21 سبتمبر، 2024 4:42 م
Search
Close this search box.

“أنا مجرد وسيط” .. سيدة “البيجرز المتفجرة” ترد على فضائحها وتقارير غربية تلمعها بسيرة ذاتية “مصطنعة” !

“أنا مجرد وسيط” .. سيدة “البيجرز المتفجرة” ترد على فضائحها وتقارير غربية تلمعها بسيرة ذاتية “مصطنعة” !

وكالات- كتابات:

ما تزال المعلومات التي تتعلق بـ”كريستيانا بارسوني أرسيدياكونو”، السيدة الهنغارية التي ارتبط اسمها بتفجيرات أجهزة (البيجرز) في “لبنان”، يوم الثلاثاء الماضي، والتي طالت عناصر في جماعة (حزب الله) اللبنانية، تخرج تباعًا رُغم محاولات اختفائها والابتعاد عن الرد للصحافيين وتمسكها ببراءتها من تلك الصفقة.

ووفق (رويترز)؛ فإن “كريستيانا” تبلغ من العمر: (49 عامًا)، وتحمل الجنسيتين الإيطالية والهنغارية، وتتحدث (07) لغات، وحاصلة على درجة الدكتوراه في فيزياء الجسيمات، وشقتها في “بودابست” مليئة بلوحات من رسمها، وتتضمن مُسيّرتها المهنية أعمالاً إنسانية أخذتها إلى أنحاء “إفريقيا وأوروبا”.

اختفاء مريب..

وبعد الكشف عن أن شركة (بي. إيه. سي كونسالتينغ) للاستشارات؛ التي تشغل “كريستيانا” منصب الرئيسة التنفيذية والمالكة لها، هي التي لديها رخصة تصميم أجهزة (البيجرز) من شركة التصنيع الأساسية التايوانية؛ (غولد أبوللو)، قالت المرأة لقناة (إن. بي. سي نيوز)، إنها لم تُصنع تلك الأجهزة؛ وإنها: “مجرد وسيطة”، مضيفة: “أعتقد أنكم فهمتم الأمر على نحو خاطيء”.

ومنذ ذلك الحين؛ لم تظهر “كريستيانا” علنًا مرة أخرى، ويقول جيرانها إنهم لم يروها كما بقيت رسائل تطلب منها التعليق دون رد، حتى شقتها في بناية قديمة بـ”بودابست” أُغلقت، وفق (رويترز).

شخصية مريبة..

ونقلت (رويترز) عن أحد معارفها ممن تعرفوا عليها مثل آخرين في مناسبات اجتماعية في “بودابست”، وطلب عدم ذكر اسمه، قوله إنها بدت مثل شخص: “يسهُل استخدامه”.

وأضاف: “حسنة النية، وطباعها لا تُشبه رجال وسيدات الأعمال. أقرب لشخص يُحاول دائمًا تجريب أمر جديد، ويؤمن بسرعة بالأمور ويتحمس لها”، مشيرًا إلى أنها كانت تبحث عن مصدر دخل لأنها أرادت ترك وظيفة أخرى.

وعيّن “كيليان كلاينشميت”؛ وهو مدير سابق مخضرم في مجال الإغاثة الإنسانية في “الأمم المتحدة”، “كريستيانا” في 2019، لإدارة برنامج ممول من “هولندا” لمدة ستة أشهر لتدريب الليبيين في “تونس” على مجالات مثل الزراعة المائية وتكنولوجيا المعلومات وتنمية الأعمال، لكنه وصفها بأنها مديرة: “متنمرة” وقال إنه استغنى عنها قبل انتهاء عقدها.

وقال “كلاينشميت”؛ لـ (رويترز): “كريستيانا.. أعتقد أنها كانت أحد أكبر أخطاء حياتي… الأمر ببساطة كان بغيضًا على المستوى الشخصي… ثم في وقت من الأوقات قلت كفى. ربما كان يجب أن أفعل ذلك بسرعة أكبر. قلت هذا يكفي واستغنيت عن خدماتها قبل شهر من انتهاء عقدها”.

ولم ترد “كريستيانا” على مكالمات ورسائل بريد إلكتروني من (رويترز)؛ ولم يكن هناك أحد في شقتها عندما زارتها الوكالة في وسط “بودابست”.

وقالت امرأة تعيش في ذات البناية منذ عامين؛ إن “كريستيانا” كانت مقيمة بالفعل هناك عندما جاءت هي إلى المبنى، ووصفتها بأنها طيبة وهادئة لكنها تتواصل كثيرًا مع آخرين.

ويقول منظم مجموعة للرسم إنها مارست تلك الهواية ضمن نادٍ في “بودابست”، لكنها لم تحضر إليه منذ نحو عامين، وأضاف أنها بدت تُشبه سيدة أعمال أكثر منها فنانة، لكنها كانت متحمسة ومنفتحة.

سيرة ذاتية مزيفة ومصطنعة !

وحسّبما ذكر أحد زملائها في الدراسة؛ فإن “كريستيانا” نشأت في أسرة ببلدة “سانتا فينيرينا”، في شرق “صقلية”، لأب عامل وأمها ربة منزل وكانت تذهب لمدرسة ثانوية قريبة من منزلها، ووصفها ذلك الزميل بأنها كانت متحفظة للغاية في فترة شبابها.

وفي العقد الأول من القرن الحالي، حصلت “كريستيانا” على درجة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة (كوليدج لندن) ولا تزال أطروحتها عن “البوزيترونات” متاحة على موقع الجامعة، لكن يبدو أنها غادرت الجامعة دون أن تواصل مسّيرتها العلمية.

وذكر “أكوش توروك”؛ وهو عالم فيزياء متقاعد كان أحد أساتذتها في جامعة (كوليدج لندن) ونشر أبحاثًا معها في ذلك الوقت، لـ (رويترز) عبر البريد الإلكتروني: “على حد علمي لم تشرع في أي عمل علمي منذ ذلك الحين”.

وفي سيرة ذاتية على موقع (بي. إيه. سي كونسالتينغ)، وصفت “كريستيانا” نفسها بأنها: “عضو مجلس إدارة في معهد (إيرث تشايلد)”، وهي مؤسسة خيرية تعليمية وبيئية في “نيويورك”.

وتحدثت “دونا غودمان”، مؤسسة المعهد، لـ (رويترز) قائلة إن “كريستيانا” لم يكن لها أي دور هناك على الإطلاق، مضيفة: “لقد كانت صديقة لأحد أصدقاء عضو بمجلس إدارة واتصلت بنا بخصوص وظيفة شاغرة في 2018، لكن لم تتلق دعوة للتقدم للعمل”.

وتُشير السّيرة الذاتية أيضًا إلى عملها في وظيفة “مديرة مشاريع” في “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”؛ في 2008 و2009، وتنظيمها مؤتمرا للأبحاث النووية، إلا أن الوكالة قالت إن سجلاتها تُشير إلى “كريستيانا” تدربت هناك لمدة ثمانية أشهر.

ولم يُقدم الموقع الإلكتروني لشركة (بي. إيه. سي كونسالتينغ)؛ الذي أغلق بنهاية هذا الأسبوع، تفاصيل تذكر عن أعمالها الفعلية في “هنغاريا”.

وكتبت “كريستيانا”؛ في سيّرتها الذاتية: “أنا عالمة أستخدم خلفيتي المتنوعة للغاية للعمل في مشاريع متعددة التخصصات لاتخاذ قرارات استراتيجية”.

وأضافت: “بفضل المهارات التحليلية واللغوية والشخصية الممتازة، أستمتع بالعمل والقيادة في بيئة متعددة الثقافات حيث يحظى التنوع والنزاهة والفكاهة بالتقدير”.

و”كريستيانا” ليست مجرد اسم في عالم العلم والسياسة. وُلدت في “المجر”، وتلقت تعليمها في أفضل المؤسسات الأكاديمية في “لندن”، إذ درست ميكانيكا الكم والسياسة الدولية، واستطاعت أن تبني سمعة مرموقة بفضل مسّيرتها الأكاديمية التي كانت استثنائية بمقاييس كثيرة.

وعملت على مواضيع شائكة، مثل إدارة الكوارث وسياسات المناخ، مما جعلها شخصية محورية في مجال الإستراتيجيات الدولية.

وعلى الرغم من سيرتها الذاتية اللامعة، تحولت مسيرة “كريستيانا” بسرعة إلى مسار غير متوقع، فقد أصبحت مديرة تنفيذية لشركة (BAC Consulting)، الشركة التي أثيرت حولها الفضائح بسبب تورطها في تصنيع أجهزة نداء متفجرة استخدمتها (حزب الله).

ورغم أن “كريستيانا” تُصر على أنها كانت مجرد وسيط، فإن هناك أصابع تشير إليها كمحرك أساس في هذه العمليات المثيرة للجدل.

إتقان “كريستيانا” سبع لغات، بما في ذلك الروسية والإيطالية، ساعدها على التنقل بسهولة بين الثقافات وهياكل السلطة المختلفة.

وكان لها حضور قوي في العديد من المؤسسات العالمية، مثل (اليونسكو) و”المفوضية الأوروبية”، إذ عملت على مشاريع حساسة تتعلق بالسياسة والمناخ.

مع ذلك، فإن براعتها وموهبتها في التعامل مع تعقيدات العلاقات الدولية والعلوم لم تشفع لها، بل أضافت مزيدًا من الغموض حول نواياها الحقيقية.

وفي أيلول/سبتمبر 2024، اندلعت فضيحة كبيرة حول تورط شركة (BAC Consulting) في توفير أجهزة نداء متفجرة استُخدمت ضد (حزب الله).

فضيحة (البيجرز”..

أكدت التقارير أن هذه الأجهزة كانت مصممة لتنفجر عند تلقي رسائل مشفرة، مما تسبب بمقتل وإصابة مئات المقاتلين. تم اتهام “كريستيانا” بأنها كانت على علم بجميع تفاصيل هذه العمليات، وأنها استخدمت براعتها العلمية لخدمة أهداف مدمرة.

رغم كل هذه الاتهامات، ظلت “كريستيانا” متمسكة ببراءتها.

وصرحت في مقابلة مع وسائل إعلام أميركية: “أنا لا أصنع أجهزة النداء. أنا مجرد وسيط”.

مع ذلك، فإن التحقيقات المستمرة والتقارير الصحافية لم تترك لها مساحة كبيرة للدفاع عن نفسها. تم ربط اسمها بشبكة معقدة من التجسس والعمليات العسكرية، ما أدى إلى سقوطها من قمة المجد إلى حضيض الفضائح.

ما زالت هناك العديد من التساؤلات حول حقيقة دور “كريستيانا بارسوني أرسيداكونو”. هل كانت فعلاً مجرد عالمة لامعة استُدرجت إلى لعبة خطيرة، أم أنها كانت تدير مؤامرة معقدة بتوجيه من قوى كبرى ؟ هل كانت شركتها مجرد واجهة لعمليات سرية، أم أنها وقعت ضحية مؤامرة أكبر منها ؟.. بحسب ما تحاول ترويجه الآلة الدعائية الأميركية لتلميع شخصيتها بعض الشيء بعد فضح “كريستيانا” كعميل “مصطنع” من قبل جهاز (الموساد) الإسرائيلي كما أكدت تقارير بمعلومات مؤكدة ترجع حتى للاستخبارات الأميركية والصهيونية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة