ليس بمقدور أي صحفي أو كاتب أو نخب عراقية مثقفة عملت في الميدانين الصحفي والإعلامي إلا ويستذكرونبفخر وإعتزاز كبيرين الدور الوطني والمجتمعي والمكانة الإعتبارية والفاعلية التي لعبتها نقابة الصحفيين العراقيين في تأريخ الشعب العراقي وعلى صعيد قواه الوطنية وهم يدركون أن هذه النخب والكفاءات هي من تصدرت حمل أعباء مجتمعها ودافعت عن حقه في العيش الآمن والكرامة والمحافظة على الوحدة الوطنية وإستقلالالبلد وفي أن يكون لها مكانة فاعلة في المحيطين العربي والإسلامي وعلى صعيد دولي.
وكانت نقابة الصحفيين المعبر الأمين عن تطلعات الشعب العراقي وبقيت صوته الهادر الذي بقي يصهل عاليا ليسمع كبار قادة البلد ومن يتحملون المسؤولية صوت الشعب العراقي ومطالبه المشروعة فكانت أقلامهم مشرعة على الدوام ، تدافع عن هذا الشعب وكانت شموعا تحرق نفسها لكي تضيء درب الآخرين وقد أدت رسالتها الوطنية والإنسانية على أكمل وجه.
ومن هذا المنطلق فقد كرست جهدي لإعداد كتاب عن نقابة الصحفيين العراقيين بـ (330) صفحة وبغلاف جميل وستة فصول يستعرض أدوارها الوطنية الكثيرةوكيف إستطاع الرعيل الأول من رجالات الصحافة الوطنية تحقيق أمل زملائهم بأن تكون لهم نقابة معبرة عن آمالهم وطموحاتهم ولهذا فقد سعيت في هذا الكتاب الذي يصدر لأول مرة الى إبراز دور ومكانة نقابة الصحفيينالعراقيين ومراحل تأسيسها في التأريخ العراقي المعاصروالدور الكبير الذي لعبه الجيل الرائد من الأسرةالصحفية لإقامة نقابة صحفية مهنية تدافع عن حقوقهمعبر حقب تأريخية مختلفة بدأت منذ عام 1938 والمراحلاللاحقة لكي يضعوا لهم قانونا للنشر والعمل الصحفيينظم أحوالهم في علاقاتهم مع الجهات الحكومية وفيمجالات عملهم الإعلامي والصحفي وفي توفير حياةكريمة لهم ولعوائلهم.
إستعراض نشأة الصحافة العراقية وتأريخها المجيد
وقد إرتيأنا أن يتناول الفصل الأول من هذا الكتاب نشأةالصحافة العراقية وتاريخها المجيد الحافل بالمآثروالمواقف الوطنية المشرفة ثم سعينا لعرض المراحلالمعاصرة من تأريخ العراق التي بلورت ووفرت الظروفلإنشاء نقابة الصحفيين العراقيين منذ البدايات الأولىلعام 1938 وما أعقبها من محاولات مرورا بالتأسيسوالإعلان الرسمي عام 1959 حين أعد لها أول قانونعراقي ينظم عملها ومهامها وهو ما سنحاول تسليطالضوء عليه وعلى القيادات الصحفية التي توالت علىقيادة تلك المسيرة بدءا من الشاعر العراقي الكبير محمدمهدي الجواهري الى المرحلة الحالية التي يقود طليعتهانقيب الصحفيين العراقيين الحالي مؤيد اللامي.
وفي الفصل الثاني وهو يعد الأهم في هذا الكتاب جرىإستعراض الهيكل الإداري والتنظيمي للنقابة وأنشطةالسيد نقيب الصحفيين طوال مسيرته التي إستمرت لأكثرمن ثلاث دورات وإعلاء دور النقابة القيادي المسؤول وفيعلاقاتها مع النخب الصحفية والمثقفة عموما معملاحظات ومقترحات للإرتقاء بمستقبل عيش نخبالصحافة ومحترفيها والإنجازات التي حققتها النقابةلأعضائها ومنتسبيها، والمراحل التي أسهمت فيها نقابةالصحفيين العراقيين في عهد الأستاذ مؤيد اللاميوالمنجزات التي حققها للنقابة منذ عقود حتى أصبحتعلامة مشرقة وصرح كبير في تأريخنا العراقي تتقدمصفوف المجتمع العراقي وتتولى نخبها وكوادرها ومختلفالعاملين في الحقلين الصحفي والإعلامي لتكون لسانحاله والمعبر عن تطلعاته وهو ما خلد لها تلك المكانة بعدأن أدت دورها الوطني والقومي والإنساني لتتولى قيادةالعمل العربي ويكون لها إسهامة فاعلة ومؤثرة علىصعيد دولي.
وتناول الفصل الثالث السلطة الرابعة ومفهوما ودورهاالوطني في الحفاظ على مكانة الأسرة الصحفية فيالرقابة والمحافظة على الوحدة الوطنية وتوفير مستوىعيش يليق بالعراقيين.
