22 أكتوبر، 2024 8:39 ص
Search
Close this search box.

“الدولي لدراسات السلام” يكشف حجم .. مجموعة (I2U2) والتطورات في غرب آسيا !

“الدولي لدراسات السلام” يكشف حجم .. مجموعة (I2U2) والتطورات في غرب آسيا !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

شكلت “إسرائيل، والهند، والإمارات، والولايات المتحدة الأميركية”، رباعي يُعرف اختصارًا: بـ (I2U2)، في الذكرى الأولى للتوقّيع على “الاتفاق الإبراهيمي” عام 2021م، وذلك ضمن التعامل الجيواقتصادي، عبر الاستثمارات المشتركة في ستة مجالات هي: “المياه، والطاقة، والنقل، والفضاء، والصحة، والأمن الغذائي”، وتنفيذ مشاريع مشتركة من خلال القطاع التجاري للدول الأربعة، بهدف خفض انبعاثات الكربون، والتطور في مجال الرقابة الصحية والتكنولوجيا الخضراء. بحسّب ما استهل “مریم وریج کاظمي”؛ باحث في القضايا الجيوسياسية، تحليله المنشورة على موقع (المركز الدولي لدراسات السلام) الإيراني.

مصالح وأهداف أطراف المجموعة..

في السيّاق ذاته؛ يسعى هذا الرباعي للسيطرة على الأوضاع للتغلب على التحديات البيئية والتغيرات المناخية، وتعزيز التعاون في استخدام البيانات الفضائية لصالح البشرية، من خلال التوقيع على اتفاقية (أرتميس).

ومن ثم؛ فإن (I2U2) هو انعكاس للتغيّر في الأفق الجيواقتصادي للمنطقة. وفي هذا الصّدد تقدم “الولايات المتحدة؛ مجموعة (I2U2)، باعتباره آلية لتطوير البُنية التحتية الاستثمارية وتنفيذ مشروعاتها بالتعاون مع شركائها في “الشرق الأوسط” و”جنوب آسيا”، ومنافسة المشاريع الصينية المشابهة.

من ثم فإن مشاركة “الولايات المتحدة”؛ في هذه المجموعة، بمثابة جزء من المنافسات الواسعة مع “بكين” على النفوذ الاقتصادي العالمي. بالوقت نفسه ترى “الهند، وإسرائيل، والإمارات”؛ في مجموعة (I2U2)، فرصة مناسبة للتعامل مع “واشنطن” على مستوياتٍ عُليا، وإثبات قوتها الإقليمية، ومبادراتها الدبلوماسية.

الهروب من النفوذ الصيني..

وقد اتضح خلال السنوات الأخيرة، تطوير “الإمارات وإسرائيل” علاقات تجارية قوية؛ لا سيّما في مجال التجارة والتكنولوجيا الرقمية مع “بكين”، ولذلك لطالما سعت “الولايات المتحدة” للضغط على “أبوظبي” و”تل أبيب” للحد من استثماراتهما مع “الصين” في الموانيء وشبكات الاتصالات.

في غضون ذلك؛ وقفت “الهند والولايات المتحدة” في صفٍ واحد، وسعيًا في إطار الخوف من مشروع (الحزام-الطريق)، إلى التكامل للخروج من مأزق “الصين”، وفى هذا الصّدد يُمكن تقييّم مشروع (الممر الهندي-العربي-المتوسطي).

أهمية الممر “الهندي-العربي-المتوسطي”..

ومما لا شك فيه؛ فإن تشكيل مجموعة (I2U2) يُمثل مقدمة لتطوير الشبكة التجارية في قالب (الممر الهندي-العربي-المتوسطي).

وهذا الممر الاستراتيجي يُعتبر جزءًا من أكبر مشروع جيواقتصادي على المستوى الدولي، ويربط موانيء “بومباي وجواهر لال نهرو” في “الهند”، بموانيء “جبل علي” في “دبي، و”حيفا” في الأراضي المحتلة، و”بيرايوس” في “اليونان”، ويؤثر بشكلٍ مباشر على باقي دول المنطقة، وبخاصة “الجمهورية الإيرانية”.

جديرٍ بالذكر أن المشاركة المتعددة بين “الهند، والإمارات، والسعودية، وإسرائيل”؛ في شكل الممر (الهندي-العربي-المتوسطي)، قد أدى إلى إعداد مشروع الممر الغذائي (الهندي-الشرق أوسطي).

الهند و”سلة غذاء الشرق الأوسط”..

وتميل هذه الدول إلى ربط “الهند”؛ باعتبارها ثاني أكبر منُتج للقمح في العالم بالشرق الأوسط، للحيلولة دون تداعيات الأزمات الغذائية، وضمان أمنها الغذائي.

“الهند” كذلك تريد أن تُعرف باعتبارها سلة خبز منطقة الشرق الأوسط، لذلك ضخت “الإمارات والسعودية” استثمارات هائلة في قطاع تحديث الزارعة وأنظمة الري بـ”الهند”.

وعلى كل حال فإن مشاركة “الهند” في مجموعة (I2U2)، يُتيح لها التعامل بشكلٍ أعمق مع شركائها في الشرق الأوسط.

وبالنظر إلى أن هذه المجموعة هي أول قالب يجمع “الهند” مع “إسرائيل” ودولة عربية، فسوف يُهييء لـ”الهند” المزيد من الفرص لتقوية تعاونها الثلاثي مع “الإمارات وإسرائيل”.

وفي السيّاق ذاته، أجرت “إسرائيل”؛ بالمشاركة مع “الهند والإمارات”، للمرة الأولى مناورة بحرية دولية متعددة الأطراف بقيادة “الولايات المتحدة” في غرب “المحيط الهندي”، وتمكنت من تقييّم قيود الأمن البحري في المحيطين “الهندي والهاديء.

تحديات أمام (I2U2)..

والمؤكد أن التحدي الأكبر لمجموعة (I2U2) هو اختلاف رؤى أعضاء المجموعة الاستراتيجية بشكلٍ كبير.

ففي الوقت الذي ترى فيه “الولايات المتحدة والهند”؛ في “الصين”، أهم منافس، ترى “الإمارات وإسرائيل”؛ في “الصين”، شريك هام.

من ثم ربما ستُعارض “الإمارات” جهود “الولايات المتحدة” للحد من الاستثمارات الصينية في البُنية التحتية والتكنولوجيا.

ورُغم المخاوف “الهندية-الأميركية” المشتركة إزاء “الصين”، استجابة “نيودلهي” الهادئة للشراكة من أجل البُنية التحتية والاستثمار العالمي، يُشير أن “الولايات المتحدة” قد تسعى من أجل جذب الشركاء المتشككين، حتى لو كانت لهم علاقات بناءة معهم في دول أخرى.

على كل حال؛ فالمواجهات الراهنة في “غرب آسيا” ألقت بظلالها على مجموعة (I2U2)، بحيث لم تعقد المجموعة أي اجتماع على مدار عامٍ تقريبًا؛ بسبب الحرب الإسرائيلية على “غزة”.

وتتبع “الهند” استراتيجية: (اصبر وشاهد)، لأنها لا تُربد أن تضُّر بتوازنها في المنطقة. بالوقت نفسه لا يمكن توقع أن تجري “الإمارات” مباحثات مع “إسرائيل”، حين تقع في مركز الصراعات بالشرق الأوسط. وهذه مسألة حساسة ولا يبدو أن “الإمارات” على استعداد؛ في الوقت الحالي، للدخول في مباحثات بخصوص مجموعة (I2U2).

وعليه؛ فإن نجاح مجموعة (I2U2)، رُهن بحل الأوضاع في منطقة “غرب آسيا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة