22 أكتوبر، 2024 9:03 ص
Search
Close this search box.

حربٌ مؤجلة أم حربٌ قائمة…!!!

حربٌ مؤجلة أم حربٌ قائمة…!!!

مازال دخان عملية (7 إكتوبر) يتصاعد وبقوة في عموم المدن والقصبات الفلسطينية،على شكل إبادة جماعية ،لأهل غزة بين قتيل وجريج ونازح ،وفيما عرفت ب(حرب غزة)،آخرها إغتيال مخطط العملية ومنفذها أبو إبراهيم السنواريوم أمس،وبإغتياله، تكون حركة حماس وجماعاتها ،قد خسرت الحرب في غزة،بعد إغتيال قادتها الرئيسيين،اسماعيل هنية والسنوار وغيرهما،ولم يبق لها إلاّ الجنوح الى السلام ، ولملمة نفسها، وإعادة النازحين الى بيوتهم واعمار مدنها المدمرة،بعد التدمير الهائل الذي احدثته الحرب، والوحشية الصهيونية للجيش الاسرائيلي ،في حرق الاخضر واليابس هناك،والذي يتفوق عسكرياً وتكنولوجياً وجوياً ،ولكن هل ستنتهي حرب غزة بعد مقتل السنوار،بالعكس،إنطلقت حرب أخرى خارج حدود غزة،وهي حرب الجنوب اللبناني في الضاحية والبقاع وشبعا والجولان، ووصلت الحرب الى بيروت،ولكن بشكل أقسى وأمرّ،إذ قام العدو الصهيوني، بعمليات قصف وحشية أشدّ وأقسى للضاحية الجنوبية، إستطاع بها أن يغتال أهم قادة المنطقة ،وهو السيد حسن نصرالله وقادة حزب الله ،ممن كانوا معه وقائد فيلق القدس الايراني، عندما إستهدف المقر المركزي للحزب ،في اجتماع قيادته برئاسة رئيس الحزب، وتعدّ هذه الضربة وإغتيال السيد نصرالله ،أكبر عملية اغتيال للمشروع الإيراني في المنطقة ،الذي كان يمثل حزب الله وقائده ومقاتلوه وفصائله في المنطقة،أهم أدوات هذا المشروع في الشرق الاوسط كله،بالرغم من مقاومة مقاتلي حزب الله الشرسة، ضد الجيش الاسرائيلي ووقوفهم بقوة ضد الاجتياح الصهيوني البري، الى عمق الجنوب اللبناني، وفشله، بسبب صمود مقالتي حزب الله ،وهم يقاتلون من تحت الارض، في أنفاق لايرها العدو،ويقصفون معسكراته بصواريخ أوجعت العدو ،وأحدثت خسائر كبيرة في مقراته ومعسكراته وقواعده العسكرية والجوية ،في العمق الاسرائيلي،هذه حقيقة أربكت العدو ، وغيرّت من إستراتيجيته العسكرية، في الإنتقال الى صفحة أخرى من الحرب أقسى ، وهي تدمير الأنفاق والممرات ،وقصف مخازن الاسلحة والصواريخ والمعسكرات ،وقتل قادة حزب الله في ساحة المعركة، لإفقاد توازن المعركة ، وتشتيت المقاومة ،وإنتقل الى مدن حول بيروت مثل بعلبك وطرابلس وغيرهما، لإشغال الجبهات وفتح جبهات أخرى، للتشويش على مجريات معركة الضاحية، مثل فتح جبهة الجولان والتوغل العسكري فيها،بالرغم من قصف الفصائل المسلحة الولائية في العراق وسوريا واليمن،والتي تقصف ليل نهار مدن إسرائيلية ، لتطبيق شعار (وحدة الساحات)،وقد أثبت هذا الشعار فشله ، لأنه لم يستطع إفشال توسعة الحرب وانتقالها الى الضاحية ،ومدن الجنوب اللبناني من غزة،إن مشاغلة الفصائل الولائية ، لم تحقق هدفها العسكري، في تغيير بوصلة الحرب على حزب الله، خاصة بعد إغتيال السيد حسن نصرالله وقادة الحزب العسكريين،نعم بعد إغتيال السنوار رئيس حركة حماس،لم تنته الحرب، كما تريد إيران أن تنهيها،في تصريحات وزير خارجيتها، الذي دعا فرنسا للتدخل وانهاء الحرب ،والجنوح الى السلام، وأي سلام بعد اغتيال أبرز وأهم قادة المشروع الايراني في حزب الله وحركة حماس ،هل توافق اسرائيل على انهاء الحرب، بعد ان دفعت الآلآف من مقاتليها ، وتدمرت بنيتها التحتية بفعل صواريخ حزب الله وغيرها،بالتأكيد ،إسرائيل لن توافق على إنهاء الحرب، بالعكس تماماً، لقد خلا لها الجو بإغتيالها أبرز رموز المقاومة ،وإخراجهما من ساحة الحرب ،وهما قادة حماس وحزب الله،مهما حاول الشيخ نعيم وقادة فلسطين تلميع صفحات الصمود(( وان المعركة الان بدأت وإن لدينا مفاجآت أخرى وسلاح ،تغير من نتائج الحرب))، كل هذا لايغير من أن حزب الله بإغتيال قائده وإغتيال قائد حماس، قد بدأ عصر جديد آخر، تتحكم فيها اسرائيل وامريكا وبريطانيا والمانيا ،في المنطقة، وأن الحرب لن تنتهي في الشرق الاوسط، طالما هناك (إرهاب)، فهي ماضية في ملاحقة الإرهاب  لتجفيف منابعه، وربما سيكون الردّ االصهيوني المزلزل المنتظر ضد ايران، سيغير وجه المنطقة جيوسياسياً ،وهذا هو السيناريو الأقرب الى التنفيذ،فتوسعة الحرب في المنطقة ،صار أقرب من أي وقت مضى، بعد الإنتهاء من حرب الصغار، والانتقال الى حرب الكبار،فطوال هذه السنوات ،كانت المعارك والمناوشات ،بين إسرائيل وأمريكا،وحلفاء ايران وفصائلها في سوريا والعراق واليمن ولبنان الحرب بالإنابة،الآن إنتهت الانابة ،ونزول إيران الى ساحة المعركة،أصبح مسألة وقت لا أكثر، والهدف القادم هو المفاعلات النووية الايرانية ، التي تشكّل (حسب زعهما)، خطراً مباشراً يهدد مصير اسرائيل من المحو ، وخاصة ما يرد في تصريحات قادة إيرانيين وقادة الحرس الثوري الايراني ،وهذا مايقلق العدو الصهيوني وأمريكا، ويهدد مصالحمها في الشرق الاوسط،خاصة بعد خلو الساحة من حزب الله وحماس ،إن إستفراد اسرائيل وامريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا ،بإيران ،واقع حال الآن،ولحظة تأريخية لن تتكرر، في وقت تعدّ الادارة الامريكية ابن الشاه رضا بهلوي الموجود في واشنطن، لاستلام السلطة في ايران،في وقت أبلغت الادارة الامريكية ،سوريا بضرورة طرد مقاتلي حزب الله والفصائل الاخرى ،من الاراضي السورية ،حتى تضمن حياديتها في المعركة المقبلة مع الفصائل ، بعد الانتهاء من معركة جنوب الضاحية،وقد رشح نتنياهو الدول المرشحة للانتقال لها وسماها(محور الشر)، وهي العراق وسوريا واليمن،إذن معركة الضاحية متواصلة ولم تنته الان، ولكنها في نهايتها،وربما تعقد هدنة بعد اغتيال السنوار ، لترتيب وضعها العسكري ،والبدء بصفحة أخرى من صفحات حربها في المنطقة،وقد بدأتها امريكا وبريطانيا ومهدت لها، فقامت ليومين متتالين وبعدة هجمات جوية قاصمة ،لضرب وتدمير مخازن السلاح والصواريخ في مدن صعدة وصنعاء والحديدة وغيرها ، بأقسى ضربات جوية شتركت فيها لأول مرة طائرة (b2) ، وأوقعت خسائر عسكرية كبيرة جداً ،وتعطيل الجهد العسكري للحوثيين ، وتدمير قدراتهم العسكرية ،واضعافها في باب المندب وغيرها،هذه الضربات الامريكية والبريطانية، تؤكد ان المعركة واحدة ،في دعم واسناد الجيش الصهيوني في معركته الكبرى في المنطقة،في غياب توازن القوى العسكرية وتحييد وتدمير الجيش العراقي السابق ، الذي بوجوده لم تستطع اسرائيل ان تتغول وتتمدد في المنطقة وتقتل ابناءها، وتستحوذ على مدنها واراضيها،نعم اليوم نحن امام تغيير جيوسياسي سريع في المنطقة تقوده امريكا وبريطانيا واسرائيل،فمهما قصف مقاتلو حزب الله والفصائل المسلحة الولائية ومقاومة حماس والقسام وغيرها بالمسيرات والصواريخ،لاتغير من نتيجة الحرب، فالحرب تحسمها القوة الجوية والقوة العسكرية على الارض، وهذا ما لاتمتلكه حماس وحزب الله وغيرهما، نعم هناك مقاومة شرسة جداً ،وبطولة لمقاتلي حزب الله وحماس والقسام ،ولكن من تحت الارض ،هذه حقيقة المعركة عسكرياً، لايمكن نكرانها، هناك تفوق عسكري جوي وارضي لاسرائيل، يقابله صمود إسطوري لمقاتلي حزب الله وحماس والقسام،ففي وقت تطالب ايران بالتهدئة والحوار بين حزب الله واسرائيل لبسط السلام ، يرفض رئيس وزراء لبنان اي تدخل ايراني في الشأن اللبناني،وأن القرار 1701 هو اساس الحوار والسلام،أنا اعتقد ان حرب لبنان وحزب الله مع اسرائيل انتهت ، واصبحت ماضٍ بعد ماجرى في الضاحية، واسرائيل تنتقل ربما في الايام القادمة الى مرحلة أخرى من الحرب،تتوسع فيه الى مناطق أخرى، حددتها في أجندتها العسكرية، بالتفاهم مع امريكا وبريطانية ،لتنفيذ مشروعها في المنطقة، الشرق الاوسط مرشح لحروب أخرى ، يحددها الردّ الصهيوني على إيران، فلننتظر الردّ ونرى..حرب مؤجلة أم حرب قائمة،هذا هو السؤال الملحّ الآن ….!!!

أحدث المقالات