أما الفصل الرابع فتناول التشريعات الصحفية التيبلورت القوانين التي تسير بموجبها نقابة الصحفيينوالأسرة الصحفية في ميادين عملها اليومي وفي علاقتهامع السلطات الثلاث في البلد منذ نهاية الخمسيناتوحتى وقتنا الحاضر والتطورات والتعديلات التي طرأتعليها طوال مسيرتها الظافرة والتي أسهمت بتحسينظروف العمل الصحفي وتقدير مكانة الأسرة الصحفية.
في حين تناول الفصل الخامس والذي يكتسب أهميةإستثنائية أيضا، والذي حظي بإهتمام السيد النقيب ألا وهو الإستفادة من عمليات الذكاء الإصطناعي التيراحت تاخذ مديات مهمة في عصرنا الحالي بالإضافةالى الصحافة الرقمية التي إنتشر إستخدامها على نطاقواسع لتكون الأسرة الصحفية على بينة من التقدمالتكنولوجي المتسارع والذي لابد وأن يكون لها دورومكانة في الإستفادة من تقنيات عصره الحديث حيثيعد الذكاء الإصناعي علما جديدا يتفوق بسرع قياسيةعلى العلوم الأخرى وهم ما ينبغي مسايرة توجهاتهوالإستفادة منه في مجالات عملنا الإعلامي.
مقترح إنشاء أكاديمية للذكاء الإصطناعي
ويبرز الكتاب إهتمام السيد نقيب الصحفيين العراقيينمؤخرا لأن يكون هناك دور للصحفيين والإعلاميينولنقابتهم من خلال كلية أو أكاديمية تعنى بالذكاءالإصطناعي والإستفادة من الصحافة الرقمية في تنميةالعمل الإعلامي والتقني المتسارع حيث تعد وسائلالإعلام إحدى مجالات إستخدامه المهمة ما إستدعي منالسيد مؤيد اللامي التنسيق مع جامعة بغداد ورئيسهاوعمدائها وبخاصة كليات الإعلام ليكون للاسرة الصحفيةدورا مهما في الإستفادة من ميادين هذا العلم الذيداهمنا بسرعة ولابد من أن نكون حاضرين ومتهيأينخوض غماره بعون الله.
وتناول الفصل السادس جملة مباديء وأسس وضعهاخبراء الاعلام والمهتمين بالشأن الإعلامي لأخلاقياتومباديء العمل الصحفي والإعلامي ينبغي مراعاتهاومنها المصداقية والموضوعية والحيادية إضافة الى حريةالصحافة والاعلام والاستقلالية والمحافظة على حقوقالآخرين والامانة الصحفية والشعور بالمسؤوليةالاجتماعية وأفكار كثيرة وضعت لخدمة أخلاقيات تلكالمهنة التي تحظى بالإحترام والتقدير.
وفي مقدمة الكتاب جرى إستعراض أوائل من أرسوابنيان تلك المؤسسة الصحفية العريقة وهي نقابةالصحفيين العراقيين لسنستذكر من خلالهم كل تلكالحروف الذهبية التي سطرها الرعيل الأول منذ بدايةتأسيسها الرسمي عام 1959 وما بعدها أي بعد عامتقريبا من قيام جمهورية العراق بالرغم من أن وجودهاالحقيقي تمثل كما أشرنا عبر صفحات رجالاتها منذإنطلاقة عمهم عام 1869 وما قبلها من سنوات عبر جريدةالزوراء التي عدت الأساس لإنطلاقة تأريخ الصحافةالعراقية مثلها أدباء العراق وخيرة رجاله الوطنيين الأصلاءالميامين فكانوا مشاعر نور عبر مسارات التاريخ العراقيبقيت صفحاتهم تمتليء بكل ما يسر الخواطر ويعليشأن الدول والأوطان صاحبة الحضارات التي إحتضنهاوادي الرافدين العريق بالعطاء الأدبي والعلميوالصحفي والفلسفي والفني وكل سلوك حضاري نالتقدير العالم ودوله وشعوبه على مر الأزمان فكانت مسيرةناصعة مشرفة بكل ما يملأ صفحات التاريخ العراقيزهوا وإشراقا وادوارا ومكانة تليق بالعراق والعراقيين وماسطروه عبر هذا التاريخ من أدوار مشرفة هي كل ماتتفاخر به الأجيال العراقية عبر حقبها وهم يستحقون أنيكتب عنهم التاريخ بما يعلي شأنهم وما يرفع من اقدارهمبين شعوب الأرض.
وركز الكتاب على الدور الريادي الذي بذله نقيبالصحفيين العراقيين السيد مؤيد اللامي عبر فترات توليهمهام النقيب وقيادته مراحل إنطلاقة تلك النقابة ما يشكلعلامات فخر وإعتزاز في ظل قيادته لها عراقيا وعربياوعلى صعيد دولي وهو ما سنحاول تسليط الضوء عليهويكون له الدور الأكبر في أن يحظى بالتقدير والإعتزازمن قبل الأسرة الصحفية ومن كل النخب العراقيةوكفاءاتها المقتدرة التي تركت بصمات خالدة يذكرهاالعراقيون بالإعتزاز والتقدير حيث يعدون النخبالصحفية على أنهم هم تيجان رؤوسهم العامرة بكل مايرفع الرأس شموخا وكبرياء.