16 أكتوبر، 2024 5:22 م
Search
Close this search box.

“اعتماد” الإيرانية توضح .. الأهمية الدبلوماسية في ضوء التطورات الراهنة والاحتمالات المستقبلية !

“اعتماد” الإيرانية توضح .. الأهمية الدبلوماسية في ضوء التطورات الراهنة والاحتمالات المستقبلية !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بالتوازي مع تصاعد وتيرة التوترات في المنطقة؛ يستغل جهاز الدبلوماسية الإيراني بشكلٍ فعال من هذه الأداة في تحقيق الأهداف المرجوة في ضوء التطورات الراهنة. بحسب “محمد جواد قهرماني”؛ في مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (اعتماد) الإيرانية.

وبالنظر إلى الأهمية الدبلوماسية في الفترات المختلفة؛ فالمقالة الراهنة تناقش ضمن مجالات تفعيل جهاز الدبلوماسية الإيرانية في ظل الأوضاع الراهنة، “الاتجاهات” ذات القدرة على تشكيل التطورات الإقليمية ومواقف الأطراف الفاعلة المختلفة.

وتنبع أهمية الموضوع، من أن سرعة التطورات؛ وإن زادت من صعوبة التوقعات المستقبلية، لكن الأخذ في الاعتبار بالوقت نفسه للمسّارات المحتملة في تحقيق أهداف الأنشطة الدبلوماسية، سيكون مسألة ضرورية جدًا.

مدى أهمية جولة “عراقجي” الإقليمية..

وفي البداية يُجدر تقييّم مجالات تفعيل الدبلوماسية الوطنية، والتي برزت في جولة وزير الخارجية؛ “عباس عراقجي”، بدول المنطقة.

وفي هذا الصّدد؛ تُجدر الإشارة إلى العلاقة بين تصاعد وتيرة التوترات الإقليمية، نتيجة القصف الإيراني الصاروخي للكيان الإسرائيلي، والتكهنات المتعددة حول طبيعة رد الفعل الإسرائيلي. وقد مهد هذا الموضوع من منظورين لجهاز الدبوماسية مجالات اتخاذ قرارات في اتجاه التقدم على مسار إجراء المحادثات وايصال الرسائل الخاصة إلى دول المنطقة.

ظهور فجوة “صغيرة” بين أميركا وإسرائيل..

وقد تحولت من جهة التطورات الأخيرة، والتكهنات بشأن الأهداف الإسرائيلية المحتملة، إلى موضوع خلاف بين “إسرائيل” و”أميركا”، على نحوٍ دفع المسؤولون الأميركية إلى مطالبة “إسرائيل” بعدم مهاجمة أهداف قد تتسبب في توسيع نطاق الصراع بالمنطقة.

ورُغم حرص الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، على إجراء حوار هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، فقد ناقشت بعض التقارير محدودية الفجوة بين الطرفين.

بشكلٍ عام وفي ظل هذه الظروف، تهيأت مجالات التفعيل الدبلوماسي للتأثير على قرارات الطرف المقابل.

مخاوف خليجية..

من جهة أخرى، طرحت دول المنطقة؛ وبخاصة في الخليج، مخاوفها إزاء خطر اتساع نطاق الحرب. وهذا الأمر سببه بالأساس إدرك هذه الدول مسألة أن الحرب بين “إيران” و”إسرائيل” قد يضعها في دائرة الصراع أيضًا، سواءً عبر استفادة الكيان الإسرائيلي من أجواء هذه الدول، أو دخول “الولايات الأميركية” على صعيد الحرب، على نحو يُهدد أهداف هذه الدول التنموية.

في ضوء ما تقدم، يكتسب الحوار مع “إيران” مغزى. بعبارة أخرى، هكذا إدراك، يقدم لـ”الجمهورية الإيرانية” فرصة توصيل رسالة إلى هذه الدول، تنص من جهة على الحيلولة دون تعاون هذه الدول في أي هحوم على “إيران”، واقناعها من جهة أخرى بالاستفادة من أدواتها وعلاقاتها للضغط على “واشنطن” لتقييد العمل العسكري الإسرائيلي المحتمل.

إلى هنا؛ وبناءً على بعض التقارير، فقد تلقت هذه الدول رسالة “إيران”. وقد نقل، على سبيل المثال، بعض الدبلوماسيين العرب رسالة إلى “الولايات المتحدة الأميركية”، بعدم رغبة الدول العربية في استخدام أراضيها في أي عمل عسكري، وكذلك التحذير من تداعيات هذه الحرب على أسواق الطاقة، أو المشكلات البيئية.

مسارات جديدة تدخلها المنطقة..

لكن الموضوع الأهم؛ والذي تُجدر الإشارة إليه، هو المسّارات التي بدأت تتبلور وقد تزداد قوة مستقبلًا وتؤثر على التطورات الإقليمية وتوجهات الأطراف الفاعلة المختلفة تجاه “طهران”، وهي على النحو التالي:

01 – رُغم معارضة “الولايات المتحدة” للعمليات الإسرائيلية في المنطقة؛ التي من شأنها توسيع نطاق الحرب في المنطقة، وتداعياتها السلبية على معسكر الديمقراطيين، إلا أنها لا تُعارض استهداف “إسرائيل”؛ حركات المقاومة، ومن بينها (حزب الله) اللبناني.

ويوضح القرار الأخير بشأن نصب منظومة (ثاد) في “إسرائيل”، التعاون والتنسيق العسكري بين الطرفين بشأن الأحداث المحتملة مستقبلًا. وهذا الأمر ينطبق كذلك على موقف بعض دول المنطقة، لأنها وإن عارضت توسيع دائرة الحرب، لكنها تُرحب بأي إجراء من شأنه إضعاف قوة “إيران” الإقليمية.

02 – ينطوي استمرار الصراع في المنطقة على رسالة بالغة الأهمية لـ”الجمهورية الإيرانية”، وهي أن استنزاف قوة الجهاز الدبلوماسي في المفاوضات حول الموضوعات الإقليمية، وتقيّيد المفاوضات بشأن الموضوعات الأخرى من مثل الملف النووي، لا سيّما خلال العام المقبل على الأقل، والتي تكتسب الأهمية باعتبارها آخر مهلة للاستفادة من آلية الكماشة ضد “إيران”.

03 – تبديل إمكانية استفادة “إيران” من خيار الردع النهائي، وأعني صناعة سلاح نووي، وهذه مسألة هامة طُرحت بشكلٍ عارض في وسائل الإعلام ومراكز الدراسات الأميركية.

وختامًا؛ رُغم تأثير التطورات الإقليمية بشأن توضيح ضرورة تفعيل جهاز الدبلوماسية، لكن الأهم أن يعلم هذا الجهاز بأهمية المسّارات التي تتبلور، والتي قد تزداد قوة مع مرور الوقت، وبالتالي التأثير على النجاحات الدبلوماسية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة