18 أكتوبر، 2024 8:20 م
Search
Close this search box.

تقويض الـ”يونيفيل” أو تسخيرها ضد “حزب الله” .. أهداف إسرائيلية تحت عباءة الحماية الأميركية !

تقويض الـ”يونيفيل” أو تسخيرها ضد “حزب الله” .. أهداف إسرائيلية تحت عباءة الحماية الأميركية !

وكالات- كتابات:

تُثير الهجمات المتزايدة التي تتعرض قوات الأمم المتحدة؛ الـ (يونيفيل)، المتمركزة في الجنوب اللبناني منذ سبعينيات القرن الماضي، من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي تُحاول أن تتوغل في المناطق الحدودية اللبنانية، مخاوف من محاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض واقع جديد يتعلق بالقوات الدولية، إما بإخراجها وإنهاء دورها، أو بتعديل مهمتها لتكون أكثر انسجامًا مع الأهداف الصهيونية من الحرب الحالية مع (حزب الله).

وبلغت التحرشات العسكرية بجنود الـ (يونيفيل) حدًا دفعت الأمين العام للأمم المتحدة؛ “أنطونيو غوتيريش”، أمس الأول إلى: “التنديد بإطلاق النار على موقع قوات الـ (يونيفيل)؛ أوضحنا لإسرائيل أنه لا يمكن التسامح مع هذا الحادث”، بعدما عبر “البيت الأبيض” عن مخاوفه من هذه الاستهدافات قائلاً أنه: “يشعر بقلق شديد إزاء التقارير عن إطلاق إسرائيل النار على مواقع لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان”، مؤكدًا أنه: “من الضروري ألا تهدد القوات الإسرائيلية سلامة وأمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة”.

غضب أوروبي يصل لحد المطالبة بوقف تصدير السلاح للكيان..

وبينما صُدرت مواقف منُّددة من جانب “إيطاليا وإسبانيا وكندا”، بالاضافة إلى “موسكو” التي أعربت وزارة خارجيتها عن الغضب من القصف الإسرائيلي على قوات الـ (يونيفيل)؛ مطالبة بالكف عن الأعمال العدائية ضدهم، في حين ذهب رئيس الحكومة الإسبانية؛ “بيدرو سانشيز”، إلى حد القول أنه: “من الضروري بالنظر إلى ما يحدث في الشرق الأوسط، أن يوقف المجتمع الدولي تصدير الأسلحة للحكومة الإسرائيلية”.

من المقرر أن يعقد وزراء دفاع (04) دول أوروبية مشاركة في الـ (يونيفيل)، هي: “إيطاليا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيرلندا”، اجتماعًا خلال أيام، للبحث في التحديات التي تمُثلها الاعتداءات الإسرائيلية على الجنود الأممين التابعين لهذه الدول، وتفاقم الحرب مع اتساع الهجوم الإسرائيلي على “لبنان”.

أهداف إسرائيلية من بعثة الـ”يونيفيل”..

وبحسّب مصدر سياسي لبناني رفيع المستوى؛ في تصريحات صحافية، أن هدف الاحتلال الإسرائيلي من استهداف الـ (يونيفيل)؛ هو: “كسر كل الخطوط الحُمر؛ بأن العدو لا يثق بـ (اليونيفيل)، ويُريد أن يُرسل رسالة واضحة للجميع أنه لن يقبل بأي قرار ليس لمصلحته”.

وقالت الـ (يونيفيل) في بيان؛ أكدت القوة الدولية وقوع إصابات في صفوف جنودها في هجمات تعرضت لها عدة مواقع لها في الجنوب، بما في ذلك إطلاق دبابة (ميركافا) نيرانها على برج للمراقبة تابع للقوة في بلدة “الناقورة” الحدودية وإصابته بشكلٍ مباشر.

كما تعرض موقع آخر في بلدة “اللبونة” لإطلاق نار مباشر من الإسرائيليين؛ والحقوا أضرارًا بآليات ونظام الاتصالات، بينما كانت طائرة (درون) مُسّيرة تُحلق في موقع الـ (يونيفيل).

وطالبت القوة الدولية؛ “إسرائيل” وجميع الأطراف، بضرورة: “احترام حُرمة مباني الأمم المتحدة”، مذكّرة بأن: “أي هجوم متعمد على قوات حفظ السلام يُشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي وقرار مجلس الأمن (1701)”.

إخراج الـ”يونيفيل” وأشياء أخرى هدف إسرائيلي..

وقال مصدر برلماني لبناني؛ إن: “هناك مخاوف من أن تكون الهجمات الإسرائيلية على مواقع الـ (يونيفيل)، هدفها إخراج القوات الدولية من مناطق انتشارها المحاذية للحدود، ليكون بمقدور القوات الإسرائيلية الغازية تدمير القرى القريبة من حدودها الشمالية بلا أي رقابة أو شهود”.

المخاوف الأخرى؛ كما يقول المصدر السياسي اللبناني، تتعلق بمحاولات الاحتلال الإسرائيلي فرض تعديل على مهمة الـ (يونيفيل) في إطار أي محادثات مستقبلية لوقف إطلاق النار، بحيث تكون بمثابة: “شرطي دولي”، ينوب عنها في مهمة مراقبة الحدود وتوسيع صلاحيات الـ (يونيفيل) لاحقًا ليكون بمقدوره استخدام القوة لمنع تمركز مقاتلي (حزب الله)، أو الجماعات الأخرى التي قد تُشن هجمات على الاحتلال الإسرائيلي مستقبلاً، بالقرب من الحدود.

وكانت “وزارة الخارجية” اللبنانية قالت في بيان الجمعة، إنها” “تُندد بأشد العبارات بالاستهداف الممنهج والمتعمّد الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي لقوات الـ (يونيفيل)، وهي هجمات متكررة تؤكد مرة أخرى استباحة إسرائيل للشرعية الدولية”.

وبحسّب البيان نفسه، فإنه: “لا يمكن فصل هذه الاستهدافات عن المحاولات الإسرائيلية المتكررة والمتواصلة لتقويض مهمة الـ (يونيفيل)”.

محاولات لم تهدأ..

وتزايدت المخاوف اللبنانية إزاء مثل هذه النوايا، بعدما دعا سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة؛ “داني دانون”، إلى نقل الـ (يونيفيل) قواتها في جنوب “لبنان” لمسافة: (05) كيلومترات شمالاً، تجنبًا -بحسّب زعمه – لتصاعد القتال في الجنوب، مضيفًا أن: “إسرائيل لا ترغب في أن تكون موجودة في لبنان، لكنها ستفعل ما يلزم لإبعاد (حزب الله) عن حدودها الشمالية”.

وكانت قوة للاحتلال الإسرائيلي مدعومة بالدبابات والمدرعات، وفي إطار محاولاتها التوغل في قرى محاذية للحدود، قامت قبل يومين بالتمركز بشكلٍ مريب، وملاصق لمقر الـ (يونيفيل) في “الناقورة”، ما كان من الممكن أن يعرض الجنود الدوليين للخطر المباشر لأن مقاتلي “المقاومة اللبنانية” كانوا يتصدون لقوات الاحتلال الإسرائيلية التي تُحاول التسلل عند الحدود.

وقالت مصادر في (حزب الله)، الإثنين، إنه أمر مقاتليه: بـ”التريث” في استهداف تحركات لجنود إسرائيليين خلف موقع آخر للقوات الأممية في بلدة “يارون”، وذلك: “حفاظًا على حياة جنودها”.

وذكرت وكالة أنباء “أنسا” الإيطالية؛ أن “إسرائيل” أطلقت النار على قاعدة للجنود الإيطاليين في الـ (يونيفيل)؛ بواسطة طائرة مُسيّرة، وفتحت النار على مدخل الملجأ الذي لاذ به الجنود، إلا أنه لم تقع إصابات في صفوف الإيطاليين، وإنما في صفوف الجنود الإندونيسيين، في حين قال وزير الدفاع الإيطالي؛ “غويدو كروسيتو”، أنه: “لا يمكن التسامح” مع ذلك.

ولطالما اعتبر الاحتلال الإسرائيلي أن مهمة الـ (يونيفيل)؛ التي تشرف على مدى الالتزام بتطبيق القرار (1701) الصادر عن “مجلس الأمن الدولي”، ليست مرضية بالنسبة إليه، حيث أن القرار ينص على أن قوة “الأمم المتحدة”؛ الـ (يونيفيل)، ستُساعد الجيش اللبناني على ضمان أن تكون المنطقة الواقعة بين “نهر الليطاني” والحدود مع الاحتلال الإسرائيلي: “خالية من أي عناصر مسلحة، أو أصول، أو أسلحة” غير حكومية.

تواطؤ أميركي واضح !

ويقول المساعد السابق لوزير الخارجية الأميركي؛ “ديفيد شينكر”، المعروف بمواقفه المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي: “بالتأكيد إن الـ (يونيفيل) كانت عاجزة، لكن القرار (1701) فشل إلى حدٍ كبير لعدم التزام الجيش اللبناني والحكومة اللبنانية بتنفيذ المهمة”، مضيفًا أنه: “مع تدهور القدرات العسكرية لـ (حزب الله)، وتعطل قيادته وسيطرته، قد يُعيد الحزب النظر في موقفه المعارض” للانسحاب من جنوب “نهر الليطاني”. بحسب مزاعمه المضللة.

يُذكر أن الـ (يونيفيل) كانت قد تشكلت بموجب قراري “مجلس الأمن الدولي”: (425) 1978 و(426) 1978، اللذين يدعوان الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف أعماله العسكرية وسحب قواته من جميع الأراضي اللبنانية.

كما قرر المجلس إنشاء “قوة الأمم المتحدة المؤقتة” في “لبنان”؛ الـ (يونيفيل)، ووصلت طلائع قوات الـ (يونيفيل) إلى المنطقة؛ يوم 23 آذار/مارس 1978. ويُشير موقع الـ (يونيفيل) إلى أن هذه القوة المؤقتة شكلت من أجل ثلاثة أهداف واسعة التحديد، وهي:

01 – تأكيد انسحاب القوات الإسرائيلية.

02 – إعادة السلم والأمن الدوليين.

03 – مساعدة حكومة “لبنان” على بسّط سلطتها الفعلية في المنطقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة