23 ديسمبر، 2024 3:27 م

خطأ فادح .. “البيجر” حصان طروادة الذي خدع “حزب الله” !

خطأ فادح .. “البيجر” حصان طروادة الذي خدع “حزب الله” !

وكالات- كتابات:

كانت أجهزة النداء أو الاستدعاء؛ (بيجر)، التي اعتمدها (حزب الله)، تهدف إلى توفير تدابير أمنية وحماية من التنصت الإسرائيلي.

لكنها تحولت إلى “حصان طروادة” قاتل، وفق تقرير لصحيفة (تلغراف) البريطانية.

فبعد تعرضه لسلسلة من عمليات الاغتيال؛ التي طالت كبار عناصره خلال أشهر من الحرب المنخفضة المستوى مع “إسرائيل”، أمر (حزب الله) مقاتليه؛ هذا الصيف، بالتخلي عن هواتفهم المحمولة. فقد كان من السهل جدًا تعُقبها واختراقها من قبل قراصنة جيش الاحتلال الإسرائيلي. بدلاً من ذلك، اقتصرت الاتصالات على وسائل أكثر تقليدية.

خطأ فادح..

في تموز/يوليو 2024؛ قالت مصادر في (حزب الله)، لوكالة (رويترز)، إن الاتصالات ستقتّصر على أجهزة (بيجر)، التي تعود إلى ثمانينيات القرن العشرين، دون أي من نقاط الضعف الموجودة في الهواتف الذكية. وتم شراء آلاف من أحدث وأكثر النماذج أمانًا وتوزيعها بشكل مناسب على كبار المقاتلين والمسؤولين والحلفاء. عصر يوم الثلاثاء، تبيّن أن هذا كان خطأ فادحًا. ففي الساعة 3.45 بعد الظهر بالتوقيت المحلي، انفجرت آلاف أجهزة النداء الآلي في آلاف الجيوب بشكلٍ متزامن.

بحلول وقتٍ مبكر من المساء؛ تأكد مقتل: (09) أشخاص على الأقل وإصابة: (2750) آخرين. وقال وزير الصحة اللبناني؛ “فراس أبيض”، إن: (200) منهم في حالة حرجة. وذكرت التقارير أن الجرحى كانوا مدنيين ومقاتلين من (حزب الله)، وحتى سفير “إيران” في “لبنان”، بالرغم من أنه لم يتسّن التحقق من صحة التقارير على الفور.

“اعتقدناه إطلاق نار عشوائيًا” !

في أحد متاجر الخضار؛ وصل رجل في منتصف العمر إلى منضدة العنب عندما انطلقت سحابة دخان من بطنه. سقط على الأرض صارخًا ومصابًا بجروح بالغة بسبب الانفجار الذي خرج من جيبه أو حقيبته أو حزامه. وقفز الشاب الذي كان يخدمه بعيدًا بشكل غريزي.

في حديث إلى صحيفة (نيويورك تايمز)؛ قال صاحب ملحمة من “حي البسطة”؛ في “بيروت”، إنه كان في الملحمة عندما سمع انفجارات، ورأى رجلاً في العشرينات من عمره يسقط عن دراجة نارية. وأضاف: “كنا جميعًا نعتقد أنه أصيب من إطلاق نار عشوائي. ثم بعد بضع دقائق، بدأنا نسمع عن حالات أخرى. وكان الجميع يحملون أجهزة نداء”.

في غضون دقائق، تدفقت سيارات الإسعاف عبر “بيروت”. نقل العديد من الجرحى الذين كانوا يصرخون من الألم إلى المستشفى على دراجات نارية. وأفاد أطباء أن الجرحى كانوا ملطخين بالدماء على أيديهم ووجوههم وعيونهم.

أكبر خرق أمني..

قالت وكالة أنباء (فارس) الإيرانية إن السفير الإيراني في بيروت؛ “مجتبى أماني”، أصيب بجروح سطحية، وكان تحت المراقبة في المستشفى.

وقال وزير الإعلام اللبناني؛ “زياد مكاري”، إن الحكومة أدانت تفجير أجهزة النداء ووصفته بأنه: “عدوان إسرائيلي”، وألقى (حزب الله) اللوم على “إسرائيل” في تفجيرات أجهزة النداء، وقال إنها ستلقى: “عقابها العادل”.

رفض المسؤولون الإسرائيليون التعليق. ووصف أحد مسؤولي (حزب الله)؛ في حديثه لـ (رويترز)، الأمر بأنه: “أكبر خرق أمني” عانت منه الجماعة في عام من الصراع مع “إسرائيل”.

وقالت قوى الأمن الداخلي اللبنانية؛ إن أجهزة اتصالات لاسلكية تم تفجيرها في جميع أنحاء البلاد، وبخاصة في الضاحية الجنوبية لـ”بيروت”، معقل (حزب الله).

هجوم سيبراني شامل..

في عالم اليوم المهووس بالتكنولوجيا؛ تبدو فكرة وقوع نوع من الهجوم السيبراني الشامل الذي يتسبب بارتفاع درجة حرارة بطاريات أجهزة النداء أو تعطلها بطريقة ما فكرة معقولة. سيكون ملائمًا إدراك أن الأجهزة المحمولة لا تدمر مدى انتباه أصحابها فحسّب، بل يمكن أيضًا تحويلها إلى قنابل، وهو ما يتوافق مع روح العصر البائسة الحالية.

لحسن الحظ؛ تابع التقرير، من وجهة نظر المستخدمين العاديين لأجهزة النداء والإلكترونيات – ناهيكم عن مصنعيها – لا يبدو أن هذا هو ما حدث.

قال “آلان وودوارد”؛ خبير الأمن السيبراني في جامعة (سري) البريطانية: “لقد سمعت عن بطاريات (أيون الليثيوم) التي تشتعل تلقائيًا، ولكن جعل ذلك يحدث عند الطلب أمر مختلف تمامًا”.

ووافق على ذلك “هاميش دي بريتون غوردون”؛ خبير أسلحة كيميائية متقاعد من الجيش البريطاني: “إن حرائق وانفجارات بطاريات (الليثيوم) مشكلة عامة، لكن هذا يبدو أكثر من ذلك بقليل”.

وأضاف: “لا بد من أن يكون هناك نوع من (المسرع) لجعلها تشتعل بهذه الطريقة العنيفة – على الأرجح شكل من أشكال المتفجرات العالية، بشكلٍ محتمل: (10) غرامات من مادة (إتش. إم. إكس).

هذه المادة هي متفجر عسكري يستخدم على نطاق واسع. وتوقع “وودوارد” أن يكون الهجوم قد استخدم بشكل محتمل مادة (سي-4) وهي متفجر عسكري شائع آخر.

وهذا يعني بشكلٍ ضمني: “هجوماً عبر سلسلة التوريد”، حيث كان لدى الجناة – بشكلٍ شبه مؤكد أجهزة الأمن الإسرائيلية – إمكانية الوصول المادي إلى الأجهزة لتضمين المتفجرات.

ويبدو أن الأجهزة المتأثرة تضمنت أجهزة نداء: “متينة” طورتها شركة (غولد أبولو) التايوانية، وفق مراسلين في موقع الاستقصاء (بيلينغكات).

موقت للتفجير..

أبلغت مصادر أمنية؛ (رويترز)، أن الأجهزة تم شراؤها في الأشهر الأخيرة. وقال “وودوارد” إنه يمكن ضبط الشحنة بحيث تنطلق عند تلقي رسالة معينة، أو حتى توقيتها ببساطة للانفجار بموقت قديم الطراز.

من جهته، قال “كين مونرو”، مؤسس شركة الأمن السيبراني (كين تست بارتنرز): “إنني أميل بشدة نحو هجوم عبر سلسلة التوريد، حيث أن التسبب عن بُعد بانفجار بطارية بهذه الطريقة سيكون صعبًا جدًا”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة