خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
بعد اندلاع (طوفان الأقصى)، فشل “الكيان الصهيوني” في إحياء الممر الاقتصادي “الهند-الشرق الأوسط-أوروبا”؛ (IMEC)، والذي جرى الإعلان عنه في أول يوم رسمي لاجتماعات “مجموعة العشرين” في أيلول/سبتمبر 2023م، وذلك على عكس آمال وطموحات “الكيان الصهيوني”. بحسّب ما استهل “زهرا وثوقي”؛ التقرير التحليلي الذي نشرته “وكالة أنباء الطلبة”؛ (ايسنا) الإيرانية.
وعلى مشارف ذكرى (طوفان الأقصى) السنوية، وعمليات الشعب الفلسطيني ضد المحتل الصهيوني، تحظى عملية إعادة قراءة أهداف وآثار هذه العمليات بالأهمية، لكن ثمة بُعد قلما يُلتفت إليه، وهو أثر هذه العمليات على العلاقات الاقتصادية العالمية.
وسوف نناقش في التقرير التالي؛ أحد النتائج الاقتصادية لذلك الموضوع؛ وهو موضوع أشار إليه؛ “بنيامين نتانياهو”، رئيس وزراء “الكيان الصهيوني”، في خطابه بـ”الأمم المتحدة”، وذكره بوصفه: “نظام جديد”، لكن يبدو أنه أفصح فقط عن أمنيته !
النظام الجديد وحرب القوى الكبرى..
وفي محاولة واضحة من جانب الغرب لمواجهة طموحات “الصين” العالمية، دعمت “الولايات المتحدة الأميركية” و”الاتحاد الأوروبي”، العام الماضي، إنشاء مسار نقل جديد يربط “الهند بالشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط”.
وعلى هامش اجتماع “مجموعة العشرين”؛ في “دهلي نو”، تم الاتفاق على إنشار الممر الاقتصادي (الهندي-الشرق أوسطي-الأوروبي)، يبدأ من “الهند” مرورًا بـ”الإمارات، والسعودية”، ثم الأراضي المحتلة، وحتى “أوروبا”.
وتم إعلان الخبر بعد أشهر من المفاوضات؛ غير المعلنة، بين الدول المشاركة في الاتفاقية من مثل الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، ورئيس الوزراء الهندي؛ “نارندا مودي”، وولي العهد السعودي؛ “محمد بن سلمان”.
ووفق التقارير، يشتمل الممر المقترح على كابل بحري جديد، وبُنية تحتية لنقل الطاقة، وذلك رُغم عدم الإعلان عن أي تعهدات مالية مُلزمة، لكن وافقت الدول أطراف الاتفاقية على تقديم: “خط عمل” بغضون (60) يومًا.
ويتشكل هذا الممر في الحقيقة من فرعين، الشرقي ويربط “الهند بالخليج”، والشمالي يربط “الخليج بأوروبا”؛ حيث يبدأ المسار الشرقي من “بومباي” إلى “دبي” و”جبل علي” في “الإمارات”؛ عبر “المحيط الهندي”.
والفرع الشمالي سوف يشتمل على مسار بري وآخر بحري؛ حيث يعبُّر خط سكك حديدية بري من “السعودية والأردن والأراضي المحتلة”، وصولًا إلى مسار بري يصل “حيفا”؛ بـ”البيره” اليونانية، ثم مسار بري يربط “اليونان بأوروبا” عبر خط سكك حديدية.
اهتمام “أميركا” و”الاتحاد الأوروبي” بخطة إنشاء ممر جديد..
أثنى “الاتحاد الأوروبي” على هذا المشروع؛ وقالت “أورسولا فون دير لاين”، رئيس المفوضية الأوروبية، أثناء الحديث عن المشروع: “هذا اتفاق تاريخي. وسيكون الاتصال الأكثر مباشرة حتى اليوم بين الهند والخليجي وأوروبا”.
وأثنت على هذا الممر باعتباره: “الجسر الأخضر والرقمي بين القارات والحضارات”، حيث يُساهم الربط السكك الحديدية في تسريع التجارة بين “الهند وأوروبا” بنسبة: (40%).
وبحسّب تقرير (ميدل إيست ماينتور)؛ فقد أعلنت “الولايات المتحدة” موافقتها على المشروع، وقال الرئيس الأميركي: “هذا الممر يُزيد من سهولة التجارة وتصدير الطاقة النظيفة، وكذلك بناء كابل يربط المجتمعات. وهذا الممر بشكلٍ عام يُساهم في جعل الشرق الأوسط أكثر استقرارًا وازدهارًا”.
ونقلت صحيفة (فایننشال تایمز) عن مصدر مطلع؛ قوله: “هذا الممر قد يُلبي لا سيما مع جهود إدارة (بايدن) في تقدم ملف تطبيع علاقات الدول العربية مع الكيان الصهيوني؛ إذ يربط الإمارات والأردن بالأراضي المحتلة، وقد يحفز المملكة العربية السعودية على تطبيع علاقاتها بالنهاية مع دولة الاحتلال”.
إلا أن “جيك ساليفان”؛ مستشار الأمن القومي الأميركي، كان قد نفى أن يكون لدعم “واشنطن” أي علاقة مباشرة بمفاوضات التطبيع، أو أن هذا الدعم مقدمة للتطبيع. وهذا الموضوع يخرج عن نطاق نقاشاتنا الواسعة بخصوص موضوع التطبيع.
هل كان الممر الاقتصادي “الهندي-الشرق أوسطي-الأوروبي” ضحية حرب غزة ؟
مع انطلاق عمليات (طوفان الأقصى)؛ في السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023م، وبداية الحرب على “غزة”، تأثر العمل على هذا المشروع بموقف الرأي العام الملتهب في الدول العربية والأراضي المحتلة.
وبحسّب تقرير جريدة (جريدة جنوب الصين الصباحية)؛ يعتقد محللون، أنه رغم تأثير زيادة مستوى التوتر السياسي نتيجة الحرب على “غزة” في إخراج هذا المشروع عن مساره، لكن الدوافع الاقتصادية والسياسية للدولة المشاركة في هذه المبادرة لم تتغيّر.