خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
الممر (الهندي-الشرق أوسطي-الأوروبي)؛ هو أداة كانت قد أعدتها “الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل”، للاستفادة منه في “المواجهة مع الصين” و”فرض العزلة على إيران”.
في غضون ذلك روعي إسناد مهمة خاصة للكيان الإسرائيلي باعتباره رائد “المهمة الحضارية” للأميركيين في المنطقة. بحسب تقرير أعدته ونشرته صحيفة (وطن آمروز) الإيرانية.
ويمكن ملاحظة هذه النقطة في خطاب؛ “بنيامين نتانياهو”، رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، أمام الاجتماع الثامن والسبعون لـ”الجمعية العامة للأمم المتحدة”، في أيلول/سبتمبر 2023م، حين استعرض خريطة تربط “الهند والسعودية والبحر الأبيض المتوسط وأوروبا” بخطٍ أحمر كمؤشر على ممر (IMEC) المقترح.
وكان هذا المشروع قد حظي بالموافقة قبلًا خلال اجتماعات “مجموهة العشرين”؛ بـ”الهند”. وبينما رحبت “السعودية والإمارات”؛ آنذاك، بالمشروع، لكن الحقيقة أن ثمة جسر بالفعل بين الشرق والغرب في مناطق أخرى مثل “آسيا الوسطى، والعراق، وسورية”.
ولم يتم تصميم ممر (IMEC) لخدمة مصالح “الولايات المتحدة” وحلفائها فقط، وإنما روعي أن يكون أداة للنفوذ في الشرق الأوسط أيضًا.
تحليل الخبراء للمشروع..
وصف الكثير من الخبراء هذا الممر: بـ”غير العملي”، والذي يهدف إلى احتواء “الصين”، وفرض العزلة على “إيران”، ورضوخ الشرق الأوسط للمطالب الأميركية. وادعاءات بشأن عدم أحقية “الصين وإيران” في بناء علاقات أو التجارة مع دول الجوار، في حين تتمتع “الولايات المتحدة” بنفس هذه الحقوق، هو مثال بارز على العنصرية.
كذلك فالمواقف الغربية بشأن السماح بقصف أعداء “إسرائيل”، هو مؤشر على رؤية شوفينية. وقد وصف “مجلس العلاقات الأوروبية الخارجية”، ممر (IMEC)، بمشروع ربط تقوده “الولايات المتحدة الأميركية”، يهدف إلى ربط “الهند” بالقارة الأوروبية عن طريق الخليج، إلا أن الحرب الراهنة على “غزة” وانتقالها إلى “بيروت” تسببت بوقف هذا المشروع، كما لا يمكن تجاهل حقيقة أن خطاب “نتانياهو” في “الجمعية العام بالأمم المتحدة” قد أفضى إلى اندلاع حرب.
جذور التوتر في الحرب على “غزة”..
اعترف القوميون الأميركيين بأن هجوم السابع من تشرين أول/أكتوبر نابع عن التمادي في بناء المستوطنات الإسرائيلية والأسلوب غير الإنساني مع الفلسطينيين.
وادعاءات الغرب بشأن ربط “الهند” بالقارة الأوروبية هو رياء، إذ يوجد بالفعل مسار مباشر بين “الهند” و”أوروبا” عن طريق “المحيط الهندي”، والبحرين “الأحمر والمتوسط”، وهو أسهل بكثير من مشروع (IMEC) المقترح؛ والذي يتطلب تحميل السفن في “الهند”، والتحرك صوب “الإمارات”، ثم تفريغ الحكومة وتحميلها على قطارات لتجاوز “المملكة العربية السعودية، والأردن، وإسرائيل”، وهي مسألة لا تبدو منطقة.
نظم جديدة وحرب القوى الكبرى..
مساعي الغرب المُّعلنة للمواجهة ضد الطموحات الصينية العالمية، أعلنت الإدارة الأميركية و”أوروبا” دعم مشروع إنشاء ممر جديد للنقل، يربط “الهند” بالشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط.
وعلى هامش اجتماع “مجموعة العشرين”؛ في مدينة “دلهي”، تم التصديق على مذكرة تفاهم تنص على إنشاء الممر الاقتصادي (الهندي-الشرق أوسطي-الأوروبي)؛ حيث يبدأ هذا الممر من “الهند” ويتصل بـ”الإمارات، والسعودية، والأردن، والأراضي المحتلة” عبر مسار بحري، وصولًا إلى “أوروبا” بالنهاية.
الممر “الهندي-الشرق أوسطي-الأوروبي” ضحية الحرب على “غزة”..
مع بداية عمليات (طوفان الأقصى)، تأثر المشروع بموقف الرأي العام الملتهب في الدول العربية والأراضي المحتلة، ورغم إمكانية تأثير الحرب الراهنة على عملية تنفيذ المشروع، لكن الدوافع الأساسية للدولة المشاركة في هذه المبادرة ماتزال قائمة.
ويجب أن نرى هل ينجح هذا المشروع قريبًا في تحقيق أهدافه، أو سوف يتأثر بالتطورات السياسية والعسكرية.
وبحسّب تقرير جريدة (جريدة جنوب الصين الصباحية)؛ يعتقد محللون، أنه رغم تأثير زيادة مستوى التوتر السياسي نتيجة الحرب على “غزة” في إخراج هذا المشورع عن مساره، لكن الدوافع الاقتصادية والسياسية للدولة المشاركة في هذه المبادرة لم تتغير.
فشل مشروع “IMEC“..
يبدو أن الأحداث الأخيرة في “غزة” تُمثل عائق حقيقي أمام تطوير مشروع (IMEC)؛ ويعتقد الكثير من الخبراء أن المشروع كان يواجه المشاكل منذ البداية؛ بحيث ولد “ميتًا”، ولا تقتصر التحديات على المشكلات الأمنية فقط، وإنما ازدادت مؤشرات عدم الثقة في نجاح المشروع نتيجة انعدام آلية واضحة لتوفير الدعم المالي للمشروع.