطينيين واللبنانيين والإسرائيليين.

يعد الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة من أكثر الأسباب التي أدت إلى تفاقم الوضع المعيشي للسكان, يشمل هذا الحصار منع دخول المواد الغذائية، والأدوية، والوقود، والمواد الأساسية الأخرى إلى القطاع. وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن حالات الجوع والأمراض المزمنة قد ازدادت بشكل كبير في غزة بسبب هذا الحصار.

إضافة إلى الحصار، فإن القصف العشوائي من قبل القوات الإسرائيلية أدى إلى تدمير البنية التحتية في غزة، وخاصة المستشفيات والمدارس والمنازل. وفقًا لتقرير منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، فإن أكثر من 250 مدرسة قد دُمرت أو تضررت بشكل كبير بسبب القصف العشوائي (.

ويعاني لبنان من أزمة اقتصادية حادة بسبب الحصار والقصف العشوائي، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وانخفاض مستوى الدخل الفردي. وفقًا لتقرير الأمم المتحدة، فإن أكثر من 60 بالمائة من سكان جنوب لبنان تركوا منازلهم وهاجروا داخل العمق اللبناني والى سوريا والعراق .

على الرغم من التعاطف الوهمي الذي يعيشه العالم العربي تجاه غزة، إلا أن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة تكاد تكون محدودة جدًا. وفقًا لتقرير منظمة الصليب الأحمر الدولية، فإن المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة تغطي أقل من 10 بالمائة من احتياجات السكان.  

نعم : تشهد بعض أقطار الوطن العربي تظاهرات ومسيرات داعمة لغزة، ولكن هذه التظاهرات لا تؤدي إلى تغييرات عملية على أرض الواقع. وفقًا لتقرير منظمة التحرير الفلسطينية، فإن التظاهرات تظل محصورة في المشاعر الداخلية دون أن تتخذ خطوات عملية لإنقاذ غزة والجنوب اللبناني .. وكأنهم يقولون للفلسطينيين واللبنانيين ( قلوبنا معكم, وسيوفنا مثلومة ) .

يعتبر الدعم السياسي لغزة من أهم الأدوات التي يمكن للعالم العربي استخدامها لدعم الشعب الفلسطيني، ولكن هذا الدعم يظل محدودًا وغير متسق. وفقًا لتقرير منظمة التعاون الإسلامي، فإن الدول العربية لم تتخذ خطوات حقيقية لدعم غزة وإنهاء الحصار, وكذلك لبنان الجريح.

في 23 سبتمبر/أيلول 2024، بدأ الجيش الإسرائيلي بشن موجة مكثفة من الغارات الجوية في جميع أنحاء لبنان، في أعقاب تصعيد الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل على مدار العام الماضي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول2023.

واستهدف القصف الجوي الإسرائيلي عدة مناطق بينها الضاحية الجنوبية لبيروت، وجنوب لبنان، وسهل البقاع , وأصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرات بالإخلاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل الهجمات لتحذير المدنيين من أجل الفرار.. لكن تحليلنا يظهر أن إنذارات الإخلاء الصادرة لسكان الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان كانت غير كافية، وفي بعض الحالات مضللة أيضًا. 

كذلك أمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء بلدات وقرى بأكملها, وكانت هذه الإنذارات غير محددة وغير كافية، وتثير تساؤلات حول ما إذا كان المقصود منها تهيئة الظروف للنزوح الجماعي.. ووفقًا للحكومة اللبنانية، ارتفع عدد النازحين الهاربين من الغارات الجوية الإسرائيلية إلى 1,2مليون لبناني.

بموجب القانون الدولي الإنساني، يقع على عاتق أطراف النزاع التزام واضح باتخاذ جميع التدابير الممكنة لتجنب إلحاق الضرر بالمدنيين عند تنفيذ الهجمات، أو على الأقلّ الحدّ منه. ويشمل ذلك إعطاء إنذار فعَّال مسبق بالهجمات للمدنيين في المناطق المتضررة، ما لم تحُل الظروف دون ذلك.

كاتب وأعلامي

أحدث المقالات