26 نوفمبر، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

اقتحام الفلوجة , هل هو الحل الصائب !

اقتحام الفلوجة , هل هو الحل الصائب !

الهجوم على مدينة الفلوجة يمكن ان تكون آخر طلقة في جعبة دولة رئيس الوزراء العراقي السيد نوري المالكي قبل نهاية حكمة , ومن الممكن ان تشيع حكومته الثانية الى مثواها الاخير , والتي لم تحقق إي تقدم حقيقي على صعيد وقف إعمال العنف التي حصدت أرواح العراقيين لحد هذه اللحظة حيث تم اقتحام المدينة من اربعة محاور راح ضحية الهجوم اليوم ثمانية شهداء من عائلة واحدة فضلا عن استشهاد اكثر من 300 مواطن وجرح اكثرمن 1000 مواطن منذ بدء العمليات العسكرية على هذه المدينة وتهجير نصف سكانها خارج المدينة ، وتدفعهم للهروب إلى مناطق آمنة داخل العراق وفي دول الجوار, وإذا حققت تقدما طفيفا في العاصمة بغداد ، فان الهجمات تضاعفت في المحافظات الأخرى ، لان الذين يقفون خلفها انسحبوا إليها ، وهذا ما تفسره المجازر واغتيالات والتفجيرات , السيد المالكي ترأس حكومتين مهلهلتين ، عاشت تلك الحكومتين ما بين اعوام 2006 – 2014 في عزلة غير مسبوقة ، ولم تحظى بأي تأييد حقيقي في أوساط اقرب الحلفاء إليها ، فنصف وزرائها إما مهمشين رسميا ، أو مقاطعين لأسباب متعددة  وتلك الحكومتين من المفترض أن تحقق المصالحة الوطنية وتعكس جميع ألوان الطيف السياسي العراقي أو معظمها , هناك شبه إجماع في أوساط المسؤولين الأمريكيين على فشل السيد المالكي في مهمته طيلة ثمانية سنوات ، فجميع وعوده في تحقيق الأمن ، وانجاز المصالحة الوطنية ، ودفع عجلة التنمية لم تترجم عمليا على الأرض ، بل ما حدث هو العكس تماما ، الى جانب انسحاب الكتل السياسية الفاعلة من الحكومة ، قوة السيد المالكي تتجسد في ضعفه ، وعدم وجود إي بديل مناسب أو حتى غير مناسب له ، وهذا هو سبب الارتباك الأمريكي تجاهه ، وخرج بعض قادة الأمريكان اليوم بتصريحات علنية قال فيها إن التقدم السياسي في العراق مخيب للآمال وهذا ما اكده امس قائد العام للقوات العسكرية الامريكية وقائد ائتلاف حرب العراق الجنرال جورج كيسي ان العراق اليوم بيد ايران والميليشيات التابعة للاحزاب العراقية الايرانية هي التي تتحكم في قدرات وقرارات حكومة بغداد   وان الدعم الأمريكي لحكومة المالكي ليس صكا على بياض  ولكن هؤلاء جميعا لا يملكون غير الكلام وترديد ما يردده معظم المراقبين ، ويبدون عاجزين تماما عن فعل إي شيء , العملية السياسية الحالية التي جاءت بحكومة المالكي الطائفية ، وهم أيضا الذين يديرون شؤون بلادهم  ,  فالديمقراطية المزعومة باتت مرتبطة في أذهانهم بالخديعة وانعدام الأمن ، وتصاعد إعمال العنف والإرهاب ، والحرب الأهلية الطائفية والتطهير العرقي ، والميليشيات الدموية ، وفرق الموت ، والتعذيب والبطالة ومليوني قتيل على الأقل منذ قدومها مع قوات الاحتلال الأمريكي , العراقيون في الماضي كانوا ينخدعون بكلمة الديمقراطية والانتخابات العامة الحرة ، التي أدمن المسؤولون الأمريكيون ترديدها   لأنهم اعتقدوا أنها ستجلب لهم الأمان والرخاء ، ولكن بعد إن شاهدوا ما حل في بلادهم من خراب وتمزيق ، وبعد أن رأوا الساسة الفاسدين الذين أنجبتهم الانتخابات وعمليات النهب العلنية التي مارسوها لثروات البلاد ، كفروا بهذا المصطلح ، وباتوا يحنون ، أو معظمهم إلى أيام الدكتاتورية ،   فالشيطان الذي تعرفه أفضل من الذي لا تعرفه ، فلماذا يتشرد خمسة ملايين عراقي نصفهم لجأ إلى الى دول الجوار, ويعيشون في ظروف صعبة ومؤلمة , وإذا كان الأمريكيون والأوروبيون الذين أيدوا احتلال العراق وتغيير نظامه حريصين فعلا على الشعب العراقي مثلما كانوا يرددون دائما ،
فلماذا لا يفتحون أبواب بلادهم لاستيعاب المهاجرين ، أو تخصيص معونات كافية لتوفير لقمة العيش والخدمات الأساسية لهم في الدول المجاورة  , الرئيس اوباما الحالي يبحث عن كبش فداء لسياساته الفاشلة في العراق ، ولذلك يلقي بالمسؤولية على السيد المالكي، وعلى الشعب العراقي نفسه ، وكأن هذا الشعب في أفضل أحواله ويملك أدوات التغيير، مثله مثل الشعب الأمريكي، الذي يملك مؤسسات دستورية راسخة ، وحريات ديمقراطية متجذرة ، وصحافة حرة , ارتباك الرئيس اوباما ، بين سحب الثقة بحكومة المالكي، ثم تجديدها لرجل شيعي اخربعد مهازل الانتخابات البرلمانية الاخيرة ، هو بمثابة رصاصة الرحمة على الرجل وحكومته ,

أحدث المقالات