18 ديسمبر، 2024 10:19 م

الحرمان العاطفي (1).. جميع البشر كثدييات مبرمجون على التلامس

الحرمان العاطفي (1).. جميع البشر كثدييات مبرمجون على التلامس

خاص: إعداد- سماح عادل

قد يظن البعض أن الإنسان ممكن أن يعيش دون محبة أو دون علاقة عاطفية وحميمية في حياته، لكن الحقيقة أن عدم وجود علاقة عاطفية وحميمية يؤدي إلي كوارث جسدية ونفسية.

اللمس..

في مقالة بعنوان (الحرمان العاطفي وما يحدث في أجسادنا عندما نحرم من اللمس) كتبت “هيلين كوفي” بادئة مقالتها بسؤال هام: “هل تشعر بأنك تكاد تفقد صوابك بعد مرور أسابيع لم يلمسك فيها شخص آخر؟.

وفقاً للعلماء، فإن حزن الشخص على فقدان اللمس ليس مجرد “شعور”  بل هو مشكلة عصبية حقيقية. يرغب جسد الإنسان  في اللمس لأننا مبرمجون جسمانياً بهذه الطريقة، مثل كل الأنواع الأخرى من الثدييات. يقول بروفسور علم الأعصاب في جامعة جون مورس بليفربول”فرانسيس ماكغلون”: “جميع البشر، كثدييات من طائفة الرئيسيات، مبرمجون على التلامس، سواء أحببنا ذلك أم لا”.

و”كوري فلويد” بروفسور الاتصالات في جامعة أريزونا،  الذي كتب عن كيف يمكن الربط بين الجفاف العاطفي الجسدي بالتوتر والاكتئاب والوحدة والقلق. يقول أن “الجوع الجلدي هو المصطلح العامّي لما يُعرف وفقاً للأبحاث باسم “الحرمان من العاطفة”، والذي يرتبط بمجموعة من العوائق النفسية وحتى الجسدية. الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم أكثر عرضة للإصابة به”.

عندما نتحدث عن “اللمس”، يخطر ببال معظمنا الشعور المباشر- قيام العصب الموجود في الجلد بإبلاغ الدماغ عن الإحساس بسرعة كبيرة. لكن اهتمام البروفسور ماكغلون ينصب على عصب مختلف تماماً  هو عصب اللمس المركزي الوارد.

تستجيب هذه الألياف العصبية المتعطشة للمس بشكل خاص إلى التمسيد اللطيف، وعلى عكس نظائرها من الأعصاب، لا ترسل تلك المعلومات إلى الدماغ على الفور بل يستغرق الأمر ثواني عدة للوصول.

يقول “ماكغلون”: “من الواضح أن هذا العصب تطور بشكل مختلف. تشغل الألياف العصبية مناطق في الدماغ متصلة بالمكافأة. ويحدث إفراز لهرمون الأوكسيتوسين، الذي يلعب دوراً أساسياً في سلوكنا الاجتماعي. وله تأثير في مستويات الدوبامين، التي تعد مادة المكافأة في الدماغ، ويؤثر في إفراز السيروتونين، المرتبط بسعادتنا وسلامتنا، وله تأثير في نظام الإجهاد لدينا، ويساعد على خفض معدل ضربات القلب”.

التوقف عن الحميمية..

عندما لا تمارس المرأة العلاقة الحميمية لفترة طويلة، وفقا لموقع “health” تحدث لها نتائج هامة علي جسدها واتزانها النفسي.

ممارسة الجنس المنتظمة تحسن جهاز المناعة وتهيئ الجسم لمحاربة المرض عن طريق إطلاق الإندورفين، مما يعني أن الامتناع عن ممارسة الجنس لفترة طويلة في قد يؤدي إلى أمراض متكررة، مثل البرد أو الأنفلونزا.

وقد تكون ممارسة الجنس بعد فترة طويلة أمرا مزعجا، حيث يستغرق الجسد الأنثوي وقتا أطول ليُثار لجعل ممارسة الجنس سهلة ومريحة، ويمكن أن يحافظ الجنس المنتظم على أنسجة المهبل صحية عن طريق تحسين تدفق الدم.

يساعد زيادة الإندورفين الناجم عند ممارسة الجنس وكذلك تقلصات الرحم التي تحدث مع النشوة على تخفيف التقلصات وآلام الدورة الشهرية.

إذا كنت لا تمارسين الجنس بانتظام، فأنت أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى إن الجماع يساعد في الحفاظ على توازن مستويات هرمون الاستروجين والبروجسترون، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.

كما أن ابتعاد المرأة عن ممارسة الجنس لفترة طويلة يتسبب لها في الشعور بمزيد من القلق والاكتئاب، ويمكن أن تشمل التأثير على صحتهم العقلية.

تؤدي ممارسة الجنس إلى إفراز هرمون الإندورفين وهرمون الأوكسيتوسين في الجسم، وتساعد هذه المواد الكيميائية العصبية في إدارة آثار القلق أو التوتر، والأوكسيتوسين له فائدة إضافية تتمثل في مساعدتك على النوم، لذا فإن عدم ممارسة الجنس لفترة طويلة، قد يجعل من الصعب التعامل مع الإجهاد. من المثير للدهشة أن قضاء وقت طويل دون ممارسة الجنس يجعلك تفقدين الاهتمام بالجنس تمامًا.

بالنسبة للعديد من الأزواج، يعد الاتصال الجنسي المنتظم وسيلة مهمة للحفاظ على الروابط بينهم، وغالبًا ما يؤدي الجنس المنتظم أيضًا إلى تواصل أفضل، لذا يشعر الأزواج الذين يمارسون الجنس في كثير من الأحيان بأنهم أكثر ارتباطًا وتواصلًا عاطفيًا مقارنةً بأولئك الذين لا يمارسون الجنس.

اضطراب الاهتمام الجنسي..

تتغير مستويات الرغبة الجنسية لدى النساء على مر السنين. حيث تحدث ارتفاعات وانخفاضات مع بداية أي علاقة أو نهايتها. كما تحدث تغيرات حياتية كبيرة مثل الحمل أو انقطاع الطمث أو المرض. أيضا بعض الأدوية المستخدمة لعلاج بعض الأمراض قد تؤثر في المزاج وانخفاض الدافع الجنسي لدى النساء.

إذا استمر انخفاض الاهتمام بممارسة الحميمية للمرأة  أو عاد وسبب ضيقا نفسيا شخصيا، لابد من اللجوء إلى أخصائي نفسي. من المحتمل أن تكون مصابة بحالة يمكن علاجها تسمى اضطراب الاهتمام الجنسي/ الاستثارة الجنسية.

ومن أعراض انخفاض الدافع الجنسي لدى النساء:

اهتمام قليل أو معدوم بأي نوع من أنواع النشاط الجنسي بما في ذلك الاستمناء.

عدم وجود تخيلات أو أفكار جنسية على الإطلاق أو في حالات نادرة فقط.

القلق أو الحزن من انعدام النشاط والتخيلات الجنسية.

تزور الطبيب إذا كنتِ تشعرين بالقلق بشأن انخفاض الرغبة الجنسية، فاستشيري طبيب أمراض النساء أو أي اختصاصي رعاية صحية آخر. قد يكون الجواب بسيطًا مثل تغيير دواء تتناولينه. أو قد تحتاجين إلى زيادة السيطرة على حالة مرضية مثل ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري.

الأسباب هي أن الرغبة الجنسية ع تعتمد لى مزيج معقد من العديد من العوامل التي تؤثر في العلاقة الحميمة. وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:

الصحة الجسدية والنفسية.

الخبرات.

المعتقدات.

نمط الحياة.

علاقتك الحالية.

إذا كنت تواجه تحديات في أي من هذه المجالات، فقد تؤثر في رغبتك الجنسية.

الأسباب الجسدية..

العديد من الأمراض والتغيرات الجسدية والأدوية تؤدي لتناقص الدافع الجنسي، ومنها:

المشكلات الجنسية. الشعور بالألم أثناء الجماع أو عدم الوصول إلى النشوة الجنسية، ذلك يقلل الرغبة في ممارسة الجماع.

الأمراض. يمكن أن تؤثر العديد من الأمراض غير المرتبطة بالجماع في الدافع الجنسي. مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الشريان التاجي والأمراض العصبية.

الأدوية. يمكن أن تؤثر بعض الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية في انخفاض الدافع الجنسيوخاصةً أدوية الاكتئاب التي تسمى مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs).

العادات الحياتية. ربما يجعلكِ كوب من النبيذ في مزاج رائع، لكن تناول الكثير من المشروبات الكحولية يمكن أن يؤثر في الدافع الجنسي. وينطبق الكلام نفسه على مخدرات الشارع. كذلك يقلل التدخين من تدفق الدم؛ ما قد يقلل الاستثارة.

الجراحة. أي جراحة متعلقة بالثديين أو الأعضاء التناسلية يمكنها التأثير في تصور الشخص عن جسدهِ، ووظيفته الجنسية ورغبتكِ في الجماع.

الإرهاق. الإرهاق من العناية بالأطفال الصغار أو الوالدين المسنين يمكنه الإسهام في تقليل الرغبة الجنسية. يمكن للتعب من مرض أو جراحة أن يؤدي دورًا في ذلك أيضًا.

التغيُّرات الهرمونية. قد تؤدي التغيرات في مستويات الهرمونات إلى تغير الرغبة في الجنس. يمكن أن يحدث ذلك أثناء:

انقطاع الطمث. تنخفض مستويات هرمون الإستروجين أثناء انقطاع الطمث. يمكن أن يجعلِ ذلك المرأة أقل اهتماما بالجنس ويسبب جفاف المهبل؛ ما يؤدي إلى ممارسة جنسية مؤلمة وغير مريحة. لا تزال العديد من النساء يحظين بممارسة جنسية مُرضية أثناء فترة انقطاع الطمث وما بعدها. ولكن تقل الرغبة الجنسية لدى بعضهن خلال هذا التغير الهرموني.

الحمل والرضاعة الطبيعية. يمكن للتغيرات الهرمونية أثناء الحمل ومباشرةً بعد الولادة وأثناء فترة الرضاعة الطبيعية أن تثبط من الرغبة الجنسية. يمكن أن يؤثر الإرهاق والتغيرات في شكل الجسم في رغبتكِ الجنسية. وكذلك ضغوط الحمل أو رعاية طفل جديد.

الأسباب النفسية. يمكن أن تؤثر الحالة الذهنية في الرغبة الجنسية. وتشمل الأسباب النفسية لانخفاض الدوافع الجنسية ما يأتي:

أمراض الصحة العقلية، مثل القلق أو الاكتئاب.

التوتر المرتبط بالأمور المالية أو العلاقات أو العمل.

تكوين صورة سيئة عن الجسم.

تراجع الثقة بالنفس.

سيرة من الانتهاك الجسدي أو العاطفي أو الجنسي.

تجارب جنسية سلبية سابقة.

مشكلات العلاقة. بالنسبة إلى العديد من الأشخاص، التقارب العاطفي عنصر أساسي في العلاقة الحميمة الجنسية. ولهذا السبب ربما المشكلات في علاقتكِ عامل رئيسي في انخفاض الدافع الجنسي. غالبًا ما يكون انخفاض الاهتمام بممارسة الجماع نتيجة للمشكلات المستمرة، مثل:

فقدان التواصل مع الزوج.

ترك الخلافات والنزاعات من دون حل.

عدم التعبير عن الاحتياجات والرغبات الجنسية.

المشكلات المتعلقة بالثقة.

القلق بشأن قدرة الزوج على ممارسة الجماع.

عدم توفر الخصوصية الكافية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة