23 ديسمبر، 2024 6:50 م

تمزقنا السياسي … لا يحسدنا الأعداء عليه…!!

تمزقنا السياسي … لا يحسدنا الأعداء عليه…!!

يقول ابراهام لينكولن…  ((لو عرفنا اين نحن ، وماذا جرى بنا ، لعرفنا ماذا نفعل ، وهل ما فعلناه كان كما يجب ..؟؟ ))

نفس السؤال يتبادر الى اذهاننا نحن الكورد في هذه الأوقات هو هل عرفنا نحن الكورد أين نحن من المستجدات السياسية العاصفة ..؟؟  ثم واين نحن من كل الازمات ، وما هو موقعنا منها ..؟؟ ولو عرفنا ماذا يجري من حولنا ، لوضعنا كل تفكيرنا السياسي والذهني  في استعداداتنا للمواجهة  لكي نتجنب  ما نحن عليه بعقلية  كوردية غير حزبية  ، لنقطع الطريق امام كل من يحاول تكرار ما جرى لنا سابقا ، بمعنى ان  ما نعانيه من تمزق سياسي لا يحسدنا الاعداء عليه ، وربما هم فرحون به كثيرا ،  لانهم لم يدفعوا ثمنا فتحقق ما يصبون اليه دون ان يجندوا له أحدا…

الخلاف والاختلاف في عالم السياسة مسالة واردة الا ان التكيف معها يتطلب اولا واخيراً المرونة وبرودة الاعصاب وتجنب الهستيريا السياسية عند اتخاذ القرار،  ولهذا حين نحاول ان نشخص الجوانب الخلافية القائمة بين القوى والاحزاب السياسية الكوردستانية ،  لابد ان نعود الى اسبابها التي خلقتها مبدأ التسيد  والانفراد بالسلطة  التي يجد فيها بعض القادة متعتهم السياسية والشخصية  ، ولهذا نجد ان اهم ما يشغل بال المواطن الكوردي  هو  هذا القدر السياسي  المشؤوم الذي رفع  من شأن البعض ان يكون قائدا مدى الحياة دون ان يكون له اجماع شعبي على الاختيار ، الذي يدفعه ايضا ان لا يفكر ذات يوم   أن يعود الى هيئته الأولى  كمواطن عادي ، ليأكل ما يأكله المواطن ، ويشرب ما يشربه المواطن   ،  وهو قدر المواطن  المشؤوم ، الذي كتب له ان  يتحمل مرارته عن مخض دون ان يجد بصيص امل ينجيه من ما

 هو عليه من اجواء الاستهانة به وبمبادئ الديمقراطية التي اصبحت  وسيلة لتضليله منذ اكثر من عشرين عاما ، لن ننكر النضالات وسفر الكفاح المسلح  ولا نستهين بها ، ولكن حين يتحول الى صفحات نور وتاريخ ينبغي على القائد يدرك ذلك بنفس روحيته النضالية ، ويفسح الطريق للأكفأ سياسياً وفكرياً ليمنح من طاقته باتجاه الارتقاء والتقدم ، ولهذا نجد ان العقلية الغربية المتحضرة تمنح السياسي المخضرم أكثر الفرص للقيادة لأنه يدرك مكامن الخطأ  والصواب في اتخاذ القرار …

لذلك فحين ينتظر المواطن الكوردي  اسلوبا جديدا في ادارة حكمه ، ويناشد بأهمية الالتزام بالدستور الذي حدد فترة الرئاسة بأربعة سنوات يخرج عليه من كل صوب اصحاب القاذفات والرشاشات محذرين له من مغبة المطالبة بتغيير القائد ، لأنه الوحيد الذي ((يحي الموتى ويشفي الابكم و الاعمى)) و لا يحلق الطير في السماء الا بأمره   وهوهوهوهوهوهو…!! وكان الله حين خلقه لم يخلقه كسائر البشر بل وضع له امتيازات ببصماته ليكون مختلفا عن جميع كائناته ومخلوقاته ….

 السؤال المطروح في ظل هذه الاوضاع السياسية التي يشهدها كوردستان ، هو الى متى يبقى ملكية كوردستان محصورة لقائد واحد ، لا يحمل في جعبته سوى نظريات السعي الى السلطة المطلقة ..؟؟  بل ولا يريد ان يخرج من دوامة صراعاته الحزبية التي تتفاقم يوما بعد يوم ، حتى اصبح المواطن الكوردي  في حيرة من تشابك  القرارات الحزبية والادارية ولا يميز أيهما الاصلح  ..؟؟  دون ان يتذكر القائد ان مهامه وسلطاته ليست محصورة في شان حزبه السياسي بل يتعداها ان يكون مستمعاً جيداً الى وجهات النظر المختلفة مع وجهات نظره السياسي  ، والعمل على اتقان لغة الحوار على اساس المصلحة القومية والوطنية من أجل تسوية الخلافات والوصول على اقل تقدير الى حلول وسطية  ترضي كل الاطراف ،  ، مع ألأخذ بعين الاعتبار ان لا يتوهم انه يستطيع ان يقود  دفة السفينة بمفرده باتجاهها الصحيح  وسط هذا البحر المتلاطم الامواج التي اذا ما حضرت رياحها العاتية الى اليابسة ، سوف لا ترحم أحدا ….

اذن دعونا نتخيل المشهد بعد  ان تأخذ الاتفاقية المبرمة بين الديمقراطي الكوردستاني وحركة التغيير حول هيكلية حكومة اقليم كوردستان طريقها للتنفيذ بمعزل عن دور الاتحاد الوطني الكوردستاني في هذه الهيكلية الناقصة الاضلاع بكل جوانبها …هل يستطيع الديمقراطي الكوردستاني بزعامة الاخ مسعود البارزاني ان يواجه لوحده الاهداف المعلنة والخفية لحركة التغيير ، وما يخفيه شخص الاخ نوشيروان مصطفى تجاه مسالة زعامة الاسرة البارزانية لكوردستان ..؟؟ , توزيع الابتسامات أثناء المباحثات الثنائية امام العدسات شيء وواقع العلاقة المتناقضة بين الطرفين شيء آخر ، فهناك خطوط حمراء وضعها الطرفان بينهما حتى دون الاعلان أو الكشف عنها ، لهذا فحين يعتقد الطرفان ان الشارع الكوردستاني في جهل من معرفة تلك الخطوط فهي المصيبة السياسية الكبرى بعينها ، و التي تحتمهما ان يكونا على بينة من ان المواطن الكوردي قد تجاوز سنين الجهالة والتخلف ، وادرك اللعب السياسية جميعها ، ويتجنب آثارها بعقلية  الحرص على مصلحته الوطنية والقومية ، ويتحاشى الضجيج من اجل التهدئه  ، بمعنى ان الخصومة السياسية التي تلفها سوء النوايا بين الطرفين ستكون حتما من أهم اسباب فشلهما في ادارة الاقليم ،  و لا يدفع ضريبتها الا المواطن الكوردي المغلوب على قواعد اللعبة التي وضعت قواعدها على اسس الصراعات السياسية من اجل الوصول  الى السلطة ….

 ((أقترح احد علماء ((الانتروبلوجيا )) لعبة على أطفال من قبيلة واحدة حيث وضع بالقرب من شجرة وافرة الظل سلة مليئة بالعديد من اصناف الفواكه ، وقال للاطفال ان كل السلة ستكون من نصيب من يصل اليها اولا ، ولما اوعز لهم بإشارة البدء ، أمسك كل واحد منهم بيد القريب منه وركضوا معا ووصلوا السلة جميعا بوقت واحد ، وجلسوا ليتقاسموها فيما بينهم ، ولما سألهم العالم.. لماذا لم تتسابقوا..؟؟ فاجابوا بصوت واحد كيف نشعر بالسعادة والاخرون من اخواننا يشعرون بالحزن ..؟؟)) من كتاب لمحات انسانية للباحثة الامريكية (ماركريت ميد)

  ومن هنا فان الاحزاب السياسية  في كوردستان مدعوة للحوار على اساس الرغبة لإنهاء الخلافات ، وبعكسه لا نجد جدوى للحوار اذا لم يتهيأ له  نخبا سياسية تدرك ماهية الحوار

 واسبابه ، فهل يتبنى تلك الاحزاب فكرة الحوار قبل فوات الاوان..؟؟  ((واذا ما فعلوا ذلك يكونون  فعلوا ما يجب  فعله))ولحين تحضر الاجابة المقنعة لهذا السؤال سيكون لكل حادث حديث….