وكالات- كتابات:
أعربت “لجنة الصحة والبيئة” في “البرلمان العراقي”، اليوم الأحد، عن اعتراضها على المهلة التي منحها رئيس الوزراء؛ “محمد شيّاع السوداني”، والتي تمتد ليومين، لإعلان توصيات حول معالجة أسباب تلوث الهواء في العاصمة “بغداد”.
وكان رئيس الوزراء قد أصدر، يوم أمس السبت، توجيهاته بتشكيل لجنة وزارية متخصصة لمعالجة مشكلة تلوث الهواء في سماء “بغداد”، على أن تقدم توصياتها خلال (48) ساعة.
وقال رئيس “لجنة الصحة والبيئة” النيابية؛ النائب “ماجد شنكالي”، في مؤتمر صحافي؛ إن اللجنة عقدت، اليوم، اجتماعًا بحضور وكيل “وزارة البيئة” والكادر المتقدم في الوزارة، لمناقشة انتشار رائحة (الكبريت) في سماء “بغداد”، خاصة بعد قرار رئيس مجلس الوزراء بتشكيل اللجنة وتقديم تقرير خلال يومين.
وأضاف “شنكالي”؛ أنه: “بعد الاجتماع، تبيّن أن الفترة التي أعلن عنها رئيس الوزراء قصيرة جدًا، حيث تؤكد التقارير الأخيرة أن تلوث الهواء في بغداد هو الأعلى بين مدن العالم”.
وأشار إلى أن الاجتماع تناول أسباب انتشار الرائحة التي تعود إلى تراكمات على مدى سنوات، وليس فقط بسبب الظروف الحالية.
وأوضح أن: “انتشار الرائحة والغيوم السوداء في بغداد ناتج عن احتراق الوقود الثقيل، الذي يتمثل بالنفط العالي الكبريت، نتيجة استخدام هذا النوع من الوقود في مصفى الدورة والمحطات الكهربائية، بالإضافة إلى معامل الإسفلت والطابوق، والتي يبلغ عددها (250) معملًا، وكذلك بعض معامل صهر النحاس. كما أن احتراق النفايات في منطقة النهروان ومعسكر الرشيد يساهم بشكل كبير في تفاقم المشكلة”.
وأشار إلى أنه: “بعد صدور قرار مجلس الوزراء وتشكيل اللجنة، تم إجراء استطلاع جوي هليكوبتر على مدن بغداد، وكان هناك لقاء مع وزارتي الكهرباء والنفط للوقوف على الأسباب الحقيقية لانتشار رائحة الكبريت وتلوث الهواء”.
وكشف “شنكالي” أن: “(95%) من التلوث في العراق مصدره مؤسسات القطاع العام، وأن الفرق الرقابية لا تستطيع ممارسة عملها، مما يستدعي الحاجة إلى تمويل خاص لوزارة البيئة، بالإضافة إلى قرارات خاصة تساهم في دعم الجهات الحكومية. نعمل على تخصيص تمويل خاص لوزارة البيئة في موازنة 2025”.
من جهته؛ أكد وكيل وزارة البيئة؛ “جاسم الفلاحي”، خلال المؤتمر أن: “انتشار رائحة الكبريت بشكل كثيف يعود إلى تلوث الهواء في بغداد، ونحن نعمل على إعداد تقرير سنوي عن حالات البيئة في العراق، يتم تقديمه شهريًا إلى رئيس الوزراء، بالإضافة إلى إرسال تقارير إلى لجنة الصحة والبيئة النيابية وديوان الرقابة”.
وأوضح “الفلاحي” أن: “ظهور الرائحة وانتشارها في هذه الفترة مرتبط بالطقس والرياح وارتفاع درجات الرطوبة، وهذه هي الأسباب الرئيسة وراء انتشارها ورؤيتها في الليل وبداية فترة الصباح”.
وتسيطر على مدى أيام رائحة “كبريت” كريهة على أجواء “بغداد”، حيث اشتكى السكان من انتشار دخان كثيف يغطي المدينة منذ أيام.
كما غطى الدخان مناطق شمال “بغداد” وصولًا إلى محافظة “ديالى”؛ وعند حدود إقليم كُردستان”، دون معرفة المصدر، مما دفع المواطنين للمطالبة بحلول عاجلة لتجنب الأمراض الخطيرة الناتجة عن هذا التلوث.
وأرجع مرصد (العراق الأخضر) المتخصص بشؤون البيئة، أسباب انتشار رائحة “الكبريت” في سماء العاصمة “بغداد” بشكل متكرر؛ إلى استخدام نفط عالي “الكبريت” في محطات توليد الكهرباء، كما حذّر من أن هواء “بغداد”، خاصة خلال الأيام الأخيرة، بات محمّلاً بمواد خطرة تهدد صحة الأطفال وكبار السن، واشار إلى أن “بغداد” تسجل لأول مرة نسبة تلوث في الهواء تصل إلى (515%).