23 سبتمبر، 2024 2:25 م
Search
Close this search box.

التصعيد المتبادل بين “حزب الله” والاحتلال الإسرائيلي .. هل يواجهه مجلس الأمن بالقرار “1701” ؟

التصعيد المتبادل بين “حزب الله” والاحتلال الإسرائيلي .. هل يواجهه مجلس الأمن بالقرار “1701” ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

ردًا على الضربات الإسرائيلية المتتالية على “لبنان”؛ أكد نائب الأمين العام لـ (حزب الله)؛ “نعيم قاسم”، الأحد، أن التنظيم دخل في مرحلة جديدة من القتال مع الاحتلال الإسرائيلي، عنوانها معركة (الحساب المفتوح)، وذلك بعد اغتيالها قادة قوة (الرضوان)، وحدة النخبة في الحزب.

وفي كلمة ألقاها خلال تشييع قائد القوة؛ “إبراهيم عقيل”، في ضاحية “بيروت” الجنوبية، قال “قاسم”: “دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها معركة (الحساب المفتوح)”.

وأضاف: “لن توقفنا التهديدات.. ومستعدون لمواجهة كل الاحتمالات العسكرية”، مشيرًا إلى أن الحل العسكري: “يُزيد مأزق إسرائيل وسكان الشمال”.

وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، قد أعلن أن الدولة العبرية وجّهت: “سلسلة من الضربات لـ (حزب الله)”.

وتأتي تصريحات “نتانياهو”؛ في ختام أسبوع شهد تفجير أجهزة اتصال للحزب على مدى يومين، في عملية منسوبة لـ”إسرائيل”، وضربة جوية قرب “بيروت” أدت إلى مقتل عدد من قياديي وحدة النخبة لقواته، وضربات جوية مكثّفة لأهداف تابعة للتنظيم في جنوب “لبنان”، السبت.

رد أولي على تفجيرات “البيجرز”..

وفي رد الحزب؛ أطلق أكثرَ من: (100) صاروخ على منطقة أوسع وأعمق في شمال “إسرائيل”، سقطَ بعضُها قربَ مدينة “حيفا”، بينما ردّت “إسرائيل” بمئات الضربات على جنوب “لبنان”.

(حزبُ الله) أعلن قصفه مُجمعات الصناعات العسكرية ‏لشركة (رفائيل)؛ المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية، والواقعة في منطقة “زوفولون” شمال ‏مدينة “حيفا”.

وأضافَ الحزب أنّ الموقعَ تم قصفُهُ بعشرات الصواريخ من نوع (فادي-1) و(فادي-2) والـ (كاتيوشا)، في إطار رده الأولي على تفجيرات أجهزة (البيجرز) واللاسلكي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين.

وكان الحزب أعلن استهداف قاعدة (رامات ديفيد) الجوية الإسرائيلية؛ للمرة الثانية، بعشرات الصواريخ.

وفي “كريات بياليك”؛ شمال “حيفا”، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوقوع عدة إصابات من جراء سقوط صواريخ في البلدة.

قصف إسرائيلي لأهداف تابعة للحزب..

جيش الاحتلال الإسرائيلي في المقابل قصفَ أهدافٍ تابعة لـ (حزب الله)؛ بما في ذلك، منصات إطلاق ومنشآتٍ عسكرية في عشراتِ المناطق جنوبي “لبنان”.

وتعهّدَ الجيش في بيانه بمواصلةِ تصعيدِ الضربات ضدّ البُنى العسكرية للحزب وعناصره.

وأكّدَ أنّ التشكيلات الدفاعية للجيش للإسرائيلي في حالة جهوزية عالية لإحباط أي تهديدات.

هذا وأعلنت “وزارةُ الصحة” اللبنانية عن استشهاد شخص وجرح آخر في غارة إسرائيلية على بلدة “عيترون” جنوبي “لبنان”.

وأفادت مصادر لبنانية بأنّ عدد الضربات الإسرائيلية على الجنوب تجاوزت الستين غارة؛ منذ صباح الأحد.

بدوره نشر وزير الخارجية الإسرائيلي؛ “يسرائيل كاتس”، تغريدة على موقع (إكس)، علق فيها على تلك التطورات متدعيًا؛ إن “حسن نصر الله” يُحرق “لبنان” من أجل حركة (حماس) في “غزة”.

عمليات “كوماندوز” أو عمليات نوعية..

وبعد التصعيد المتبادل؛ توقع الخبير العسكري والاستراتيجي؛ العميد “مارسيل بالوكجي”، تطور شكل الاشتباكات في الأيام المقبلة عقب استخدام الصواريخ النوعية، في إشارة إلى إعلان (حزب الله) استخدام صواريخ (فادي-1) و(فادي-2)، في الهجوم على أهداف عسكرية إسرائيلية.

وقال الخبير العسكري؛ إن: “الفترة المقبلة ستشهد قيام أحد الطرفين أو كليهما، بعمليات (كوماندوز) أو عمليات نوعية، تضع نصب عينيها بعض الأهداف”، مشيرًا إلى أن (حزب الله) قد يُفكر في فتح جبهة جديدة على “الجولان” السوري المحتل، لـ”إرباك إسرائيل”، إلا أنه استبعد نجاح تلك المناورة، بسبب: “التمركز الدفاعي الإسرائيلي القوي على تلك الجبهة”.

تغيّر باتجاه الحرب الشاملة..

في السيّاق نفسه؛ قال المحلل السياسي اللبناني؛ “عبدالله نعمه”، إن المواجهات بين الطرفين تتجه نحو التصعيد أكثر فأكثر، مشيرًا إلى أن: “قواعد الاشتباك قد تغيّرت باتجاه الحرب الشاملة”.

بدوره؛ قال الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي اللبناني؛ العميد “يعرب صخر”، إن “إسرائيل” تعمل الآن على تعميق الحد الفاصل مع الجنوب اللبناني، الذي أصبح بعُمق (05) إلى: (07) كيلومترات من: “الأرض المحروقة”.

وأوضح أن “إسرائيل” تعمل على خلق مساحة آمنة في الجنوب اللبناني، لإعادة سكانها إلى الشمال، مشيرًا إلى أنها (تل أبيب): “استطاعت خلق واقع جديد تُلزم به كل الأطراف؛ وحتى أميركا، لإيجاد مخارج تسوية لتطبيق القرار الدولي (1701) القاضي بإخلاء منطقة الجنوب اللبناني بعُمق أربعين كيلومترًا حتى شمال الليطاني من كل المظاهر المسلحة”.

تطبيق القرار “1701” ..

وبحسّب المحلل السياسي اللبناني؛ “عبدالله نعمه”، فإن التصعيد المتبادل، يستدعي الضغط لتطبيق قرار (1701) ولو بالقوة.

وكان “مجلس الأمن الدولي” تبنى بالإجماع القرار (1701)؛ الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية في “لبنان”، ويُطالب القرار (حزب الله) و”إسرائيل” بالوقف الفوري لكل الهجمات والعمليات العسكرية. ودعا الحكومة اللبنانية لنشر قواتها المسلحة في الجنوب بالتعاون مع قوات (اليونيفيل).

وبحسّب ادعاءات المحلل السياسي اللبناني؛ فإن اللبنانيين يشعرون بأن “إيران” دفعت بـ (حزب الله) إلى الجبهة: “وتركته وحيدًا يدفع الثمن”، لافتًا إلى أنه على كل القادة السياسيين في “لبنان” أن يكونوا يدًا واحدة، “ضد الاعتداءات الإسرائيلية”.

مزيج من الحروب..

يرى الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي اللبناني؛ العميد “يعرب صخر”، أن التصعيد بين (حزب الله) و”إسرائيل” يُعد مزيجًا بين حروب الجيل الخامس، التي ترتكز على الحروب السيبرانية والإلكترونية والاغتيالات وزرع الفوضى، وحروب الجيل الرابع التي يستخدم فيها القصف المتبادل.

محاولة لإعادة الثقة..

وبحسّب العميد “يعرب صخر”؛ فإن رد (حزب الله)؛ اليوم: “محاولة لاستعادة الثقة مع مقاتليه بعد انهيار المعنويات، بسبب العمليات النوعية السيبرانية التي حدثت منذ عدة أيام”، مشيرًا إلى أن توسيع مدى الأهداف يرسل رسالة مضمونها أنه لا زال موجودًا.

وأوضح أن “إيران” تبذل أقصى ما تستطيع كي تتجنب الدخول في الحرب، لأنها تحت الضغط الأميركي والحشود التابعة لـ”الولايات المتحدة” القريبة منها.

وأوضح الخبير العسكري؛ أن “إسرائيل” بحاجة إلى إثبات انخراط “إيران” بشكلٍ مباشر في الحرب، ليمنحها ذريعة للتصعيد أكثر فأكثر وضرب أهداف بعُمق “لبنان” لتحقيق أهدافها وسياستها التي رسمتها من أجل إعادة السكان إلى المستوطنات.

“نتانياهو” يضع “إسرائيل” تحت النار..

من جهته؛ يرى الكاتب والباحث السياسي؛ “حسن الدر”، أن: “كل الضغط على (حزب الله)؛ الأسبوع الماضي، حتمًا كان يتوجب ردًا يوصل من خلاله رسالة لإسرائيل”.

مضيفًا أن رد (حزب الله) محسّوب ومدروس على قاعدة هي الأكبر في “إسرائيل”؛ وعلى مجمع الصناعات الإسرائيلية التابع لشركة (رافائيل)، وأن الهجمات التي استهدفت الحزب كفيلة بالتأثير على جيش بأكمله.

كما أن رد (حزب الله) محسّوب حتى لا تتوسع الحرب أكثر وتطال المدنيين.

وأعاد الحزب تعيّين قادة مكان القادة الذين تم استهدافهم في الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

وإذا كان هناك (100) ألف مستوطن نازح اليوم؛ فإن استمرار “نتانياهو” بسياسته سيضع “إسرائيل” كلها تحت النار.

لافتًا إلى أن (حزب الله) يُطالب بما يطلبه العالم كله بوقف الحرب في “غزة”، وأن ضربات الأحد جاءت ردًا على ضربات يوم الثلاثاء والأربعاء، ومدى الردود لايزال مفتوحًا.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة