23 ديسمبر، 2024 1:38 م

خبير إيراني يحاول الإجابة .. ماذا يدور في أذهان المسؤولين الإسرائيليين ؟

خبير إيراني يحاول الإجابة .. ماذا يدور في أذهان المسؤولين الإسرائيليين ؟

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

في حالات الأزمات؛ لا سيّما ظروف الحرب الحادة؛ تزداد صعوبات وخطورة توقع السلوكيات والخطط الاستراتيجية. من ثم لابد في حالات الأزمات من التفكير في مجموعة واسعة من المستقبليات المحتملة كبديل عن التنبؤات، واتخاذ تدابير تكتيكية وقصيرة المدى ومتقطعة تعتمد على تصرفات وردود أفعال الجهات الفاعلة بدلًا عن الاستراتيجيات. بحسب ما استهل “سيد محمد حسيني”؛ خبير أول، مقاله التحليلي المنشور على موقع “مركز الدراسات السياسية والدولية” الإيراني.

وفي أوقات الأزمات والحرب، يفكر أصحاب القوة في استراتيجيات طويلة المدى، وأحيانًا يعلنون عنها، لكن ما يدور في الذهن يجب تنفيذه على الأرض، وتخطى كم هائل من العقبات المادية في إطار التحول إلى واقع.

بالوقت نفسه، تحظى قناعات أصحاب القوة بالأهمية، إذ أن صناعة أصحاب القوة المستقبلية ومناقشة قناعاتهم يمكن أن يوضح خريطة طريقهم للمستقبل.

قراءة لخريطة الطريق الإسرائيلية..

والآن وفي ظل أزمة الشرق الأوسط الحادة، يتحدث المسؤولون الإسرائيليون أحيانًا عن خريطة طريقهم للمستقبل. وتواجه هذه الخريطة بالتأكيد عقبات صغير وكبيرة، لكن الإحاطة بذلك هام لصانع القرار في “الجمهورية الإيرانية”.

وكان “بني غانتس”؛ وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، قد نشر في ذكرى السابع من تشرين أول/أكتوبر؛ (طوفان الأقصى)، مقالة بصحيفة (نيويورك تايمز)، ورسم فيها خريطة طريق “إسرائيل” في المواجهة ضد “الجمهورية الإيرانية”؛ خلال السنوات المقبلة.

وتحدث في هذه المقالة عن جهود “إسرائيل” لبناء إجماع دولي وإقليمي ضد “إيران”، بهدف تشكيل تحالف عسكري يضطلع بمهمة تغيير النظام السياسي في “إيران”، وقال: “سوف تقوم إسرائيل كخطوة أولى وعبر الحرب على (حماس)، و(حزب الله)، و(الحوثيين) في اليمن، و(كتائب حزب الله) العراقي، بقطع سواعد إيران بالوكالة”.

وسوف تقوم برصد وسائط التواصل الإيراني مع؛ “المجموعات بالوكالة”، وبخاصة في “سورية والبحر الأحمر”، وسوف تقوم بقطع هذا الاتصال بتنفيذ عمليات عسكرية على المناطق المثيرة للشكوك.

بالتوازي مع ذلك؛ تعتزم القيادات الإسرائيلية تفعيل الجبهات السياسية؛ “من خلال العمل على تدعيم الجبهة المناوئة للجمهورية الإيرانية بالمنطقة، وتقوية المعارضة الإيرانية بالخارج عبر إحياء ملف التطبيع مع العرب”؛ والاقتصادية “بواسطة زيادة العقوبات على إيران بهدف إفشال الصناعات الإيرانية، وزيادة مستويات الاستياء والسخط الشعبي في الداخل ضد النظام بسبب الأزمات الاقتصادية”، والقانونية “بإدارج (الحرس الثوري) على قائمة التنظيمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي”. بجانب العسكرية، وتهيئة أسباب ضعف وسقوط “الجمهورية الإيرانية”.

ومن ثم تشكيل تحالف عسكري دولي وإقليمي للهجوم على المنشآت النووية، واستهداف البُنية التحتية الصناعية والعسكرية الإيراني عند اللزوم، كخطوة أخيرة في خريطة طريق الصهاينة المقترحة.

كيف تعوق إيران استراتيجيات الكيان وتقوية خريطة طريقها ؟

وبلا شك تواجه الخطة التنفيذية لخريطة الطريق المذكورة سلفًا عقبات كبرى، مع هذا لا بد من التعامل بجدية مع المسألة، وعدم الاقتصار على تقوية هذه العقبات، وإنما باتخاذ تدابير مناسبة؛ والتقدم في خريطة طريق “الجمهورية الإيرانية” للمنطقة، والتي تعتمد: “بناء نُظم إقليمية داخلية”، والتي تتطلب إضعاف “الكيان الإسرائيلي”، وفرض قيود على التدخل السلبي للقوة الكبرى؛ لا سيما “الولايات المتحدة”، في النظم الإقليمية للشرق الأوسط.

وهذا يستدعي:

01 – تقوية وتدعيم “القوى الداخلية”؛ باعتباره أهم مباديء مواجهة التهديدات والنهوض بالمصالح الوطنية. والركن الأساس للقوة الداخلية، هو الوحدة بين الحكومة والشعب.

02 – من الضروري الاعتماد والثقة في القدرات الذاتية، والأمل في العون الإلهي، لكن لا يجب التقليل من شأن العدو بالوقت نفسه. والقبول بالواقع العيني وتقييم نقاط القوة والضعف، هو أول خطوة على مسار النصر.

03 – العمل على الصعيدين الدبلوماسي والميداني في تناغم كجسد واحد، على المستويين الإقليمي والدولي، والاستفادة من الأدوات الأمنية والسياسية، والقوة الإيجابية والسلبية، في خلق “ردع مؤثر”.

04 – نظرة على أداء “إيران” على مدار العام الماضي، تثُّبت اقتران السلوكيات الإيرانية في البُعدين السياسي والعسكري، بالحكمة والعقلانية، والردع الإيراني عمل بنجاح نسبي حتى الآن.

05 – استراتيجية البقاء بين الفجوة بالقوى الكبرى، والحيلولة دون خلق ثنائية قطبية إقليمية عبر تقوية طرف ثالث مثل: “تركيا، والعراق، وقطر، وعُمان”، سيكون استراتيجية إيرانية مؤثرة في النهوض بالسياسيات العالمية والإقليمية الإيرانية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة