خاص: ترجمة- د. محمد بناية:
أكد الدكتور “عبدالرضا فرجي راد”؛ أستاذ الجيوسياسية، أن “إسرائيل” لن تخرج من “غزة” سريعًا، وقال: “أعتقد أن تغييّر الحكومة في إيران، وزيارة الدكتور مسعود بزشكيان؛ رئيس الجمهورية إلى نيويورك، والحجج التي قدمها بشأن رغبة إيران في أن تكون لطيفة مع الجميع، أصابت بنيامين نتانياهو، رئيس وزراء الكيان الصهوني، بالرعب بحيث انصب خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة على إيران، إذ لا ترغب إسرائيل على الإطلاق في تقارب إيران مع الغرب”. بحسب صحيفة (جماران) الإيرانية.
حصاد “طوفان الأقصى”..
وأضاف في ندوة بعنوان: “إيران والمشكلة الإسرائيلية”، بمنتدى مدرسي الجامعات الإسلامي: “الكلام عن السابع من تشرين أول/أكتوبر 2023م كثير، ولا يستطيع أحد القول: ما قلته كان صحيحًا تمامًا. والبعض يعتقد أن نتانياهو وفريقه المتطرف كان قد خطط للتشويش على اهتمام الرأي العام بعد ما حدث لرئيس وزراء الكيان الصهيوني فيما يخص تغيير الدستور ومشكلة القضاء. بينما يعتقد آخرون أن (حماس) كانت قد أعدت للهجوم قبل سنوات بالتنسيق مع حلفائها. وقد ارتقى بعض قادة (حماس) في حرب إسرائيل على القطاع، ما تسبب بالحقيقة في تمزق ببُنية (حماس)، وبالتالي عدم تحقق بعض توقعاتهم. من جهة أخرى، تقع إسرائيل تحت ضغط المجتمع الدولي والمظاهرات في مكان، والمهم هو استصدار حكم ضد قيادات إسرائيل من محكمة العدل الدولية، إلا أن شيئًا لم يحدث لأن الولايات المتحدة لا تريد أن يحدث شيء. كان هدف إسرائيل القضاء على (حماس)، وإنهاك الغزاويين بحيث يهاجرون بالتدريج؛ لا سيما بعد اكتشاف مصادر غاز هائلة في نفس المنطقة الممتدة على ساحل البحر الأبيض بين إسرائيل وغزة”.
لن تنسحب من “غزة”..
متابعًا: وفي رأيي فقد تمكنت “إسرائيل” من تأمين حدودها الجنوبية، وكبدت الفلسطينيين، و(حماس)، و(الجهاد الإسلامي) تكلفة باهظة، وأتصور أن “إسرائيل” سوف تستمر حتى تتمكن من السيطرة على “غزة”، ولذلك لن تقبل بأي اتفاق يتضمن جُملة: “وقف إطلاق النار”، وحتى أنها ليست على استعداد للقبول بوقف إطلاق النار ولو على حساب أسراها، والسبب أنها تُريد فرض الأمن على كامل حدودها الجنوبية والتي هي نفس حدود “غزة”، ولذلك لا أتصور أن تنسحب “إسرائيل” من “غزة” بهذه السرعة.
المعركة على وشك الإنتهاء..
مؤكدًا: ومن الآن فصاعدًا ستخوض “إسرائيل” معركة سياسية. وفي الحقيقة فإن هذه المعركة على وشك الإنتهاء؛ والأميركيون والقطريون والمصريون بصدد القيام بالعمل للإفراج عن الرهائن، وهم يدخلون الآن مرحلة العمل السياسي، والأمر منوط بماهية الفائز بالانتخابات الأميركية، فإذا فاز؛ “دونالد ترمب”، فسوف يمنح “نتانياهو” المزيد من الطاقة، وإذا فازت “كامالا هاريس”؛ فسوف تضغط على مقترح “حل الدولتين”.
حينها سوف تدخل “إسرائيل” في صراع مع الديمقراطيين وبخاصة؛ “هاريس”، المحسوبة على تيار اليسار الديمقراطي.
“حزب الله” والكيان الصهيوني..
وأضاف: “أعتقد أن؛ نتانياهو، كان قد خطط، منذ أدرك أن بمقدوره تأمين الحدود الجنوبية بالسيطرة على غزة، لتأمين الحدود مع لبنان. صحيح أنه في تجربة العام 2006م؛ سبب خسائر كبيرة لذلك البلد، لكن العالم أجمع آنذاك على فشل إسرائيل في هذه الحرب. وتوسط الأميركيون والسعوديون لإنهاء الحرب، وتمرير القرار (1701) في مجلس الأمن”.
مواصلاً: والآن ازدادت قوة (حزب الله) من حيث امتلاك الصواريخ والمُسيّرات، و”إسرائيل” تعلم أنها ستفشل في حال قررت تكرار تجربة العام 2006م؛ ولن تستطيع تأمين حدودها.
ولكن بالنظر إلى الخطط التي وضعوها الصهاينة، فأنا متأكد من مساعدة “الولايات المتحدة” للكيان الإسرائيلي في قتل العديد من القادة على مدار الشهر أو الشهرين الماضيين؛ كانوا بمساعدة “الولايات المتحدة”، وبالتالي فـ”الولايات المتحدة” بصدد التماهي مع “إسرائيل”، وأعتقد أن “السعودية والإمارات والأردن” بصدد القيام بنفس الشيء؛ فجميعهم ضد (حزب الله).
وأتصور بعد ما آلت إليه الأوضاع حاليًا، تغيّير استراتيجية “إسرائيل”؛ المدعومة من “الولايات المتحدة والسعودية”، واستبدالها باستراتيجية تعتمد الإضعاف الكامل للمقاومة ولا تُريد القرار (1701) مجددًا.
وفي الحقيقة نجحت “إسرائيل” في تأمين حدودها الجنوبية والشمالية، وهى الآن صاحبة اليد الطولى، ويتبعها الأميركيون والعرب، فالمؤكد أنهم سيوافقون على قرار “مجلس الأمن” حتى لا يتكرر ما حدث بعد القرار (1701).