18 ديسمبر، 2024 11:00 م

كيفَ تضحى ” الضاحية ” هكذا .؟

كيفَ تضحى ” الضاحية ” هكذا .؟

على الرغم من الأهمية الإستثنائية و ” الصاروخية ” التي كان يحظى بها القائد العسكري البارز في حزب الله – ابراهيم عقيل – الذي اغتيل يوم امس الجمعة مع عددٍ من القياديين الآخرين , ( بالإضافة الى مقتل واصابة العشرات من المدنيين ) في المبنى الذي تواجدَ فيه ” عقيل ” , لكنّ الأمر أشدّ اهميةً وخطورة من فقدان الحزب لهذا المسؤول الرفيع المستوى , ومحاولة تعويضه في المدى المنظور .! ,

   هنالك درجتان ” على الأقل ” من الخطورة الساخنة لما حدثَ في ” الضاحية “, ولعلّ كلّ من هذه الدرجتين اخطر من الأخرى او بموازاتها من زاويةٍ أمنيّة , فقد كشفت آخر الأخبار أنّ اجتماعاً عسكرياً – أمنيّاً ” برئاسة ابراهيم عقيل ” كان ينعقد في احدى الطوابق السفلى ” لهذا المبنى المُشخّص ! ” ويضمّ قياديين عسكريين من الحزب < وتشير انباءٌ اخرى لم يتمّ التأكد من دقّتها عن وجود خبراء ايرانيين في ذلك الأجتماع > , وهذا ما يدفع لتدافع سلسلةٍ من التساؤلات الحادّة عن الضرورة القصوى المفقودة لعقد هذا الإجتماع وتواجد ” عقيل ” في غير هذا المبنى وبمكانٍ ابعد ومُموّه ولا يلفت الأنظار ويبعد احتمالات المراقبة , والتحرّي المسبق عن هكذا مكانٍ مفترض وبكل وسائل وآليّات التمويه وفق مصطلح ” الغش والخداع ” العسكري المعروف على صعيد كلّ الجيوش والأجهزة الأستخبارية في العالم ..

   ما تسبّبَ بذهولٍ لم يسبقه هكذا ذهول على مستوى الشارع العربي برمّته , وبما يصدم الرؤى والأفكار وبما يفوق اية صدَماتٍ اخرى ” وفي معظم ربوع لبنان ” , هو عدم إخلاء حزب الله لمنطقة ” الضاحية ” من كلّ مَن ينتسب للحزب او له علاقةً ما فيه , مع أخذٍ بأعتبارٍ خاصّ أنّ هذا المنطقة ( حتى من قبل بدء الحرب منذ نحوِ سنةٍ من القتال مع الأسرائيليين , والتي تعرّضتْ اثناءها لعمليات قصفٍ واغتيالاتٍ محددة ومختارة لبعض رموز الحزب ) , حيث ” الضاحية ” وموقعها وإسمها وصورها وتفاصيل جزئياتها وأزقّتها معروفة هي اشهر شهرة من نارٍ على علم ! للقاصي قبل الداني , وحتى قبل معلومات الموساد الإسرائيلي عنها .!

إنّها سذاجةٌ مفرطة في الإسراف للجهاز الأمني لحزب الله (ولا نوّد استخدام مفردةٍ اخرى بهذا الصدد ! ) , بل هذه السذاجة الأمنيّة المُبسّطة تشمل اعلى قيادات الحزب وما يعقبها وبكافة التسلسلات , ولعلّ الأغرب غرابةً في ذلك أنّ هذهنّ القيادات الأمنية في الحزب لم تحاول الإستفادة من أيّ عمليات اغتيالاتٍ وقصف سابقة للطيران الأسرائيلي لبعض قياديين ورموزٍ بارزة حدثت داخل منطقة الضاحية هذه , وهل الأمر يتطلب بعض الذكاء .!

  من المفارقات الأخريات , فقد بدا أنّ الأجهزة الإستخبارية الإسرائيلية تُوْلي اهميّةً خاصة لإغتيال ” ابراهيم عقيل ” اكثر ممّا يتطلّب من حزب الله الحفاظ والمحافظة عليه .!

لا نجدُ هنا ايّة دواعٍ تستدعي للقول أنّ على الحزب إعادة النظر في هيكلية جهازه الأمني الخاص والبحث المتعمّق عن ثغراتٍ أمنيّةٍ ما قادت لهذه الإختراقات ” ويترآى أنّ ما حدث من هذه الأحداث والحوادث فإنما اوّل ما يُنسب له هو وجود ودسّ واندساس عملاء وجواسيس محتملين جداً في صفوف الحزب , وإلاّ لَما كانَ لإسرائيل الحصول على هذه المعلومات التفصيلية الدقيقة , لترسل طائرة F – 35 المتطوّرة لتنفيذ عملية الإغتيال , وحتى استغنائها عن ال F -16

ومشتقاتها ومرادفاتها الأخريات من المقاتلات والقاصفات .! … هنالك حالة أمنيّة فائقة التعقيد تقنيّاً واستخباراتياً للحزب , وتتطلّب وقتاً يصعب تقديره وتخمينه , وهو ما له علاقة ستراتيجية بتطورات المعركة , وتكمن هنا اهمية الإستباق المفترض .!!