10 أكتوبر، 2024 2:25 ص
Search
Close this search box.

بعد عامًا كاملاً من “حرب الإبادة” .. تداعيات ومآلات عدوان إسرائيلي أعمى يتجه لحرب إقليمية شاملة !

بعد عامًا كاملاً من “حرب الإبادة” .. تداعيات ومآلات عدوان إسرائيلي أعمى يتجه لحرب إقليمية شاملة !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

اليوم يتم مرور عامًا كاملاً على الحرب الإسرائيلية الأعنف والأكثر دموية على “قطاع غزة”، خرج بها الطرفان بخسائر جمة تحتاج إلى عقود للعودة إلى نُصابها الطبيعي؛ وإن لم يكن ذلك ممكنًا كحق مشروع للمقاومة في الدفاع عن أرضها المحتلة من قبل “الكيان الصهيوني”.

وشنّت تنظيمات المقاومة الفلسطينية؛ من أبرزهم “حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية؛ (حماس)، في 07 من تشرين أول/أكتوبر 2023، هجومًا غير مسّبوق؛ تحت شعار (طوفان الأقصى)، ضد مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي بغلاف “غزة” المحتل، تسبب في مقتل (1200) إسرائيلي واختطاف ما يزيد عن: (200) آخرين، ليرد الكيان الصهيوني بدعم ومساندة مباشرة وعلنية من “واشنطن”، بشن “حرب إبادة” شرسة ليس ضد “قطاع غزة” فحسب بل شملت الفلسطينيين عمومًا، تستمر على مدار عامًا كاملاً، وُصفت من قبل “الأمم المتحدة” بأنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية.

حينها؛ تعهد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، بشن عملية عسكرية تنتهي بتحرير المحتجزين الإسرائيليين وإعادتهم، والقضاء على حركة (حماس).

إلا أنه بعد مرور عام من الحرب، يرى مراقبون أن “نتانياهو” لم ينجح في تحقيق أي من هدفيه المعلنين. في المقابل، حدث تدمير واسع لـ”قطاع غزة”، وسقط عشرات الآلاف من القتلى والضحايا الفلسطينيين.

أكثر من 41 ألف قتيل و97 ألف جريح..

وطبقًا لأحدث بيانات “وزارة الصحة” الفلسطينية في “غزة”، الأحد 06 من  تشرين أول/أكتوبر 2024، فإن عدد القتلى في “قطاع غزة” وصل إلى: (41870) قتيلاً، وبلغ عدد الإصابات: (97166) مصابًا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء “حرب غزة” في 07 تشرين أول/أكتوبر 2023.

وقال رئيس لجنة التوثيق والمتابعة بالدفاع المدني في غزة؛ “محمد المغير”، في تموز/يوليو 2024، إن أكثر من: (500) أسرة في “قطاع غزة” محيُّت تمامًا من السجلات المدنية، بعد مقتل جميع أفرادها.

وبالنسبة لأعداد النازحين؛ قال مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة؛ “أندريا دي دومينيكو”، في 03 تموز/يوليو 2024، إن: “(09) بين كل (10) أشخاص في غزة نزحوا عن ديارهم مرة واحدة على الأقل، وفي بعض الحالات لـ (10) مرات”، منذ اندلاع الحرب.

وأضاف “دي دومينيكو”؛ أن التقديرات تٌشير إلى: “نزوح (1.9) مليون شخص في غزة”، وأن: “جميع السكان تقريبًا بحاجة إلى المساعدة”، مؤكدًا أن: “الحرب في غزة تستمر في خلق مزيد من الألم والمعاناة”.

وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع لـ”الأمم المتحدة”، في 12 آب/أغسطس 2024، إن نحو: “(305) كيلومتر مربع – أي ما يقرب من: (84) في المئة من مساحة قطاع غزة – خضعت لأوامر إخلاء صادرة عن الجيش الإسرائيلي”.

كابوس لا نهاية له..

كذلك؛ قال المفوض العام لـ”وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”؛ الـ (أونـروا)؛ “فيليب لازاريني”، في 30 أيلول/سبتمبر 2024، إن “حرب غزة” بعد مرور عام أصبحت: “كابوسًا لا نهاية له”، مشددًا على أن القطاع بات مكانًا: “غير صالح للعيش”.

وأضاف المسؤول الأممي أن سكان “قطاع غزة”: “يواجهون الأمراض والموت والجوع”، وأن: “جبال القمامة ومياه الصرف الصحي تملأ الشوارع”، وأن السكان: “مُحاصرون في (10) في المئة فقط من الأرض”، وأنهم كانوا على مدار عام في حالة تنقل دائم: “بحثًا عن الأمان الذي لم يجدوه أبدًا”.

تدمير ثُلثي مباني “غزة”..

ولرصد الدمار الذي لحق بـ”قطاع غزة”، أظهر تقريرٌ صُدر عن “مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية”، في 30 أيلول/سبتمبر 2023، أن: “ثُلثي إجمالي المباني في القطاع لحقت بها أضرار”.

وأشار التقرير الأممي إلى أن: “نسِبة (66) في المئة من المباني المتضررة في قطاع غزة تشمل: (163.778) مبنى في المجموع. ويشمل ذلك: (52.564) مبنى تم تدميره، و(18.913) مبنى تضرر بشدة، و(35.591) مبنى ربما يكون قد تضرر، و(56.710) مبنى تضرر بشكلٍ معتدل”.

وأفاد التقرير بأن المنطقة الأكثر تضررًا بشكلٍ عام هي محافظة “غزة”، حيث تضرر: (46.370) مبنى. كذلك، تأثرت مدينة “غزة” بشكلٍ ملحوظ، حيث دُمر: (36.611) مبنى.

وأستند التقرير في تحليله إلى صور أقمار صناعية عالية الدقة تم جمعها في الثالث والسادس من أيلول/سبتمبر 2024.

إزالة الألغام تحتاج لـ 14 عام..

وكانت وكالة الـ (أونروا) ودائرة “الأمم المتحدة” المعنية بالألغام قد قامت بزيارة إلى منطقة “خان يونس”، جنوبي “قطاع غزة”، في نيسان/إبريل 2024، لتقيّيم الدمار اللاحق بمنشآت الـ (أونروا) بعد القصف والقتال العنيف في المدينة، الذي سبق انسحاب القوات الإسرائيلية منها.

وخلال الزيارة؛ قال المسؤول بخدمة “الأمم المتحدة” المتعلقة بإزالة الألغام؛ “بير لودهامير”، إن: “جعل غزة آمنة من الذخائر غير المنفجرة قد يستغرق (14) عامًا”، مضيفًا أن: “الحرب خلفت نحو: (37) مليون طن من الرُكام”.

كذلك تضرر القطاع الصحي في “غزة” بشكلٍ كبير، إذ تسببت الحرب في خروج غالبية مستشفيات القطاع عن الخدمة، وما ظل في الخدمة منها يعمل بقدرات محدودة وتحت ظروف قاسية للغاية، وسط نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.

إعادة الإعمار تحتاج لـ 80 عام..

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية؛ “مارتن غريفيث”، في حزيران/يونيو 2024، إن القصف الإسرائيلي على “غزة”، منذ 07 تشرين أول/أكتوبر الماضي: “حوّل القطاع الفقير الخاضع للحصار إلى جحيم على الأرض”.

موضحًا أن: “الأسلحة استمرت بالتدفق إلى إسرائيل من واشنطن ودول أخرى؛ رُغم التأثير المروع للحرب على المدنيين بغزة”، مشيرًا إلى أن: “العاملين في المجال الإنساني والأمم المتحدة في غزة قُتلوا بأعداد غير معقولة”.

وتقول “الأمم المتحدة” إن حجم الدمار في “قطاع غزة”، كبير لدرجة أن عمليات إعادة الإعمار قد تتطلّب عقودًا من الزمن وعشرات مليارات الدولارات.

وأشار “برنامج الأمم المتحدة الإنمائي” إلى أن “قطاع غزة” سيحتاج إلى نحو: “(80) عامًا لاستعادة جميع وحدات الإسكان المدمرة بالكامل”، طبقًا لتقييم افتراضي يستند إلى وتيرة إعادة إعمار اُتبعت في الصراعات السابقة في “غزة”.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في “قطاع غزة”، 06 من تشرين أول/أكتوبر 2024، ارتفاع عدد القتلى الصحافيين إلى: (175) منذ اندلاع الحرب في 07 تشرين أول/أكتوبر 2023.

الفشل الاستخباري الأكبر..

وعلى الجانب الإسرائيلي؛ فما زال القطاع الأوسع في “إسرائيل” تحت صدمة الهجمة الفدائية (طوفان الأقصى)؛ في 07 تشرين أول/أكتوبر 2023 حتي الآن؛ وبانتظار المحاسبة على هذا الإخفاق.

فالهجمة النضالية التي نفذتها تنظيمات “المقاومة الفلسطينية”؛ وعلى رأسها حركة (حماس) على مستوطنات وبلدات “غلاف غزة” المحتل، يوصف بأنه الفشل الأكبر استخباريًا وعسكريًا وسياسيًا منذ إقامة “الكيان الصهيوني”.

وقد يُنظر القطاع الأوسع في “إسرائيل” إلى الحرب وما تخللها من دمار وقتل في “غزة” على أنه عقاب على هجوم (حماس) على عشرات البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في “غلاف قطاع غزة”، غير أن لهذا العقاب ثمنًا باهظًا سيعيش معه الاحتلال الإسرائيلي لسنوات طويلة قادمة.

ارتكاب جرائم “إبادة جماعية”..

فللمرة الأولى في تاريخه وجد الاحتلال الإسرائيلي نفسه متهمًا أمام “محكمة العدل الدولية” بارتكاب جرائم “إبادة جماعية” ضد الفلسطينيين، فضلاً عن صدور رأي استشاري من ذات المحكمة بالاحتلال غير الشرعي للأراضي الفلسطينية.

وللمرة الأولى أيضًا في تاريخه ينتظر الاحتلال الإسرائيلي صدور مذكرات اعتقال من “المحكمة الجنائية الدولية” لكبار مسؤوليه السياسيين والعسكريين؛ بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الأراضي الفلسطينية.

كما أنه للمرة الأولى في تاريخه بات ينُظر للاحتلال الإسرائيلي، في المجتمع الغربي، على أنه دولة تنُفذ جرائم ضد الفلسطينيين؛ وهو ما تم التعبير عنه في المظاهرات بجامعات العالم الغربي؛ بما فيها “الولايات المتحدة”.

فشل آلة الدعاية الإسرائيلية..

وأقر العديد من المسؤولين الإسرائيليين بأن آلة الدعاية الإسرائيلية فشلت في تجريم الفلسطينيين، وإن الغالبية من شعوب العالم تقف إلى جانب الفلسطينيين.

وتم التعبير عن ذلك في تصويت “الجمعية العامة للأمم المتحدة” على قرارات تم تقديمها خلال الحرب:

  • في 27 تشرين أول/أكتوبر 2023؛ تم اعتماد قرار يدعو للوقف الفوري والدائم لإطلاق النار.

وصّوتت: (121) دولة إلى جانب الفلسطينيين؛ و(14) دولة لصالح “إسرائيل”، فيما امتنعت: (44) دولة عن التصّويت، وتغيبت: (14) دولة عن التصّويت.

  • في 12 كانون أول/ديسمبر 2023؛ صّوتت “الجمعية العامة للأمم المتحدة” لصالح الوقف الفوري لإطلاق النار.

وصّوتت: (153) دولة إلى جانب الفلسطينيين؛ و(10) دول إلى جانب “إسرائيل”، وامتنعت: (23) دولة عن التصّويت، وتغيبت (07) دول.

  • في 12 كانون أول/ديسمبر 2023؛ عرضت “إسرائيل” على “الجمعية العامة” مشروع قرار يدعو فقط إلى إطلاق الرهائن الإسرائيليين دون وقف إطلاق النار.

صّوتت: (153) دولة ضد مشروع القرار؛ وصّوتت لصالحه: (10) دول، وامتنعت: (23) دولة عن التصّويت، وتغيبت: (07) دول.

غير أن التعبير الأبرز عن رفض الممارسات الإسرائيلية كانت المظاهرات حول العالم.

فقد رصد “معهد دراسات الأمن القومي” الإسرائيلي في جامعة (تل أبيب)، تنظيم نحو: (2090) مظاهرة شهريًا ضد “إسرائيل” حول العالم، بمقابل: (65) مظاهرة بمعدل شهري لصالح “إسرائيل”.

ووفقًا لهذه المعطيات؛ فإنه تم رصد: (3975) مظاهرة ضد “إسرائيل”، في شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، و(3116) في شهر تشرين ثان/نوفمبر، و(1773) في شهر كانون أول/ديسمبر، و(1505) مظاهرات في شهر كانون ثان/يناير، و(1505) في شهر شباط/فبراير، و(1773) في شهر آذار/مارس، و(1974) في شهر نيسان/إبريل، و(3536) في شهر آيار/مايو، و(1374) في شهر حزيران/يونيو، و(1730) في شهر تموز/يوليو، و(732) مظاهرة حتى 09 آب/أغسطس.

تكاليف الحرب..

في منتصف أيلول/سبتمبر 2024؛ قالت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، إن تكاليف الحرب قد تصل إلى: (10%) من الناتج المحلي الإجمالي لـ”إسرائيل”.

وأشارت إلى تقدير تكاليف الحرب بنحو: (200-250) مليار شيكل؛ (54-68 مليار دولار أميركي). وعكست هذه التكاليف بنفسها على الاقتصاد الإسرائيلي.

استمرار “حرب الإبادة” وتنفيذ مُخطط التهجير..

وحول مستقبل الحرب في “غزة”؛ يرى الدكتور “عمرو الشوبكي”، المستشار بمركز (الأهرام) للدراسات السياسية والاستراتيجية، ومقره “القاهرة”، أن: “حرب الإبادة على غزة” ستستمر.

واعتبر أن إنهاء المأساة لا يبدو قريبًا، قائلاً إن: “إسرائيل ستُحاول العمل على إقامة منطقة حدودية عازلة في شمال القطاع، بجانب تنفيذ جزءٍ من مخطط تهجير للأردن أو لمصر، بتفريغ بعض سكان غزة”.

لكن “الشوبكي” يرى في الوقت نفسه، في حديثه لموقع (العين الإخبارية) الإماراتي؛ أن: “سيناريو التسّوية السياسية يظل مطروحًا، في حال فوز مرشحة الحزب (الديمقراطي)؛ كامالا هاريس، بالرئاسة الأميركية، رغم تشدّد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بنيامين نتانياهو، وإعلانها رفض كل الحلول السلمية، ورفض حل الدولتين”، مشيرًا إلى دور الانتخابات الأميركية البارز في تحديد شكل ومسار الحرب على “غزة”.

وتجري الانتخابات الأميركية في تشرين ثان/نوفمبر المقبل، حيث تنُافس “هاريس”، الرئيس السابق الجمهوري “دونالد ترمب”.

ويزعم المستشار بمركز (الأهرام)؛ أن “هاريس” حال فوزها فإنها ستبذل جهودًا كبيرة، مع ممارسة الضغوط اللازمة لإنهاء الحرب، مُرجّحًا أن تستمر الحرب إن فاز “ترمب” بالانتخابات مع زيادة احتمالات اندلاع حرب إقليمية شاملة.

ورُغم تسليمه بما تزعمه تقارير الآلة الصهيوأميركية بتمكن الاحتلال الإسرائيلي من إضعاف حركة (حماس) وتفكيك جانب رئيس من قدراتها العسكرية خلال عام، شدّد في الوقت نفسه على أنه: “لن تستطيع قوة احتلال القضاء على حركة مقاومة؛ حتى لو اختلفنا معها، بالأدوات العسكرية فقط، نعم ستُضعفها لكن لن تستطيع القضاء عليها”.

مرحلة فك وإعادة تركيب “القضية الفلسطينية”..

النبرة نفسها تتجلى في تقدير السفير “محمد العرابي”، رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية ووزير الخارجية الأسبق، إذ لا يرى أيضًا إمكانية للتوصل إلى تسّوية قريبة لإنهاء الحرب في “غزة”، متوقعًا أن: “تستمر الحرب على غزة لفترة قادمة قد تصل إلى بداية عام 2025”.

وزاد بأن: “العام المقبل، سوف يحمل أمورًا قد تكون الأسوأ بالنسبة للقضية الفلسطينية”.

وقال “العرابي”: “نحن في مرحلة فك وإعادة تركيب القضية الفلسطينية بمفاهيم جديدة؛ قد تكون بعيدة عن المحددات الفلسطينية والعربية”.

واستطرد: “العرب سوف يكونون الرقم الصعب في هذه التطورات”.

بسّط النفوذ والعربدة الإسرائيلية..

وبدوره؛ قال المحلل السياسي السعودي؛ “مبارك آل عاتي”، إن 07 تشرين أول/أكتوبر الجاري، يأتي كمنعطف جديد في تطورات الأحداث الخطيرة في المنطقة، بعد أن أمضت المنطقة عامًا من القصف الإسرائيلي الأعمى على “قطاع غزة”، وما حمله من قتل وتشريد.

وتوقع “آل عاتي”؛ أن تشهد المرحلة المقبلة منعطفًا خطيرًا لتطورات الأحداث نظرًا لما شهدته المنطقة مؤخرًا من تطور مهم جدًا تمثل في قصف وتصفية قيادات (حزب الله) اللبناني، وما يجري اليوم من اعتداء إسرائيلي على “لبنان”، والتهديدات المتبادلة بين “إيران” والاحتلال الإسرائيلي.

وشنّت “إيران” غارتين على “إسرائيل” بعشرات الصواريخ والمُسيّرات كانت الأولى في نيسان/إبريل الماضي، أما الثانية ففي تشرين أول/أكتوبر الجاري.

وتوعدت “إسرائيل” بالرد على الهجوم الإيراني وسط مخاوف من اندلاع الحرب الشاملة في الشرق الأوسط.

وهذا يؤشر؛ وفقًا للمحلل السياسي السعودي، على أن العام القادم سيكون عنوانه، بسط النفوذ واستعراض العضلات الإسرائيلية في المنطقة، وتحديدًا تجاه الأذرع التابعة لـ”إيران”. بحسب مزاعم المحلل السعودي.

توقعات بحرب إقليمية..

وتابع ادعاءاته: “يحمل العام المقبل في طياته نُذر حربٍ إقليمية تتزايد شيئًا فشيئًا؛ خصوصًا مع تواجد حكومة متطرفة في إسرائيل بقيادة؛ نتانياهو، مع وجود أيضًا قيادات في إيران ما زالت تؤمن بالتوسع وهذا سيؤجج الصراع بينهما”. بحسب تعبيراته المتسقة مع الآلة الدعائية الصهيوأميركية.

تدويل “القضية الفلسطينية” بقوة..

الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني؛ “سليمان بشارات”، مدير مركز (يبوس) للدراسات؛ (فلسطيني/ مستقل)، وصف في حديث خاص لـ (العين الإخبارية)، السابع من تشرين أول/أكتوبر، بأنه: “محطة تاريخية ستبقى حاضرة في تاريخ الصراع (العربي-الإسرائيلي) والصراع (الإسرائيلي-الفلسطيني) على وجه الخصوص؛ لأنها غيرت الكثير من الموازين والقواعد والمرتكزات الأساسية في عدة اتجاهات”.

وبيّن أن “القضية الفلسطينية” عادت للواجهة من جديد بكل قوة، على مستوى الشرق الأوسط والعالم، وأن أي تداعيات ترتبط بـ”القضية الفلسطينية” من شأنها أن تنسحب وتؤثر في باقي المعادلات الإقليمية والدولية.

وفي هذا الصدد؛ نوه “بشارات” إلى أن: “حرب الإبادة على مدار عام، دفعت القضية الفلسطينية من كونها صراعًا محليًا إلى قضية دولية مجددًا”.

3 سيناريوهات لمسّار الحرب..

ويرسم المحلل السياسي الفلسطيني؛ (03) سيناريوهات في “قطاع غزة” بعد عام من الحرب، قائلاً إن: “السيناريو الأول؛ يتمثل في استمرار حالة التصعيد ضمن سقف محدد، مع مُضّي الاحتلال في محاولة تغيير أو فرض رؤيته بالقوة العسكرية، إذا ما أخذنا في الاعتبار المعطيات الموجودة على الأرض”.

والسيناريو الثاني – بحسّب “بشارات” – فهو أن تتحول المواجهة بعد فترة زمنية قريبة إلى مواجهة أكبر، وبالتالي دخول المنطقة ككل إلى حربٍ إقليمية، ستكون تداعياتها كبيرة، أما الثالث فيتمثل في إنهاء حالة التوتر والذهاب إلى تسّوية سياسية، مع الوضع في الاعتبار ما يتعلق بتداعيات ما ستُفضّي إليه الانتخابات الرئاسية الأميركية المرتقبة من نتائج.

ولفت المحلل السياسي الفلسطيني؛ إلى أن ما يُغّلب سيناريو على آخر هو الانتخابات الأميركية، وظهور ارتدادات وطبيعة ونتائج العملية العسكرية التي يقوم بها الاحتلال في “لبنان”، إضافة إلى طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب، والرد الآخر من “إيران”؛ الذي سيبُّنى عليه كيف ستكون شكل التوجهات المستقبلية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة