19 يناير، 2025 12:24 م

وارثو الفردوس: مشيناها خطى كتبن علينا

وارثو الفردوس: مشيناها خطى كتبن علينا

* نجحت الانتخابات بقهر الارهاب.. سلاما.. فكسرت العينُ المخرزَ وانثلم السيفُ على اديمِ الرقبةِ
قال الشاعر “مشيناها خطى كتبت علينا.. ومن كنبت عليه خطى مشاها” فالقدر الاستثنائي، ينعطف بأية مبادرة، يقدم عليها العراقيون، كإستحقاق وجودي، تتلكأ وتتعقد المتاهات، مطبقة حولها.

الا ان الأرادة التي قهرت ظلام الجهل، فأنارت معها العالم، قاطبة، غير مكتفية بنفسها، انما تشمل الآخرين بنشر العلم سلاما، منذ اول التاريخ، لن تستسلم للتردي الذي تتهاوى فيه منذ 1968.

فضاءات

تحرر العراقيون، من ديكتاتورية سحقته، وبددت ثرواته، داخلا في فضاءات الديمقراطية الرحيبة، لكن الاشرار المتضررين من الديمقراطية التأملية المنتظمة، لم يرتضوا الا ديكتاتورية هوجاء، تخلو من سياقات عمل واضحة، يمررون من خلالها جهلهم وجبروتهم.

الجهل والتجبر، صفتان لا تتقبلهما الاجواء الصحية في ادارة الدولة، وتلفظهما عافية السياسية، خارج نطاق النبض الحيوي للوطن؛ جفافا مدقعا، بلقعي الاشارات.. لا ضوء ولا رفيف نور، في جناح يابس حد التخشب متعفنا.

لذا يلجأ اولياء الشر، الى محو عناصر الخير ومقومات السلام، بأفعال ارهابية، يحاولون من خلالها، لوي ذراع العراق؛ كي يستفحلون به، متفرعنين من جديد.

لكن.. لا يحيق المكر السيء الا بأهله، فـ “داعش” انكسرت، امام نجاح الانتخابات النيابية التي انجزت بتوافق الارادتين.. الشعبية والحكومية.

فن المعارضة

تعلم العراقيون فن الاعتراض الايجابي؛ بغية تصحيح الامور، وتعلموا كيف يحيلونه، من نظرية ذات تهويمات غير ممسوكة، الى واقع مطبق، شهدناه بأنفسنا، نجاحا ناجزا فخر به المواطنون، مثلما فخرت به الحكومة، توافقا بين ارادتين متكاملتين لا تضاد بينهما.

يأتي ذلك، بعد ان توعد المتضررون من الخير والسلام، اولياء الظلام.. اعداء النور؛ بأن الشعب عانى جراء الاهمال على مدى دورتين نيابيتين مضتا؛ فلن ينتخب ثالثة.

الا ان اخلاص المواطن للعراق، وثقته بأن اعداء العملية السياسية، المتسللين الى قبة البرلمان، وربما الى مجلس الوزراء، خلسة.. في غفلة من عين الرقيب، هم الذين يعطلون اتمام الخدمات، ثم يشهّرون بالدولة والحكومة، مدعين انها تتكاسل عن ايلاء شعبها الاهتمام اللازم، الذي يليق بثرائه.

حق الصالحين
إذن “مشيناها… كتبت علينا…” لكن “الارض يرثها عبادي الصالحون” وكفى بوعد الله حقا مكتسبا قضى به الرحمن، في محكم كتابه.. القرآن الكريم، وبانت علاماته نصرا مؤزرا للمخلصين.. وطنيا واجتماعيا ودينيا وانسانيا.

إنها ارادة الهية، حق للصالحين، قضى بها الرب، في التوراة والانجيل، وافلح العمل التأملي الجاد، بتحويلها، من نظرية في بطون الكتب، الى واقع مطبق ومعاش فعلا ناجزا، قهر الارهاب بالسلام، فكسرت العين المخرز وانثلم السيف على اديم الرقبة.

أحدث المقالات

أحدث المقالات