4 أكتوبر، 2024 12:25 ص
Search
Close this search box.

بين نيسان وتشرين .. “الوعد الصادق-2” الإيراني أكثر قسوة وحسمًا بوجه إسرائيل !

بين نيسان وتشرين .. “الوعد الصادق-2” الإيراني أكثر قسوة وحسمًا بوجه إسرائيل !

وكالات- كتابات:

بعد ليلة صاخبة، قادتها الصواريخ الإيرانية في عُمق الكيان الإسرائيلي، لا تزال الكثير من التساؤلات متناثرة على أذهان وألسن العالم وبمستويات مختلفة، وعلى رأسها تساؤل عن: “هل ترد إسرائيل ؟ وكيف ؟”.

مواقف مختلفة لا يمكن قياسها؛ وأسئلة ربما ليس من السهل الحصول على أجوبة تشفيها، لكن محاولة الاطلاع على معطيات سابقة تتعلق بالضربة الإيرانية السابقة في نيسان/إبريل 2024، على الاحتلال الإسرائيلي، قد توصل إلى مقاربات أو فهم جزئي لما حدث أو قد يحدث.

الوعد الصادق-1″..

في 13 نيسان/إبريل الماضي؛ شنت “إيران” أول هجوم صاروخي مباشر على “إسرائيل” في تاريخها، وكان الهجوم ردًا على قصف القنصلية الإيرانية في “دمشق”، والتي أدت إلى استشهاد (07) قياديين ومستشارين في (الحرس الثوري) الإيراني.

واستخدمت “إيران”؛ حينها، (35) صاروخ (كروز)، و(110) صواريخ (خيبر) الباليستية، وأكثر من: (180) طائرة مُسيّرة، في هجوم مكثف تجاوز: الـ (300) جسم طائر.

استخدمت “إيران” مئات الطائرات المُسّيرة فقط لإشغال الدفاعات الجوية الإسرائيلية لتُتيح للصواريخ الوصول إلى أهدافها، إلا أنه مع ذلك قلل الجانب الإسرائيلي بشكلٍ كبير من العملية؛ وأكد أنه أحبط: (99%) منها، في حين قالت “إيران”؛ حينها، إن نصف الصواريخ وصلت على الأقل إلى أهدافها، والتي كانت عبارة عن أهداف عسكرية متمثلة بمطار عسكرية وقاعدة.

في حينها؛ لم يُهدد (الحرس الثوري)؛ “إسرائيل”، ولم يُحذره من أن الرد على الهجوم سيتبعه هجوم آخر، وهو ما تسبب برد إسرائيلي بعد حوالي: (06) أيام، لكنه كان أيضًا ردًا صوريًا لم يتسبب بأضرار كبيرة؛ وتم عبر انفجارات مفاجئة في بعض المواقع العسكرية.

الوعد الصادق-2″..

بالإطلاع على عملية (الوعد الصادق-2)؛ التي شنها (الحرس الثوري)؛ في يوم أمس الثلاثاء 01 تشرين أول/أكتوبر 2024، أي بعد (05) أشهر من الهجوم الأول، سنجد متغيرات عديدة، قد تقود لمؤشرات عديدة أخرى.

لم تستخدم “إيران”؛ هذه المرة، أنواعًا مختلفة من الأجسام الطائرة، فبينما كان بالعملية الأولى: (300) جسم طائر، إلا أن الصواريخ كانت لم تتجاوز: الـ (140) صاروخًا، والبقية عبارة عن طائرات مُسّيرة، لكن في هذه العملية، بلغ عدد الصواريخ: (200) صاروخ، ولم تكن هناك حاجة للطائرات المُسّيرة لمُّشاغلة الدفاع الجوي الإسرائيلي، والسبب بذلك يعود ربما لأن الصواريخ المسُّتخدمة هذه المرة هي صواريخ (فتاح-1 و2)، وليس صواريخ (خيبر)، وصواريخ (فتاح) هي صواريخ باليستية “فرط صوتية”؛ أي أسرع من سرعة الصوت بحوالي: (14) مرة، وهذا ما يجعلها عصية على الصّد نسبيًا.

في هذه العملية؛ هدد (الحرس الثوري)؛ “إسرائيل”، وحذرها من الرد على هذا الرد، وأنها إذا ردت على الهجوم ستتعرض لهجمات أقسى قد تطال بُناها التحتية، وهذه المعطيات مخالفة لما جرى في العملية السابقة في نيسان/إبريل 2024، حيث أن “إيران” لم تُحذر “إسرائيل” من الرد على الهجوم، وهو ما أدى بعد ذلك إلى رد إسرائيلي محدود وربما متفق عليه.

لكن هذه المرة؛ وبعد التحذير الإيراني، فإنه على الأقل إذا كان هناك رد، فلن يكون ردًا شكليًا كما حدث في المرة السابقة لأن “إيران” هذه المرة غير مستعدة حتى لرد شكلي من “إسرائيل” أو متفق عليه، فستكون “إسرائيل” إما أمام رد كبير على “إيران”، أو عدم الرد أساسًا على الأراضي الإيرانية، لأنها إذا ردت ستقوم “إيران” برد إضافي على عكس ما حدث في المرة السابقة.

فاعلية الرد..

في الهجوم السابق بنيسان/إبريل 2024، قالت “إسرائيل” إن: (99%) من الهجمة تم إحباطها، فيما قالت “إيران” إن نصف الصواريخ على الأقل وصلت، لكن هذه المرة، انعكست المسألة وظهرت “إيران” هي التي تتحدث بأرقام كبيرة، حيث قالت أن: (90%) من الصواريخ وصلت لأهدافها، في حين لم تتحدث “إسرائيل” عن أرقام وأكتفت عبر قنوات غير رسمية تقلل من شأن الهجمة وإنها لم تسبب بأضرار.

ويعتقد مراقبون أن الضربة بالفعل حققت أهدافًا وأضرارًا كبيرة وسط تكتم إسرائيلي، فـ”إيران” لم تتحدث عن هذا الرقم من فراغ، كما أن عمليات التصدي من قبل الطائرات الأميركية لم تكن بحجم ما حدث في الضربة الماضية، خصوصًا وأن “إيران” لم تبلغ الأطراف الإقليمية أو “أميركا” بالضربة قبل تنفيذها، على العكس مما حدث في المرة السابقة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة