هل ثمة مفارقة موضوعية ان نشهد كل هذا الصخب الاعلامي وضجيج التصريحات ما بين مؤدلجة او تدعي الادلجة وإظهار الولاء مقابل تكرار تصريحات بعنوان تحرير العراق من الاحتلال الإيراني.. في ذات صياغات ومعايير تلك التصريحات التي صدرت بعنوان احتلال العراق قبل ٢٠٠٣ من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان تحريره من نظام صدام!!
لعل أبرزها وأكثرها فطاعة ذلك التصفيق الحار من قادة ونحب أحزاب المعارضة العراقية امام مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية وهي تفتخر ان مصرع نصف مليون طفل عراقي بسبب الحصار يعد ثمنا مقبولا أمريكيا لاسقاط دكتاتورية صدام!!
اليوم تكرر ذات الأنماط الإعلامية في كون قصف محور المقاومة لإسرائيل يجبرها.. نعم يجبرها على قصف العراق.. حتى بات هذا النفر الضال المتشدق بعناوين المخاوف على الأراضي العراقية بمرارة الدم وكاني حين اقرا مثل هده التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي او في المواقع الإخبارية او في حلقات التوك شو التلفازية.. اطرح السؤال.. من يقف وراء ذلك في غرف التخطيط الاعلامي؟؟
ومن أجل وضع الأمور في نصابها الصحيح.. هناك أولويات لابد من التحدث بها.. لعل أبرزها :
اولا :هناك تضارب مصالح حزبية في نظام مفاسد المحاصصة والمكونات.. ولا يتوفر سلم اهلي حقيقي لمعايير المواطنة الفاعلة.. في اضطراب تطبيقات كل حزب بما لديهم فرحون!!
ثانيا :يعكس ذلك إعلاميا في بوصلة المتحدثين بعناوين حزبية او محللين لإظهار الحد الأعلى من تضارب المصالح فينتهي الحديث إلى السقوط في مهزلة الألفاظ السوقية مقابل مناقشة قضية كبرى تتعلق بمستقبل العراق والمنطقة لاسيما القضية الفلسطينية.
ثالثا :ليس ثمة جهة تضبط إيقاع كل هذا الصخب والضجيج وليس ثمة اتفاق سياسي للتمسك بالحد الأدنى الموضوعي المفترض تسويقه للجمهور..بل تتلاعب المواقف وحالة البرامج الحوارية عند حافات جذب أكبر جمهور ممكن يتماهى مع كل هذا الصخب والضجيج.
في ضوء كلما تقدم.. عراق اليوم امام بوصلة عراق واحد وطن الجميع.. يتمحور حول تطبيقات مواطنة فاعلة.. لا تستجدي ازدواجيات ديمقراطية الاحتلال والتعامل من الأبواب الخلفية للسفارة الأمريكية او البريطانية.. في كفة وصخب ضجيج الشعارات بحرق إسرائيل او من يقف معها لارضاء ولاية الفقيه الإيراني.
مطلوب إعلاميا على الاقل التمحور حول بوصلة عراق واحد وطن الجميع… وان تكون منطلقات حتى محور المقاومة الإسلامية هذه الحقيقة الراسخة.. انما تدافع عن وحدة العراق .. في ظل دستور وقوانين نافذة.. ومواقف سياسية تعبر عن مصالح وطنية عراقية بحتة.. فإذا كانت تتفق مع الموقف الإيراني او لا تتفق فتلك مسألة فيها أكثر من وجهة نظر… وليس تعبيرا عن وجهة النظر الإيرانية كليا حتى بات نموذج الحوار بين نخب اعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي بين نموذجين.. مدافع عن السياسة الإيرانية كليا.. مقابل مدافعين عن العنجهية الصهيونية!!
يعلن هذا الانقسام نجاح المشروعين الإيراني والصهيوني في المنطقة عامة وفي العراق بشكل خاص.. والسؤال من يستفيد من ذلك غير ذات المشروعين وخسارة العراقيين استقلال وسيادة وطنهم!!
هذا غيض من فيض ما يمكن التحدث به في أجواء الحزن على فقدان سيد المقاومة في لبنان.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!!