17 أكتوبر، 2024 8:34 م
Search
Close this search box.

قراءة لما وراء الحرب النفسية والإعلامية وقدرة الدفاعات الجوية الإيرانية العراقية لإفشال الضربة الإسرائيلية!؟

قراءة لما وراء الحرب النفسية والإعلامية وقدرة الدفاعات الجوية الإيرانية العراقية لإفشال الضربة الإسرائيلية!؟

*إليس من منظور سيادة الحكومة العراقية على أراضيها ومياهها وأجوائها؟ بأن لا تسمح لإيران بقصف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيرة من خلال الأجواء العراقية؟وفي المقابل لا يسمح لإسرائيل باستخدام الأجواء العراقية لضرب إيران؟فأين السيادة في اتخاذ القرار بالسماح لطرف على حساب طرف أخر باستخدام الأجواء العراقية!!

قبل أيام كان هناك تصريح من قبل النائب “ياسر إسكندر” عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية لوسائل الأعلام العراقية بأن:”أن اختراق الأجواء العراقية لن تكون نزهة وهناك بالفعل تدابير محددة اتخذت من أجل منع أي محاولات ترمي لأي عدوان خارجي ومؤكداً بأن التدابير الوقائية تضمن سقف أعلى من الحماية وبقدر أعلى من السنوات الماضية”.

يبدو من هذا التصريح والوعيد من قبل السيد النائب :” يشمل فقط إسرائيل وليس إيران” وغيره من السياسيين والمسؤولين الحكوميين ينصب في نفس الاتجاه ؟ وكان يجب عليهم اتخاذ لغة حاسمة وصريحة , بأن يتم إدانة جميع الأطراف بصورة واضحة وصريحة وبعيدآ عن المجاملات السياسية على حساب كرامة العراق , وأن أجوائه يجب أن لا تكون مستباحة ومباحة لأي دولة؟ وبالأخص دول الجوار العراقي, ومهما كانت علاقاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية, ولكن مع الأسف! يبدو أن القرار السياسي ليس بيد رئيس الوزراء أو مجلس النواب , ولكنه بيد الأحزاب الإسلام السياسي المشاركة بالحكم وتوابعها من الميليشيات والأحزاب والفصائل الولائية المسلحة , وهذه حقيقة على ارض الواقع لا يمكن احد أن ينكرها أو يحاول حتى التقليل منها , بأن القرار السيادي موزع بين مختلف هذه الأطراف الولائية , وأن اتخاذ القرار النهائي يبقى للأقوى المسيطر على القرار السيادي السياسي من خلف الأبواب المغلقة ودهاليز السياسة السرية المظلمة !!

لماذا لا يستطيع العراق الدفاع عن أجوائه:

هذا السؤال الذي دائما يتم طرحه سواء في السابق أو الحاضر وحتى في المستقبل والمستقبل البعيد جدآ , لان بعد الغزو والاحتلال الأمريكي 2003 سعت الأخيرة بكل جهد تستطيع التأثير عليه بضرورة عدم امتلاك العراق منظومات دفاع جوي متطورة ورادارات عسكرية لحماية أجوائه من التهديدات الخارجية , وجميع الحكومات العراقية التي تعاقبت على الحكم فشلت بصورة أو بأخرى أن يتم رفع الفيتو الأمريكي على شراء معدات متطورة للدفاع الجوي,وكان دائمآ الرفض بالمطلق والإجابة تكون من قبل القيادة العسكرية الأمريكية :” بأن حماية الأجواء العراقية ستكون منوطة من قبل قوات التحالف الدولية”. وحتى عندما زودت قيادة قوات الدفاع الجوية العراقية بأسلحة أمريكية , فانها كانت أسلحة بدائية وغير متقدمة , أو بالأصح زائدة عن الحاجة وغير مستخدمة ومنها على سبيل المثال : ” نظام أفينجر / هوك 23″  بالإضافة إلى انه ما يزال يستخدم أسلحة الدفاع الجوي من الحرب العالمية الثانية , وبعد إعادة تصليحها وتأهيلها لغرض الاستخدام !! على العكس من منظومة الدفاعات الجوية الإيرانية التي تشمل على مختلف أنواع الرادارات وبطاريات الصواريخ الأجنبية والمحلية الصنع مما يعزز بشكل أو بآخر من حماية أجوائهم ضد الضربات الجوية الخارجية.

يمكن أن نقول في هذا المقام بأن هناك عدة عوامل تؤثر بصورة مباشرة على قدرة العراق الحقيقية لغرض محاولة الدفاع عن أجوائه ضد الأخطار الخارجية , ومنها على سبيل المثال وليس الحصر:

1/ فقدان ونقص بالغ في المعدات العسكرية الموجودة الإن تؤثر بصورة مباشرة على عدم قدرته على تأمين المجال الجوي.

2/ الأوضاع السياسية غير المستقرة سبب أخرى ومهم , وفقدان القرار السيادي, يؤثر على الاستراتيجية الدفاعية وعدم قدرته على تنسيق الجهود بين مختلف الوزارات والهيئات والمؤسسات الأمنية والعسكرية ومنها أن فصائل وأحزاب الحشد الشعبي لا تتماشى مع القرارات الحكومية بالشق العسكري إلا بعد الرجوع إلى مرجعيتهم السياسية والعقائدية الدينية.

3/ التدخلات الخارجية الواضحة والصريحة من بعض دول الجوار في الشؤون الداخلية العراقية تزيد من تعقيد الوضع وتحديد بصورة أكثر من استقلالية اتخاذ قرارات سيادية بشأن تعزيز دفاعاته الجوية.

4/ والاهم من ذلك كله أن العراق ما يزال يعتمد بصورة شبه كلية على دعم التحالف الدولي في تأمين أجوائه مما يؤدي إلى التقاعس واللامبالاة في شراء والتعاقد على صفقات لاستيراد منظومة دفاع جوي ورادارات متطورة تكون مسيطر عليها كليآ ومشغليها من المنتسبين والمهندسين الضباط والجنود تابعين لوزارة الدفاع العراقية وبالإضافة إلى التعمد على عرقلة توفير تخصصات مالية من الموازن لدعم الاستيراد.

الحرب الإعلامية النفسية بين الغريمين إيران وإسرائيل:

تعهد وأصرار وزير الدفاع الإسرائيلي “يوآف غالانت” ومن خلال تصريحاته الإعلامية المتكررة واستخدامه مفردات وعبارات احتوت بمجملها على التهديد والوعيد ردا على إيران ستكون ” قاتلة ودقيقة ومفاجئة وشاملة ومؤلمة ” وتندرج هذه في خانة الحرب النفسية , وبالمقابل نرى تصريحات المسؤولين الإيرانية المضادة تندرج في نفس السياق , وقد لا تقل أهميتها من استخدام لهجة التهديد والوعيد بأن الضربة سيتبعها  رد يشمل جميع الأراضي الإسرائيلية وبالأخص إذا تم استهداف منشآت الطاقة النووية والمنشئات النفطية وموانئ التصدير ونستطيع أن نلخص هذه الحرب الكلامية بالاتي :

1/ القدرة التي يمتلكها الاثنين من خلال التضخيم والتهويل والتهديدات المتبادلة فيما بينهما لغرض إقناع المجتمع الدولي والرأي العام بان من حقهما أن يتم توجيه ضربة صاروخية ردا على الاعتداءات والقصف والحفاظ على سلامة مواطنيها والعكس صحيح.

2/ قدرة الطرفان على نشر المعلومات المضللة بغرض تعزيز صحة روايتهم قدر الإمكان وبان لديهم القدرة التقنية العسكرية المتطورة على ضرب أهداف حساسة وحيوية في كلا الجانبيين.

3/ قوة الردع العسكرية الموجودة لدى كلا الطرفين ,ولو بنسبة متفاوتة من حيث التفوق التقني المتطور يجعل خيار الضربات الاستباقية التدميرية الشاملة أكثر جدية من قبل إسرائيل بالقياس لإيران.

4/ التأثير على الرأي العام الداخلي من خلال الحرب الإعلامية والاستغلال النفسي وتعزيز مشاعر القلق والخوف والتوتر لكل مواطنيهم بشأن الضربات المرتقبة مما قد يعزز من زيادة الضغط النفسي وبالتالي التأثير على اتخاذ قرار الضربة بأن تكون محدودة ومدروسة وغير شاملة لجميع المرافق الحيوية المهمة.

5/ لكلا الطرفين لديهم سعي لتعزيز موقفه وكسب ود ودعم الجبهة الداخلية التي تساعدهم على اتخاذ القرارات بشأن مدى اتساع وضيق المواجهة فيما بينهما , وعلى الرغم من شراسة الحشد والتصعيد الإعلامي الذي نراه ولكن في المقابل نرى بأن الجانبين في بعض الأحيان يتوخون الحذر لغرض عدم خروج الأمور من بين أيديهم ويسعون معها لتجنب الانزلاق الى صراع شامل ومفتوح تكون نتيجة ذلك عواقبه وخيمة ليس على كليهما فقط وإنما على منطقة الشرق الأوسط بالأخص ولبقية دول العالم بالأعم.

6/ كل الطرفين يمتلكون قوة صاروخية متنوعة المديات والأحجام والأنواع لكن التركيز الآن على القوة الصاروخية الإيرانية من قبل الأعلام وبالمقابل نرى كذلك التركيز على مدى وصول الطائرات الإسرائيلية المتطورة مثل “أف 35 ” بأنواعها المختلفة لضرب العمق الإيراني؟ ولا نعرف لماذا يتناسى البعض سهوآ أو عمدا بأن لدى إسرائيل كذلك قوة صاروخية متطورة جدآ ومنها سلسلة صواريخ “أريحا 1 / 2 / 3 ” وهذه بدورها قادرة على ضرب العمق الإيراني بسهولة؟ فماذا لو استخدمتها إسرائيل الإن لتنفيذ الضربة الجوية المرتقبة بدلآ من الطائرات التي يمكن أن تسقط في الأراضي الإيرانية لسبب أو لأخر ,من قبيل الخلل الفني أو التقني، وهذا يبدوا لنا امر مرجح جدآ ومنطقي أكثر منه مستبعد , بأن تستخدم إسرائيل قوتها الصاروخية التميدية الاستباقية لتشمل الضربة أهداف في داخل ايران وكذلك العراق ردا على قصف الفصائل المسلحة الولائية للجولان بالطيران المسير قبل أسابيع .

وأخبرآ وليس أخرآ ,وعلى الرغم من عدم وجود أي اتفاقيات دفاع مشترك ترتبط بها أمريكا مع إسرائيل لتبرير للراي العام نشر نظام “ثاد” للدفاع الصاروخي المتطور في أراضيها وإرسال طاقم التشغيل المخصص له من الفنيين العسكريين لتشغيله , ومما سوف يعزز معه إضافة جديدة ومتطورة للدفاعات الجوية الإسرائيلية المتنوعة والمختلفة المضادة للصواريخ والطائرات المسيرة , وهذه الخطوة الامريكية قد تكون سبب لتاخير الضربة الإسرائيلية لحين اكتمال نصب منظومة “ثاد” باكملها أو قد تكون نتيجة التريث لغرض محاولة إكمال عمليات الاختراق لمنظومة القيادة والسيطرة الخاصةبالدفاعات الجوية الإيرانية من قبل “الوحدة 8200” وذلك من خلال الاختراق وإرسال الفيروسات للسيطرة عليها عن بعد أو حتى من خلال فك الشفرة السرية لأنظمة الدفاع الجوية وبالأخص منظومة “أس م 300/ الروسية” أو من خلال تفخيخ ونسف وتدمير مراكز السيطرة والتحكم الرئيسية , بواسطة العملاء والجواسيس داخل إيران , وكما حدث سابقآ بسرقة أرشيف البرنامج النووي الإيراني وسلسلة من اغتيالات المهندسين والعلماء العاملين بالبرنامج النووي … الجميع يترقب حجم وتأثير الضربة المرتقبة , وهل سوف يتغير معها ملامح الشرق الأوسط !؟ على الرغم من التأثير الأمريكي المباشر وغير المباشر, لأن تكون الضربة مدروسة وعقلانية وغير متهورة قد تؤدي معها لحرب شاملة ومدمرة… هذا ما سوف يتبين لنا خلال الساعات أو الأيام القادمة وحتى الأشهر إذا كانت المغريات المعنوية والمادية دسمة ومن الصعب رفضها بشن الضربة وردها او التغاضي عنها خارج السياق والاتفاق “الأمريكي الإسرائيلي الإيراني” المتفق عليه بعيدآ عن الصخب والضجيج الإعلامي !؟.  

[email protected]

 

أحدث المقالات

أحدث المقالات