19 ديسمبر، 2024 12:49 ص

كتاب “حوارات وشخصيات”.. بوح بأفكار ورؤى ومعتقدات

كتاب “حوارات وشخصيات”.. بوح بأفكار ورؤى ومعتقدات

خاص: قراءة- سماح عادل

الحوارات مع شخصيات أدبية وثقافية مبدعة أهميتها تكمن في البوح، في حكي الكاتب أو الكاتبة عن ما يدور داخلهم من أفكار ورؤى ومعتقدات، فهي تكشف لنا ذوات المبدعين وما يدو في دواخلهم، كما أن تذكر المبدعين حتى بعد وفاتهم لهو تقدير واحتفاء بإبداعهم وتميزهم.

كتاب “حوارات وشخصيات في الثقافة والفكر والفن والأدب” للكاتب الكردي السوري “حواس محمود” تونس 2023، هو كتاب جمع فيه صاحبه مجموعة من الحوارات التي أجراها مع كتاب وكاتبات من مختلف بلدان الوطن العربي وهم (زهور كرام- مرح البقاعي- محمد صابر عبيد- إبراهيم اليوسف- بدل رفو المزوري- كريم مروة- ياسر الفهد- سعيد يوسف- محمد سيف المفتي- وجيهة عبد الرحمن- إفين برازي- جان دوست- ماجدولين الرفاعي)

مقتطفات من الحوارات..

أحببنا أن نأخذ مقتطفات صغيرة من الحوارات في هذا الكتاب الثري..

زهور كرام..

في حوار مع الكاتبة المغربية “زهور كرام” أجابت عن سؤال “برأيك ما الذي يجعل المغرب العربي متميزا عن المشرق العربي في مجال الفكر وإلى حد كبير في مجال الثقافة والحداثة، يا ترى الهم القومي المسيطر على المشرق بسبب قضية فلسطين وانتشار الأيديولوجيات المغلقة والكابحة للتطور الفكري واختلاف هذا المناخ بالمغرب العربي؟: “بالنسبة إلينا بالمغرب اعتبرت فلسطين محكًا حقيقيًا لامتلاك الوعي بأسئلة الكرامة وحرية الأرض، لهذا تجد الشارع المغربي ينتفض بصغيره. كما هو ملاحظ أصبح الحضور المغاربي ملفتا للنظر عربيًا في المنتديات الثقافية ، بفعل طبيعة أطروحاته الفكرية السجالية، وطريقة تناوله للقضايا، والتي تعكس بعض مظاهر المناخ العام لتجربة الانتقال الديمقراطي بالمغرب. نحن في العالم العربي اشتغلنا كثيرا على صورة الآخر/ الأجنبي في وعينا وكتاباتنا، ولكننا لم نشتغل على صورتنا عند بعضنا نحن العرب، لهذا فكثير من الصور حول بعضنا تأتي عبارة عن ردود فعل من ممارسات سياسية لا تتدخل  غالبا  الشعوب في إقرارها. وهذا ما أعاق التواصل الفكري والإبداعي بين المغرب والمشرق.

أعتبر أن التواصل المغاربي المشرقي ينبغي أن ينبني على مبدأ الشراكة في إغناء المشهد الثقافي العربي بإمكانيات كل منطقة على حدة، وعلى مبدأ الحوار الذي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال اعتراف كل طرف بإمكانيات الآخر، وأيضا تجاوز مفهوم المركزية التي نراها تتلاشى في وعي الأجيال الراهنة لأنه مفهوم غير منتج يعمل على تعطيل إمكانيات المنطقة العربية ككل”.

إبراهيم اليوسف..

ويقول الكاتب الكردي السوري “إبراهيم اليوسف” مجيبا عن سؤال “اللحظة الفارقة، سحر التفتق الإبداعي الأول، أو شرارة الإبداع في مجال الشعر، هل يمكن لك أن تصف لنا عناقكم الأول بالشعر وكأنكم قد دخلتم في حبكم الأول؟ : “هي حقًا لحظة تكاد تكون عصية على الوصف، لأنها اللحظة التي تعد انسكانًا في صميم الحالة الشعرية، لاسيما عندما يكون هناك وعي بأهمية المنجز الشعري، وهو لما يزل، مرتبطًا إلى الروح، بحبل مشيميته، ما يحيل الشاعر إلى مجرد مردد، وشاهد لما يراه، ويكاد لا ينفصل عنه البتة.

أوافقك هنا الشعر معادل الحب، بل إنه الحب ذاته، ولهذا فإن شعراء الحب منذ أوفيد وإلى آخر شاعر يكتب قصيدة الحب، يجدون في الشعر ما يوازن أرواحهم، ويوفر لهم أسباب الاستمرارية، أنى نالت المتاعب من أرواحهم المتأججة.

ثمة متعة كبرى، أو لذة كبرى، قد تسمى ب “لذة الإبداع”  يستشعرها المبدع على حقيقتها، وهو يقرأ قصيدته على أول من يلتقيه، ويتأجج هذا الوهج، كّلما توسعت دائرة متلّقيها، من دون أن ينقطع خيط انجذابه إليها، وتفاعله معها، ما دامت قادرة على الحفاظ على ألق ديمومتها”.

كريم مروة..

يقول “كريم مروة” الكاتب والمفكر الشهير إجابة عن سؤال برأيكم ما هي عوامل وأسباب إخفاق الثورات العربية حتى اليوم من تحقيق الأهداف التي خرجت الشعوب

العربية من أجلها وهي الحرية والكرامة والقضاء علي الفساد والاستبداد؟

: ” قبل الإجابة عن السؤال أن أؤكد على الأهمية التاريخية للثورات العربية. فهي، في نظري، حدث العصر بامتياز، وهو موقف عندي من الثورات عبرت عنه في الكثير من المناسبات، مقالات ومحاضرات وندوات وأحاديث في وسائل الإعلام اللبنانية والعربية.

وإذ أشير إلى ذلك فلكي أعارض مواقف الذين بدأوا ينعون الثورات من جراء ما آلت إليه بفعل الرد الهمجي عليها من قبل أنظمة الاستبداد التي قامت الثورات لإسقاطها والتحرر من الآثار المدمرة التي خلفتها في بلداننا، إضافة إلى الرد الهمجي الآخر المتمثل بالحركات السلفية التكفيرية التي تسيء إلى الإسلام بإعلان انتمائها إليه وإلى أحكامه، وأود أن أذكر الذين ينتقدون الثورات وينعونها، ويصفها البعض منهم بأسوأ الصفات، بأن الثورة الفرنسية التي هي واحدة من أكبر الثورات التي عرفها تاريخ البشرية، أسوة بالثورة الاشتراكية، قد واجهت حين قامت من داخلها أ ولا، ثم من خارجها بما كان يتناقض معها ومع أهدافها، لكن شعاراتها التي أطلقتها لدى قيامها ظلت تترك تأثيراتها على مدى القرنين اللذين أعقبا قيامها.

استنادًا إلى هذا التاريخ الذي أشير إليه عن مسار الثورات أقول في الجواب عن السؤال أن من الخطأ الحكم على الثورات العربية المعاصرة بأنها أخفقت، وأن الشعارات التي أطلقتها ذهبت مع الريح. كلا. ففي رأيي فإنها قد فتحت بقيامها الأبواب مشرعة على مستقبل جديد مختلف لبلداننا.

ويؤكد ما أقوله هذا الرد الهمجي عليها الذي يشير إلى الرعب مما بشرت ووعدت به الثورات. لننظر إلى ما يفعل الطغاة والظلاميون في الرد على الثورات. الطغاة يقولون ما معناه “نحن أو لا بلد”!. والظلاميون يقولون بلغتهم أن “الظلامية هي البديل من أفكار التنوير!” يستحيل أن تعود البلدان العربية إلى ما قبل الثورات. فما بعدها شيء وما قبلها شيء مختلف. والثوار الذين أعلنوا بالدم أنهم لم يعودوا يقبلون في العيش كما كانوا سابقًا أسرى القهر والظلم والظلام والظلامية في ظل أنظمة الاستبداد، لن يسمحوا بالعودة إلى ذلك الماضي البائس.

التغيير قادم حتمًا. لكن التغيير، كما عبرت عن ذلك الثورة الفرنسية والثورة الاشتراكية في روسيا، هو دائمًا صعب، ولا يتم إلا بكلفة باهظة وعلى مراحل. وهذا ما نشهده في أيامنا هذه. وقد بدأت تباشير التغيير، وإن بمستويات متواضعة، تبرز للعيان في تونس أولا، ثم في مصر. لكن التجربة في البلدين هي البداية. وهي بداية صعبة ومعقدة.

وستليها مراحل من النضال متعددة المستويات من حيث التكلفة والإنجازات من أجل الوصول إلى المبتغى من الأهداف التي قامت من أجلها الثورات. وفي مطلق الأحوال فإن النضال سيظل هو الثابت من أجل الحرية للإنسان الفرد والإنسان الجماعة ومن أجل المساواة والعدالة والتقدم مجتمعة متحدة فيما بينها كأهداف. لكن شرط هذا النضال، الشرط الضروري والدائم، هو الوعي والعقلانية والواقعية، واحترام المراحل وعدم القفز فوقها.

وهو الشرط الذي لا يكتمل إلا عندما تتكون في النضال من أجل هذه الأهداف، القوى ذات المصلحة في تحقيقها، وتتكون القيادة الديمقراطية المتجددة لهذه الحركة”.

محمد سيف المفتي..

يقول الروائي العراقي المغترب “محمد سيف المفتي” إجابة علي سؤال “يلحظ في المشهد الأدبي العربي الراهن سواء في الوطن أو المهجركثرة النتاج الأدبي وبخاصة الرواية بحيث باتت الرواية الفن الأكثر سيادة وانتشارا عن الفنون الأخرى، هذه الظاهرة تحتاج إلى نقد مواكب لها، للأسف لا نجد ذلك النقد، ما رأيكم في هذه الملاحظة وما تأثير غياب النقد في المشهد الروائي الراهن؟

: “هذا سؤال يتعلق بحياتنا، بتاريخنا الحاضر وبحاجتنا إلى توثيق الفواجع التي نالت من بلداننا وهذه الأحداث هي نبع ودافع للكتابة، وبنفس الوقت حاجة إنسانية للتعامل مع جروح الإنسان النفسية وهذا حق إنساني، الإشكالية في النقد من وجهة نظري البسيطة أرى أن هذه التجارب الكثيرة بحاجة إلى صقل ولكي يتم صقل هذه المواهب نحن بحاجة إلى نقاد قادرين على رصد مواضع الضعف والقوة في فنون السرد وطرح آليات جديدة تدفع الكاتب لتطوير قدراته، من المؤسف أيضا أن الناقد العربي يستعمل في نقده ما تطرحه المدرسة الغربية وعليه سنبقى منبهرين بالنتاج الغربي لأننا ننطلق في نقدنا في الأدبي العربي من المنظار النقدي الغربي، في المحصلة النهائية نقيم الأعمال العربية بعيون الغرب.

فن الرواية الياباني لم يدخل العالمية إلا بعد أن استحدث أدوات نقدية من صنع المدرسة النقدية اليابانية، المنطقة العربية بحاجة ماسة لتطوير المدرسة النقدية واستخدام نقد النقد وإلا فستبقى الرواية العربية في محيطها بعيدًا عن العالمية”.

شخصيات ..

الكتاب في قسمة الثاني تناول شخصيات هامة في مجال الأدب والثقافة العربية لكنهم رحلوا عن عالمنا، تاركين تراثا ثريا وغنيا بإبداع لا ينسي.

وهم (ممدوح عدوان- كنوت هامسون- مارسيل بروست- لويس أرمسترونغ- شوشو-عباس محمود العقاد- نجيب محفوظ – حسن فتحي- عبد الله كوران- شهاب الغانم -برتولد بريخت- إبراهيم ناجي- غويا- علي محمود طه).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة