20 سبتمبر، 2024 12:26 ص
Search
Close this search box.

لماذا لا تريد “واشنطن” سحب قواتها من العراق ؟

لماذا لا تريد “واشنطن” سحب قواتها من العراق ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

في خطوة من شأنها إشعال المنطقة والداخل العراقي؛ أجل الجانب الأميركي أي خطوات بخصوص سحب قواته من “العراق”، وذلك في ظل الظروف التي تشهدها المنطقة والتصعيد الحاصل من قبل “الكيان الصهيوني” في مختلف الجبهات، وهو أمر دفع “واشنطن” لإرسال المزيد من التعزيزات والقوات والأسلحة الثقيلة والطائرات المقاتلة إلى المنطقة، وذلك في خطوة تصعيدية تُنذر بمزيد من التوتر سواء في “العراق” أو المنطقة بشكلٍ عام.

جاء إعلان الإدارة الأميركية البقاء في المنطقة وعدم سحب قواتها من “العراق” في الوقت الراهن، متناغمًا مع تصريحات وزير الخارجية العراقي؛ “فؤاد حسين”، خلال الشهر الماضي، بعد تأكيده تأجيل موضوع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد، في وقتٍ تقوم فيه القيادة الأميركية الوسطى بتحريك بيادقها في مختلف المناطق والقواعد العسكرية التي تُسيّطر عليها في المنطقة، إذ دفعت بتعزيزات عسكرية باتجاه قاعدة (عين الأسد)؛ التي تُعتبر من القواعد الاستراتيجية لتأمين الأجواء باتجاه “الكيان الصهيوني”.

عدم الاستعداد لسّحب القوات..

يأتي ذلك في وقتٍ أعلنت فيه (البنتاغون) عدم استعدادها للإعلان عن خطوات محدّدة لسحب القوات الأميركية من “العراق”، حيث صرح مسؤول في “وزارة الدفاع” الأميركية أن: “وزارته على علمٍ بالتقارير التي ظهرت في وسائل الإعلام بشأن الخطط المحتملة لسحب القوات الأميركية من العراق، لكنهم ليسوا مستعدين بعد للإعلان عن أي مواعيد محددة في الوقت الراهن”.

وكانت بعض وسائل الإعلام قد نشرت تقارير تُفيد بأن “الولايات المتحدة” و”العراق” توصلا إلى اتفاق حول الانسحاب التدريجي لقوات ما يسُّمى: بـ”التحالف الدولي”، في عامي 2025 و2026، إلا أن “وزارة الخارجية” العراقية قد أكدت؛ منتصف الشهر الماضي، أن “بغداد” أعلنت تأجيل موعد الإعلان عن انتهاء مهمة “التحالف الدولي”؛ بقيادة “الولايات المتحدة”، بسبب التطورات الأخيرة.

وأعلنت (البنتاغون) وصول مقاتلات (إف-22 رابتور)؛ التابعة للقوات الجوية الأميركية، إلى منطقة مسؤولية “القيادة المركزية الأميركية” كجزء من تحركات تموضّع القوات الأميركية في المنطقة وللتعامل مع ما تصفه: بـ”التهديدات”، علاوة على ذلك فقد أرسلت “واشنطن” حاملة الطائرات (إبراهام لينكولن) وسِرب مقاتلات وسفنًا حربية إضافية إلى المنطقة؛ وذلك في خطوة تصعيدية يُراد منها دعم “الكيان الصهيوني” في حربه التي يُشّنها ضد الشعب الفلسطيني و”لبنان” وبعض دول المنطقة.

لم يُناقش ملف إخراج القوات !

وأكد رئيس حركة (وجود)؛ “محمد أبو سعيدة”، لموقع (المعلومة)، أن: “وزير الخارجية؛ فؤاد حسين، يمتلك جواز سفر أميركي ولا يستطيع التحدث مع واشنطن بشأن تواجد أو بقاء قواتها على الأراضي العراقية، وبالتالي لا يمكن اعتباره شخصية مفاوضة للجانب الأميركي”، مبينًا أن: “الجانب الأميركي ووزارة الدفاع؛ (البنتاغون)، قد أكدت عبر صفحتها الالكترونية باللغة الإنكليزية أن قواتها لن تنسحب من العراق، وإنما هناك تقليص في قاعدة (الحرير) وزيادة أعداد المقاتلين والدفاعات الجوية في قاعدة (عين الأسد)؛ وكذلك في بعض القواعد السورية”.

ويتفق هذا الحديث ما قاله القيادي في ائتلاف (دولة القانون)؛ الشيخ “حيدر اللامي”، أن: “الحكومة تحركت باتجاه جدولة خروج قوات (التحالف الدولي)؛ وهذه القوات هي صنيعة أميركية، أما بشأن خروج القوات الأميركية من البلاد، فإن واشنطن صرحت من خلال (البنتاغون) بعدم وجود أي تفاهمات حول خروج قواتها من العراق وذلك قبل زيارة السوداني إلى واشنطن قبل نحو (06) أشهر”، مضيفًا أن: “زيارة الوفد الأمني العراقي الذي استبق وصول السوداني إلى واشنطن، لم يُناقش في أميركا أي ملف حول إخراج القوات الأميركية من العراق، إضافة لذلك فإن الجانب الأميركي قد أكد في معرض جوابه على أحد الأسئلة الصحافية أنه لم يتكلم عن أي ملف يتعلق بإخراج القوات الأميركية من العراق”.

إشارة إلى الانقسام السياسي..

ويعّزو خبيران في الشأن السياسي العراقي؛ تحدثت إليهما (العين الإخبارية)، أسباب: “صعوبة انسحاب قوات (التحالف الدولي)”؛ بقيادة “الولايات المتحدة”، من “العراق” وفق الجدول الزمني الذي أعلنت عنه “الولايات المتحدة” قبل أيام، إلى: “حالة الانقسام السياسي”.

وفي هذا الإطار؛ يقول الدكتور والإعلامي والمحلل السياسي العراقي؛ “قصّي شفيق”، عند سؤاله عن وجود جدول زمني للانسحاب: “لا جدوى من ذلك؛ وإنما ما يُصّدر فقط تصريحات إعلامية فارغة على مستوى الخطاب العراقي”.

واعتبر أن: “من يملك قرار الانسحاب هو البرلمان العراقي”، لافتًا إلى أن: “الأغلبية في البرلمان إذا صّوتت على إجلاء قوات (التحالف الدولي) فعلى الحكومة تطبيقه على الفور بقرار بالأغلبية؛ وهذا صعب”.

وعن صعوبة ذلك؛ يعتقد “شفيق”، أن: “هناك انقسامًا سياسيًا، فالطرفان الكُردي والسُّني يُريدان بقاء تلك القوات، بخلاف القوى السياسية الشيعية”.

وأكد: “صعوبة تمرير قانون بالأغلبية من قبل البرلمان يؤدي إلى إجلاء قوات (التحالف الدولي) من العراق”.

بقاء ضروري..

وتابع: “الطرفان الكُردي والسُّني يريان أن بقاء تلك القوات ضرورة لوجودهما السياسي أولاً، وثانيًا لضرورات أمنية ومبُررات أخرى”.

وبحسّب المحلل السياسي؛ فإن: “الحكومة لا يُمكنها التصريح أو التلويح عن جدول انسحاب قوات (التحالف الدولي) لوجود علاقات دولية واستراتيجية، كون الولايات المتحدة لا تزال الراعي الرسّمي لهذه الحكومة”، وفق قوله.

تصريحات غير حقيقية..

وعند سؤاله عن إمكانية وقوع خلاف بين (الإطار التنسّيقي) الحاكم ورئيس الوزراء؛ “محمد شيّاع السوداني”، بشأن الانسحاب، يرى الدكتور “قصّي شفيق”، أن: “تصريحات (الإطار) غير منضبطة وغير حقيقية”.

وأضاف: “(الإطار) في العلن يتحدث عن إجلاء القوات؛ وفي الخفاء أغلبهم يجلسون مع السفيرة الأميركية؛ (آلينا رومانوسكي)، ويتحدثون عن التعاون المشتركة مع واشنطن”.

وتابع: “في رأيي القرار بيد البرلمان؛ لكنه يجتمع للتصويت ولن يكون هناك خلاف بين (الإطار التنسّيقي) والحكومة بسبب عدم وجود قضية تتعلق بإجلاء القوات الأميركية، لأنه قد يكون حُلمًا أكبر من القوى السياسية أن تلوح علنًا بوثائق رسمية أو بقرار برلماني عن انسحاب القوات الأميركية وإجلائها من العراق”.

علاقات “السوداني” و”الإطار التنسّيقي”..

بدوره؛ يرى الدكتور “علاء مصطفى”، الكاتب والمحلل السياسي وأستاذ الإعلام في جامعة (بغداد)، أن: “موضوع الانسحاب ضبابي وغير واضح الملامح”.

وأضاف أن: “هناك تضاربًا بين التصريحات الرسمية العراقية والأميركية؛ لذلك حتى الآن لم يُصّدر شيء رسمي مشترك يمكن الاعتماد عليه”.

وتابع: “أنا عن نفسي أستبعد الانسحاب بما تشّتهيه الأنفس؛ بما وقّع عليه (الإطار التنسّيقي) والفصائل، والذي أنتج بما يُعرف بالهدنة مع الجانب الأميركي؛ والموضوع شائك جدًً”.

واستطرد: “أنا أستبعد توقّيعه؛ خاصة مع قرب إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية؛ وليس من مصلحتنا إبرام مثل هذا الاتفاق مع حكومة لم يتبق لها إلا أيام قليلة”.

واستدرك: “أنا هنا لا أقول إن الرئيس الأميركي؛ جو بايدن، المنسحب من السلطة؛ بل من الممكن والمُرجّح أن تتحول الإدارة من الديمقراطيين إلى الجمهوريين، وبالتالي هذا الموضوع متروك إلى المستقبل”.

الانسحاب “مسُّتبعد” !

واستبعد أستاذ الإعلام بجامعة (بغداد) التوقّيع على اتفاقية تتعلق بانسحاب القوات الأميركية والأجنبية من “العراق”.

وقال: “أستبعد التوقّيع في هذه المرحلة؛ وصراحة ما أتخوف منه تلك التصريحات التي تتحدث عن وجود اتفاقية ثنائية بين بغداد واشنطن، فهذه الاتفاقية ماذا سيُكتب فيها، فالاتفاقية الأمنية الأخيرة مُقلقة مثل الاتفاقية العراقية مع تركيا”.

وعند سؤاله فيما إذا كان هذا الموضوع سيوسع من رقُعة الخلافات بين (الإطار) و”السوداني”، أجاب “مصطفى”: “لا أعتقد أن السوداني سوف يدخل في خلافات وإشكالات مع (الإطار التنسّيقي)”.

وأكمل: “أنا أجد أنه خلال الفترة المقبلة ستعود العلاقة بين (الإطار) والسوداني؛ كما كانت في أول أيام تشكيل حكومته، أي أنه بالقضايا الاستراتيجية يعود (السوداني) إلى (الإطار) ويسمع من (الإطار) ولا يرتجل وتكون هناك معادلة في الحكم ذات المعادلة التي أفرزت الحكومة”.

والجمعة الماضي؛ ذكرت (رويترز) أن “الولايات المتحدة” وافقت على سحب مئات القوات التي تقودها “الولايات المتحدة” من “العراق”؛ بحلول أيلول/سبتمبر 2025، وفقًا لتقرير حديث لـ (رويترز).

وقالت مصادر للوكالة إن: “الولايات المتحدة والعراق توصلا إلى اتفاق واسع النطاق بشأن خطط سحب قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من الدولة الشرق أوسطية بعد أكثر من: (06) أشهر من المحادثات بين البلدين”.

ملامح الاتفاق..

وبموجب الاتفاق؛ الذي لا يزال يتطلب تأكيدًا نهائيًا من كلا البلدين، ستُغادر مئات القوات “العراق” بحلول أيلول/سبتمبر 2025، بما في ذلك جميع قوات “التحالف” في قاعدة (عين الأسد) الجوية؛ في محافظة “الأنبار” الغربية، وعدد كبير في العاصمة “بغداد”، وفقًا لمصادر (رويترز).

ومن المتوقع أن تظل بعض القوات الأميركية وقوات “التحالف” الأخرى في “أربيل”، في منطقة “كُردستان العراق”، حتى حوالي نهاية عام 2026؛ بينما تواصل العمليات ضد تنظيم (داعش).

وكان “فرهاد علاء الدين”؛ مستشار الشؤون الخارجية لرئيس الوزراء العراقي، صامتًا بشأن تفاصيل الاتفاق المزعوم، لكنه قال: “نحن الآن على وشك تحويل العلاقة بين العراق وأعضاء (التحالف الدولي) إلى مستوى جديد، مع التركيز على العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة