الروائية إنعام كجَةجي في (طشاري)
القراءة الاولى
أستغرقت القراءة الاولى ليلة ً تقريبا من الثامنة وانهيتها ،قبل آذان الفجر بتوقيت البصرة ، كنت مشدودا لفتنتة السرد لهذه اللطة السردية العراقية للوجع العراقي المعجنون بدموع الدكتورة وردية جرجيس ومشتقاتها .. ،لأسباب هجرة المسيحيين من وطنهم العراق وستكون السخرية بلسم الوجع العراقي.تتوزع الرواية بين الموصل ثم بغداد، وندخل الى الديوانية من خلال الدكتورة وردية جرجس وتحديدا في 14 تموز 1955 ولأنه (لم يكن من الوارد أن تسافر شابة مستورة لوحدها،وصدر الأمر بأن ترافقها شقيقتها الكبرى كمالة، أن توصلها الى مقر عملها الجديد وتطمئن عليها ثم تعود /30)..لكن المجتمع العراقي لوحة تحتوي كل أطياف العراق (في الثانوية تعرّفت وردية الى معاني حب الوطن .وكان في صفها أربع طالبات مسلمات وأثنتان مسيحيتان وسبع عشرة يهودية وإنها المكلفة بجمع التبرعات لضحايا المظاهرات من الطلبة الجرحى برصاص الشرطة، لاتتأخر في الذهاب الى اليهوديات فيتبرعن مثل الآخريات ،على مضض أوعن طيب خاطر. أحب اليهود موطنهم الذي وفّر لهم عيشة طيبة. يعرفون أن التوراة كُتِبَت في بابل .ولم تكن الصراعات السياسية ،في تلك الفترة المبكرة قد أفسدت النسيج الاجتماعي البغدادي /82) في ضفيرة هذه الوحدة السردية يتغاصن الاجتماعي والتاريخي لحقبة ارتفعت متسامية الى منزلة اليوتوبيا مقارنة بما يجري الآن ..(منذ أجتاح الشاشات عراقيون لايشبهون العراقيين .نهابون وقطّاعو رؤوس وعملاء يعلقون أنواط شبهاتهم .الأقوى بينهم هو الأكثر حظوة لدى المحتل .طائفيون يسألونك
عن مذهبك قبل السلام عليكم/68) وتتوزع أسباب هجرة المسيحيين في الصفحات التالية : 129،98،68،27،25،24
ورغم الاسباب الدامية،فالرواية ليست من الافلام الهندية، فهناك روح الدعابة العراقية المرّة تتوزع في الرواية،كمصابيح ملونة وأحيانا مصابيح سود تليق بوجعنا العراقي (تهب سهيلة وتحتضن ابنها تريد ان تشق الكفن وترى وجهه.الرائحة تملأ المكان وهي تلثم وتصيح أفيش. ريحتك طيبة حبيبي/ 174) هذا المشهد تكرر في المقابر الجماعية بعد سقوط النظام الشمولي في العراق، شخصيا رأيتُ أمهات يتشممن مزق من قمصان أولادهن ، : ..وهناك الدعابة السردية الموائمة لزمن آفل بخيره ومنغصاته (على جانبي رصيف المحطة، أصطفت المنشدات وفي ايديهن الدفوف .لابد أن أم سليمان جاءت بهن من شركة تأجير الحوريات في الاحلام /28)..أوتلك الدعابة الالكترونية الطالعة علينا من المقبرة الالكترونية التي صنعها الحفيد اسكندر في باريس ..(وكلما جاء ساكن جديد يحمل هيكله العظميّ على كتفيه ويتسربل بأساه ، هبّ أقاربه وأحبابه الموتى من قبورهم وألتفوا حوله يرقصون ويهزجون : هلا بيك هلا وبجيتك هلا…تسرع الحوريات الالكترونيات إليه ويغسلن عظامه بنقيع الزعفران /239) وسنجد تنويعات من الدعابات السردية في
الصفحات :26/28/ 38/ 39/ 122/ 134/ 138/ 139/ 141/ 147/ 149/ 155/159/ 172/ 174/ 202/ وهذه الدعابات ذات وظيفة سياقية ولاتشبه الفاصل الاعلاني في الفضائيات الذي يفصم التلقي لدى المتابعة ..
القراءة الثانية
للأسف لا أتمتع بموهبة البعض ،أعني لاأستطيع انتاج قراءة لأي عمل إلاّ بتكرار القراءة والتي مهما تعددت أطلق عليها قراءة ثانية ،وهكذا عدت لرواية طشاري ..ربما لأتحرر من فتنة الحكي العراقي فيها، هذا الحكي
الذي جعل لغة السرد أقرب ماتكون للعامية العراقية اللذيذة،وهي تذكرني بعض الشيء بروايات غائب طعمة فرمان، كما تذكرني سخريتها بأسلوب
أبو كاطع شمران الياسري في رباعيات الصادرة في سبعينيات القرن الماضي..
(1)
تستقبلنا الرواية بصورة الغلاف لإمرأة في ملابس العمل التي تشير الى مهنتها الطبية وتبدو الصورة الفوتو قديمة لأن زي غرفة العمليات تخلى عن اللون الابيض ..والصورة تجعلني اتساءل عن وظيفتها كغلاف وسأجد
الجواب وانا أحّرك بفعل القراءة سكونية المطبوع : إنها رواية شبه سييرية للدكتورة وردية جرجيس وذريتها…وفي قفا الكتاب تستوقفني كقارىء جملة تعلن عن هوية الرواية..(رواية كل من سُلِب َ مَسقط الرأس ومَهوى القلب)..شخصيا لم يشجعني هذا الاعلان التجاري عن البضاعة الأدبية، لكن أسم المؤلفة له سطوعه في الصحافة العراقية والتشكيل.وتنويعات أخرفي الكتابة وكذلك من خلال روايتها (سواقي القلوب) التي تتموضع حغرافياَ بين باريس والعراق ..وصوتيا فالمؤلفة أفضل من يطلق الهلاهل العراقية حسب شهادة الروائية عالية ممدوح في ص187 من (الأجنبية)..و
وكذلك.أهتمامي بمؤنث الرواية العراقية ،ضمن مشروعي النقدي للرواية العراقية ضمن حقبة مابعد ربيع 2003..من هنا جاء تلقفي للرواية.
(2)
يستقبلني مقطعُ منتخب من (غريب على الخليج) لبدرنا السياب ..
(لوجئتِ في البلد الغريب إليّ
ماكمل اللقاء
الملتقى بكِ والعراق على يديّ
هو اللقاء)
والمقطع يشترط لنجاح الاتصالية المجتمعية شرطا عراقيا صرفا للقاء
ويذكرني بمقطع شعبي لمظفر النواب
(عين الماتشوف أحبابها الطيبين ماهي عين
ولاهي بعمه
ولاهي تنام ) كما يحيلني الى المتنبي في قوله
(وما أنسدت الدنيا عليّ لضيقها
ولكن طرفا لاأراك به أعمى)وثمة اتصالية
بين المقتبس من السياب وبين ما ألتقطته حساسيتي في التلقي،في الحوار مع(هندة) التي أوصلها درب الآلام الى العمل كطبيبة في أقاصي كندا،
يسألها الصحفي الكندي (ماذا يتمنى المرء أكثر؟) وهو يقصد بذلك الامتيازات التي انتزعتها بجهدها تجيبه هندة :(بل ماذا تتمنى كندا أكثر!/ ص230)..وسبب جوابها المحتدم ، هو شعورها العراقي (ثمة مرارة ماتحت اللسان .هناك غبن سيبقى كامنا في موضع ما، من تاريخها الحميم، لأن يدا سلختها عن الأساس الذي يحتفون به عند البدء بتشييد المباني المهمة؟ لقد أهتز حجر أساسها في اليوم الذي حملت جنسبّة ثانية )..
والسؤال الروائي سنجد له اجابات في أسباب التهجيرلنتوقف أولا عند ثريا الرواية ، من خلال عينات تحاول تفعيل العنونة ضمن سيرورة السرد وهي كالتالي :
(3)
(الساعة هي الآن السابعة صباحا في باريس
التاسعة في بغداد
العاشرة في دبي
مازالوا في منتصف الليلة الماضية في مانيتوبيا
وهي الواحدة بعد منتصف الليل في هايتي/ ص17)
هذه التوقيتات لاتشير الى ساعات جدارية مثبتة في فندق خمس نجوم بل للزمن هنا فعل تمهيد استباقي..يعلن عن الشتات العراقي في الجهات الاربع..ومن خلال الفرشة الروائية سنقول مع الدكتورة وردية جرجيس وابنة أخيها سليمان وان(بغداد أحلى البلاد وموطن الحب الاول /243) وان دبي تعني الابنة ياسمين /235، وان مانيتوبيا تعني الدكتورة هندة /218 أما تاهيتي فتعني برّاق ابن الدكتورة وردية /231من هنا تكون استعارات السرد،تليق بأوجاع الدكتورة وردية :
(كأن جزارا تناول ساطوره وحكم على اشلائها ان تتفرق في كل تلك الاماكن .رمى الكبد الى الشمال الامريكي،وطوح بالرئتين صوب الكاريبي
وترك الشرايين طافية فوق مياه الخليج.أما القلب فقد أخذ الجرار سكّينه الرفيعة الحادة تلك المخصصة للعمليات الدقيقة ،وحز القلب رافعا إياه بأحتراس من متكئه بين دجلة والفرات ودحرجه تحت برج ايفل وهو يقهقه
زهوا بما اقترفت يداه/ ص17)..لايخلو هذا الامر من ألم باهظ لكنه مقارنة بالذين هم بلا حول ولاقوة ،أعني الذين أحتملوا كل أهوال استبداد الدكتاتور الضرورة، ولم ينمازوا بشاهدة قبر، أو الاحياء الذين عاقبتهم السلطة بترقين القيد، يعتبر المنفى او الغربة رفاهية!! ، والدكتورة وردية أحسن حالا من (سهيلة يونان) والدة المغدور رعد (خطفوه من شارع فلسطين واتصلوا بها من هاتفه، يطلبون فدية/ 159) وبعد دفعها للفدية
(إنتهى بطلقة رعناء) ثم أستعادته ميتا من مقبرة النجف/174 لتدفنه في مقبرة الكلدان قرب ساحة الطيران/ 175..وحتى لاتتكرر تجربة رعد بن سهيلة يونان وبسبب (عائلات مسيحية تعرضت للتهجير والتهديد أو فقدت أفرادها في حوادث تفجير الكنائس/ ص24) بدأت هجرة المسيحيين من العراق الذين حملوا مع حقائبهم (صورة كبيرة مؤطرة لمطران الموصل الذي كان مجهولون قد خطفوه وذبحوه في فترة وجيزة /25)..
ماالذي اضطر الدكتورة وردية الى دخول قصر الاليزية ،ويمكن القول ماالذي دفع المؤلفة انعام كجَجي ان تبدأ روايتها من الاليزية؟ سأترك الصفحة الاولى من الفضاء الروائي ،ليقفز كنغر التلقي الى ص129
سنعرف ان سبب هجرة الدكتورة وردية وهي إمرأة أرملة في الثمانين من العمر،ليس (بسبب تراجع البابا عن الذهاب الى أور) بل بسبب تلك الورقة
الملقاة على ثيل حديقة البيت (السلام على من اتبّع الهدى، أما بعد فعندكم عشر أيام لتنفيذ هذه الفتوى وإعطائنا بنتكم زوجة حلالا لأمير جماعتنا
أو نذبحكم كلّكم ونأخذ بيتكم ياكفّار والى جهنم وبأس المصير)..
والأمر لم يتوقف عند هذا الحد ..(لولا تلك المجنونة لما تغيّر إيقاع حياتها /149) والمجنونة هي تلك الشابة المفخخة التي اقتحمت عيادة الدكتورة وردية ، لكن انتهى الأمر بسلام..(جبنت وما فجّرت حزامها. ذبيناها جوة . لاتخافي./155) رغم هذا فقد..(تخلت وردية عن عيادتها حين لم تعد تأمن على روحها/ 248)وبعد اذلال طويل للمهاجرين المسيحين امام القنصليات الموصدة تفتح لهم(فرنسا بوابتها في لحظة غير متوقعة . رحبت بهم لتضيفهم الى الآلاف المؤلفة من لاجئيها/ 96)..ان موقف فرنسا ،سيكون مفتتح رواية طشاري حيث يقوم ساركوزي بلم شمل المسيحيين العراقيين ويعتبرهم وفق فعل السرد(ضيوف ساركوزي13)
وبسبب الضيافة سينمازون عن الفرنسيين بدخولهم قصر الاليزية (الذي
لم يطأ ملايين الفرنسيين عتبته )..
جيولوجيا الرواية
كقارىء منتج ،ألتقطتُ أربع طبقات جيولوجية في الرواية:
(1) رواية طشاري : وهي الطبقة الرئيسة ،المكونة من الصفحة 9 الى الصفحة 247
(2) دفتر طشاري الذي تكتب فيها أم أسكندر مشروعها الشعري وسنتوقف عنده لاحقا
(3) المقبرة الالكترونية التي ينتجها تقنياً أسكندر ليجمع فيها رفات العائلة المتناثرة بين الوطن المنافي، وسأتوقف عندها أيضا
(4) تجربة الفكرة الجديدة التي تبدأ من ص247 حتى نهاية الرواية
وشخصيا اعتبر الطبقة الرابعة من أجمل الطبقات الجيولوجية في التروية، وهي خلاصة رواية طشاري..وشخصيا أراها بمثابة مقدمة روائية للرواية…
(4)
طشاري : دفتر بنفسجي سميك يلفت نظر اسكندر في درج والدته ،فيه تكتب الام أشعارها،وهكذا تلم الام شعريا ماتطشر من أهلها، وتشتق الام عنونة مجموعتها الشعرية ، من طلقة الصيد التي تتوزع في كل الجهات
وحين تفصح مفردة طشاري لولدها تقول له (تفرّقوا أيدي سبأ/ 90)
والسؤال الطريف هنا : هل سيفهم أسكندر ماذا تعني أيدي سبأ؟
ثم يتحول الاسم الى فعل وهي تتحدث عن الضباط الاحرار قادة ثورة 14تموز(أحلامهم طاشت عن أهدافها /105) وحين يعود سليمان سالما من حرب حزيران..(صرّفت الأم مئة دينار بالدراهم وطشت حفناتها على رأسه وهو ينزل من الشاحنة العسكرية/ 127) وسيكون عنوان مخطوطة شعرية لأم أسكندر ابنة شقيق الدكتورة وردية:(طشّاري. هذا ماتكتبه ابنة شقيقها الحبّابة .تنظم شعرا عن الاعزاء الذين تفرقوا وماعاد يمكن لشملهم ان يجتمع إلاّ في أطلس الخرائط / 152) وستكون طشاري صفة لموصوف(قبور آبائهم وأهاليهم شذر مذر .طلقة طشارية في بلاد الله الواسعة/ 159)
(5)
مافشلت به المقبرة الالكترونية التي صممها الحفيد اسكندر لموتى العائلة،
سوف تنجح به المؤلفة انعام كججي وتجمع شمل مسيحيي المنافي
ومسلمي مسلمات الداخل من خلال رواية (طشاري)..والسبب ان الافتراض لعبة مخادعة لاتشكل معادلا موضوعيا،بل هي محض اسقاط نفسي وتزييف تقني يتعمد إقصاء الواقع اليومي واستنبات الوهم التقني
في البدء..(كانت الفكرة مثيرة ومحرّكة للخيال .تداوي أشواقها لأمواتها
الاعزاء وتستحضرهم تحت بصرها .وهم جميل في زمن قاحل ./247)
وأم أسكندر تعي جيدا ان الافتراضي فاعلية عاجزة عن التغيير كما ان وعي الحياة كتجربة مكابدات ، سيزيح هذا الحس الزائف ، فالعجوز وردية جرجس أيقنت ..(الدهشة ماتت وكتبت لها شهادة الوفاة )
ماعليها الآن سوى تضميد الجرح النرجسي لأسكندر..(ليس هناك مايوجعها سوى إنها جرحت براءة هذا الولد)..ثم تبدأ الدكتورة وردية بمعالجته عبر تفعيل إتصالية بين تجربتها العراقية وتلّقي الحفيد لتخليصه من مؤثرية المفترض التقني لوطنه العراق الذي لايعلمه عنه إلا القليل من الحقيقي، وستبدأ الجدة من الحقيقة العائلية الموجعة أو حسب قولها
(تعال نجّرب فكرة جديدة /247) ومن ص248 الى 251..هو البديل الواقعي للأفتراض الألكتروني ويعتمد البديل على تدفق الذاكرة الاسترجاعية لدى الدكتورة وردية، وعبر هذا البديل سيتم شحن ذاكرة الجيل الجديد المتمثل بأسكندر الذي ..ولد في باريس ولم يذهب الى بغداد إلاّ مرّة واحدة عندما أخذوه وهو في الثالثة../ ص43لأسباب صحية وحين كبر صارت بغداد تدخل اليه من إذنه فقط (إنه لايسمع عن بغداد إلاّ ما يتناقله الأيوان من أخبار مقلقة، أو حوادث محزنة تصيب هذا أو ذاك من الأقارب/ ص44) ثم صار أسكندر يستقبل بغداد بنظر عينيه (يرى الصور والدبابات والخوذ والجثث الطافية في الخليج) ومن العين ستدخل بغداد الى جهازه العصبي..(فيتوقف عما في يده ، ويرفع صوت التلفزيون ويحس بأن الأمر يخصّه، كان ولدّا أوحد ./ص44)..ان أسكندر نخلة عراقية مجتثة من رحم الام بغداد، ولايمكن إعادته الى العراق، بذاكرة بديلة
إذن لابد يستعيد اسكندر ذاكرته العراقية، وهذه المهمة لاتليق بغير الدكتورة وردية وهكذا يتم تفعيل اتصالية تعايش سلمي بين الاجيال
الدكتورة وردية وهي بمثابة جدة للأسكندر وبين أسكندر ، حين يتحول لسان الدكتورة وردية الى عين كاميرا أمام عينيّ أسكندر وهكذا من باب عيادة الدكتورة وردية أسكندر سيدخل أسكندر المولود في باريس
الى: الغدير وتل محمد وكمب سارة وزيونة وبغداد الجديدة والفضيلية وحي الغدير والنعيرية وكيّارة والمشتل وكراج الامانة والكمالية…
*المقالة منشورة في صحيفة الزمان /22- نيسان -2014
*إنعام كجه جي/ طشاري/ منشورات الجديد/ الطبعة الاولى/ صيف 2013
*سواقي القلوب/ منشورات المؤسسة العربية للنشر/ ط1/ 2005
*عالية ممدوح/ الأجنبية/ بيوت روائية / دار الآداب/ بيروت/ ط1/ 2013