23 ديسمبر، 2024 6:06 م

بعد استهداف مواقعها مرتين .. هل يدخل الاحتلال الإسرائيلي مواجهة مباشرة مع قوات “اليونيفيل” ؟

بعد استهداف مواقعها مرتين .. هل يدخل الاحتلال الإسرائيلي مواجهة مباشرة مع قوات “اليونيفيل” ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في تصعيد هو الثاني من نوعه؛ خلال يومين، وقع انفجار قُرب موقع للقوة الأممية في “لبنان”؛ الـ (يونيفيل)، وصدمت جرافة إسرائيلية حواجزها.

وأعلنت القوة الأممية، أمس الجمعة، وقوع انفجار في مقرها بمنطقة “الناقورة”؛ جنوبي “لبنان”، للمرة الثانية خلال الساعات الـ (48) الماضية، ما تسبب في إصابة جنديين من “قوات حفظ السلام”.

كما أشار بيان القوة الأممية؛ التي تضم نحو (10) آلاف جندي، إلى سقوط عدد من الحواجز في موقع (1-31)، القريب من “الخط الأزرق” في بلدة “اللبونة”، بعدما صدمت جرافة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي محيط المكان.

وعلى الفور؛ قال جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الاستهداف تم: “عن غير قصد” في أثناء القتال مع (حزب الله)، وأنه يُجري حاليًا مراجعة شاملة للأمر.

غضب غربي..

وأثار استهداف مواقع الـ (يونيفيل)؛ الخميس، غضبًا غربيًا، عبرت عنه: “فرنسا وإيطاليا وإسبانيا” إلى جانب “الأمم المتحدة”، لكن على ما يبدو لم يُفلح الغضب الأوروبي في تحصين مواقع القوة التي يُطالب الاحتلال الإسرائيلي بإعادة تموضعها.

قوة رد سريع..

وتعاملت القوات الأممية على الفور مع الأمر؛ حيث جرى نشر قوة رد سريع للمساعدة وتقديم الدعم، وشدّدت القوة الأممية في بيانها على: “ضرورة ضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها”.

وفي وقتٍ سابق من أمس الجمعة؛ أعلنت “الخارجية اللبنانية” أن هجومًا إسرائيليًا جديدًا استهدف مقر الكتيبة السريلانكية في قوات الـ (يونيفيل)، أسفر عن سقوط جرحى غداة هجوم مماثل أدى لإصابة جنديين إندونيسيين من القبعات الزرق بجروح وأثار تنديدًا دوليًا.

تصميم على البقاء في مواقعها..

وتأتي هذه الانفجارات غداة تأكيدات القوة الأممية، الخميس، أن “قوات حفظ السلام” عازمة على البقاء في مواقعها في جنوب “لبنان”؛ على الرغم من الهجمات الإسرائيلية في الأيام القليلة الماضية.

ودعت القوة الأممية إلى وقف التصعيد الحاد الذي بدأ اعتبارًا من 23 أيلول/سبتمبر؛ بين الاحتلال الإسرائيلي و(حزب الله)، بعد عامٍ من تبادل الطرفين إطلاق النار عبر الحدود.

خطوة فرنسية ضد “إسرائيل”..

وفي غضون ذلك أعلنت “وزارة الخارجية” الفرنسية استدعاء السفير الإسرائيلي في “باريس”؛ بسبب إطلاق النار على بعثة “قوات حفظ السلام” الأممية؛ (يونيفيل)، في جنوب “لبنان”.

وندّدت “فرنسا” بإطلاق: “النار المستمر” من جيش الاحتلال الإسرائيلي على بعثة الأمم المتحدة، قائلة إن ذلك: “يُشكل انتهاكًا للقانون الدولي، ويجب أن يتوقف على الفور”.

وكانت “فرنسا” قد كشفت؛ الأربعاء، عن استضافتها لمؤتمر دولي في “باريس” لدعم “لبنان”، وسط تصاعد التوتر الإقليمي، ويهدف المؤتمر لحشد الدعم الدولي وتلبية احتياجات الشعب اللبناني، وحذر وزير الخارجية الفرنسي من تداعيات توسع النزاع، مؤكدًا أهمية انتخاب رئيس لوضع “لبنان” على المسار الصحيح والحفاظ على وحدته واستقراره.

ويجمع المؤتمر؛ المقرر عقده في “باريس” 24 تشرين أول/أكتوبر الجاري، الدول الشريكة لـ”لبنان” و”الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي” والمنظمات الدولية والإقليمية والمجتمع المدني.

كما يهدف إلى تعبئة المجتمع الدولي للاستجابة لحاجات الحماية والإغاثة الطارئة لشعب “لبنان”، وتحديد سُبل دعم المؤسسات اللبنانية، لا سيّما القوات المسلحة اللبنانية الضامنة للاستقرار الداخلي في البلاد، حسّب “الخارجية الفرنسية”.

جريمة حرب..

وكانت قد ندّدت الدول الأوروبية؛ المساهمة في القوة الأممية، بهذا القصف، الذي حذّرت “روما” من أنه قد يرقى إلى: “جريمة حرب”.

ووصف وزير الخارجية الإيرلندي؛ “مايكل مارتن”، الهجمات الإسرائيلية بأنها: “غير مقبولة على الإطلاق”، فضلاً عن كونها: “متهورة ومرعبة”، وتُعد “فرنسا وإيطاليا وإيرلندا وإسبانيا” من بين الدول الـ (50)؛ التي تساهم بقوة الـ (يونيفيل)، التي يبلغ قوامها (10) آلاف جندي.

في ذات السياق؛ أعربت (البنتاغون) عن قلقها، دون اتهام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف “قوات حفظ السلام” عمدًا، وقال البيان إن “أوستن”: “أكد على أهمية ضمان سلامة قوات الـ (يونيفيل)”، وحث الاحتلال الإسرائيلي على البحث عن: “مسار دبلوماسي” في “لبنان”: “في أقرب وقتٍ ممكن”.

ويرى مراقبون أنه في حال مضى الاحتلال الإسرائيلي قدمًا في استهداف (يونيفيل) بحثًا عن مقاتلي (حزب الله)، فإن الأمور قد تسوء بينها وبين دول القارة العجوز المساهمة بالقوات.

تنديد “غوتيريش”..

ومن جهته؛ حث الأمين العام للأمم المتحدة؛ “أنطونيو غوتيريش”، الجمعة، الاحتلال الإسرائيلي على عدم تكرار إطلاق النار على قوة الـ (يونيفيل)، مشدّدًا أن ذلك: “غير مقبول”.

طلب إسرائيلي بتحرك الـ”يونيفيل”..

وكان مندوب الاحتلال الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة؛ “داني دانون”، طالب قوة “الأمم المتحدة” المؤقتة في جنوب لبنان؛ (يونيفيل)، بالتحرك شمالاً (05) كيلومترات.

وأضاف محذرًا أنه: “إذا كان (حزب الله) يختبيء بالقرب من قواعد (يونيفيل) فسنعمل في كل مكان لتحييد التهديد”، في إشارة ضمنية إلى أنه لا شيء سيحول دون وصول “تل أبيب” لمقاتلي الحزب؛ حتى في حال اختبائهم في مواقع أممية. حسب مزاعمه.

رسالتين من الاستهداف الإسرائيلي..

وقال المحلل السياسي والكاتب اللبناني؛ “أمين بشير”، إن الاستهداف الإسرائيلي لـ (اليونيفيل): “يحمل رسالتين”، الأولى: “عسكرية، بأن هذه المناطق مسيُّطر عليها لرفع معنوية الجيش، وتوجيه رسالة للمجتمع الداخلي والدولي، واستخدامها كأوراق في أي مفاوضات مقبلة”.

مضيفًا “بشير” أن: “الرسالة الثانية سياسية، تقول لا تتركوا الـ (يونيفيل) كدروع بشرية لحماية (حزب الله)، خاصة أن أعضاء التنظيم من سكان المنطقة، إضافة لاحتمالية أن تستغل عناصره مواقع القوة الدولية لحماية أنفسهم”.

وأضاف: “ربما راجمات الصواريخ المتنقلة لـ (حزب الله) قد تكون قرب مراكز الـ (يونيفيل)، وتُعيق الرد الإسرائيلي، وهو ما يدفعها إلى استهداف القوة الأممية لإبعادها من هذه المناطق”. بحسب ادعاءاته.

مخاوف من رصد الانتهاكات..

بدوره؛ يزعم المحلل السياسي “عامر ملحم”، إن: “وجود قوة الـ (يونيفيل)، قد يُعيق عمل القوات الإسرائيلية ضد مواقع (حزب الله)، بالنظر إلى أن جنوب “لبنان” يُعد بيئة حاضنة لعناصر الجماعة”. بحسب قوله الذي ينسجم وما تروجه الآلة الدعائية الصهيوأميركية من تبرير لكافة جرائم الاحتلال.

مضيفًا أن: “إسرائيل ترى أن الـ (يونيفيل) أيضًا يمكن أن يُثير اتهامات ضدها، إذا رصدت القوة أي انتهاكات”.

ما هي قوات الـ”يونيفيل” ؟.. وما هي مهمتها ؟

وعلى مدى (46) عامًا، وقفت (يونيفيل) بوجه التحديات المتصاعدة، حاميةً الحدود، وساعيةً إلى تهدئة التوترات.

تأسست القوة الأممية بقرار من “مجلس الأمن”؛ في آذار/مارس 1978، لتأكيد الانسحاب الإسرائيلي من “لبنان” واستعادة السلام والأمن الدوليين، ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعالة في المنطقة، بحسّب الموقع الإلكتروني لـ”الأمم المتحدة”.

وفي أعقاب حرب صيف 2006؛ بين الاحتلال الإسرائيلي و(حزب الله)، قام “مجلس الأمن الدولي” بتعزيز القوة، وقرر أنه بالإضافة إلى التفويض الأصلي، ستقوم (يونيفيل)، بما يلي:

– رصد وقف الأعمال العدائية.

– مرافقة ودعم القوات المسلحة اللبنانية؛ خلال انتشارها في جميع أنحاء جنوب “لبنان”، بما في ذلك على طول “الخط الأزرق”، بينما تسحب “إسرائيل” قواتها المسلحة من “لبنان”.

– تنسيق الأنشطة المشار إليها مع حكومتي “لبنان” و”إسرائيل”.

– تقديم مساعدتها على ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين والعودة الطوعية والآمنة للنازحين.

– مساعدة القوات المسلحة اللبنانية في اتخاذ خطوات ترمي إلى إنشاء منطقة بين “الخط الأزرق” و”نهر الليطاني” خالية من أي عناصر مسلّحة، وموجودات وأسلحة غير تلك التابعة لحكومة “لبنان” وقوة الـ (يونيفيل) المنتشرة في المنطقة.

– مساعدة حكومة “لبنان”، بناءً على طلبها، في تأمين حدودها وغيرها من نقاط الدخول لمنع دخول الأسلحة إلى “لبنان” دون موافقته.

في 28 شباط/فبراير 2022، تولى اللواء الإسباني؛ “أرولدو لازارو”، القيادة كرئيس وقائد عام لـ (اليونيفيل)؛ خلفًا للإيطالي؛ “ستيفانو ديل كول”.

عدد القوات..

في قراره رقم (1701) 2006، أذن “مجلس الأمن الدولي” بزيادة حجم قوات الـ (يونيفيل) إلى ما لا يزيد على: (15) ألف جندي.

ومنذ ذلك الحين؛ ظل عدد الـ (يونيفيل) المنتشرة ضمن هذا الحد الأقصى، حيث يبلغ حاليًا أكثر من: (10.500) جندي من: (49) بلدًا.

ويشمل ذلك حوالي: (850) جنديًا عاملاً في القوة البحرية، إضافة إلى وجود نحو: (1.000) مدني لبناني وأجنبي من حفظة السلام يعملون مع (يونيفيل).

أين تتمركز ؟

تنتشر في جنوب “لبنان”، ومنطقة عملياتها محددة بين “نهر الليطاني”؛ شمالاً؛ و”الخط الأزرق” جنوبًا. ويقع مقر القوة في بلدة “الناقورة”. وإضافة إلى ذلك، تنتشر (يونيفيل) بحرًا (القوة البحرية) على امتداد الساحل اللبناني بأكمله.

خسائر الأرواح..

فقدت الـ (يونيفيل): (335) عنصرًا من أفرادها منذ عام 1978؛ (حتى 31 آيار/مايو 2024).

ما هو “الخط الأزرق” ؟

هو خط الانسحاب الذي تم وضعه في عام 2000 من قبل “الأمم المتحدة”، بالتعاون مع المسؤولين اللبنانيين والإسرائيليين، لغرض تأكيد انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية بما يتفق مع قرار “مجلس الأمن” رقم (425) 1978.

و”الخط الأزرق” ليس حدودًا بين “لبنان” والاحتلال الإسرائيلي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة