22 نوفمبر، 2024 2:20 م
Search
Close this search box.

الرجوع الى العقل

تراودني نفسي ان اكتب عن المعترضين على تعديل قانون الاحوال الشخصية , ويمنعني عقلي ان اخوض مع هؤلاء لأني ارى{جميع } من اعترض على تعديل قانون الاحوال الشخصية يتحدثون في وسائل الاعلام بالعاطفة المنتمية لغير الاسلام. ويبدو انهم مسلمين. وبعيدا عن هؤلاء, سأخاطب عقول القراء والمستمعين, ولا يهمني راي وعاطفة أي كان .اخاطب بلهجة القران والحديث الشريف اللذين خلفهما رسول الله{ص} في امته.

الاوضاع الدائرة في وسطنا ان من يكون متعلما[ جزء قليل] من العلوم يعتقد انه تبوأ مقعد المشرع وعلى الناس كافة ان يسمعوا اليه لأنه فريد زمانه , وهو الوحيد من يعرف حقيقة الاشياء والنظم والقوانين التي تسعد البشرية , وتصل به الحال ان يصوب راي{الله والنبي والعصومين} هذه النفس البعيدة عن العقل لم تنظر الى الحوادث الدائر والاوضاع العلوية ولم يتعلمون مطلقا من التشريع السماوي فيما يخص التشريع بالأصل.

هؤلاء يتكئون على جهات هي اساسا معادية للإسلام والدين  الذي بدأ ينتشر رغم محاولات{علماء السياسة وفقهاء الاجتماعالاوربيين} الذين استخلصوا ان اسرع الطرق لأنهاء الاسلام في نفوس الناس هو الضرب على المنطقة الرخوة في عاطفة المجتمع . واعطاء دور اولي بديلا عن التشريع السماوي واختيار شعارات رنانة يمكن ان تصمد امام عظمة الخالق والانبياء والائمة . ولا اغالي اذا قلت ان الخطط الموضوعة عاطفية تدغدغ العواطف ــ كحقوق الطفل وحقوق المراة ــ وحق الانسان في اختيار الشريك لحياته ذكرا للذكر وانثى للانثى.

حين ارجع للعقل اجد{ كل هؤلاء} يتحدثون بدون يقين ينجي الانسان في دنياه واخرته. انما انصب الجهد عندهم على ملذات محرمة تنتهي وامنيات تزول. وما عند الله خير وابقى. وما يلفت الانتباه ان { كارتل المؤسسات وذيول السفارات} هم من قدموا خبرتهم للامة الاسلامية في تغيير قوانينها دون ان يطلب مسلم منهم استعانة بآرائهم . وهذا قمة الدكتاتورية والفوقية  والتسلط والتدخل في حرية معتقد الاخرين.

هناك  اديان وعبادات في مجتمعات يعبدون حيوانات وغرائز وعوامل كونية بعيدة عن الله تعالى لم نسمع يوما ان عبقريا اوربيا او عراقيا ومنظرا استاذا اومحامية تكلمت عن رايها في عبادة البقر وعبادة الشيطان وعبادة الفئران وعبادة الفروج  ولم يذكروا ابدا أي جهة تنكر واجب الوجود. اين عاطفتم واين علومكم..؟

هذا يؤكد مواقف مشاعركم مع الهة البهائم وموقفكم من الجهات التي تتعبد بتلك الديانات . واخيرا اخاطب “كل من له عقل.” هؤلاء من اين جاءوا ومن علمهم هذه العاطفة التي يروجونها الان  لضرب الاسلام .؟ انا متأكد تماما ان ما يقولونه هم اساسا غير مقتنعين فيه..!! قال تعالى:{ وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ}عبر عنهم القران ان منطقهم من نفوسهم وليس من عقولهم لان العقل اذا تعطل تعمل النفس.

أحدث المقالات