خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم Heaven Is for Real، فيلم يحكي عن وجود نعيم حقيقي، وتفاصيل حقيقية لهذا النعيم، حيث رآه طفل صغير.

الحكاية..

يبدأ الفليم ب”تود بوربو” رجل يقوم بتصليح المرآب لأحدهم ويأخذ أجر التصليح سجاجيد مستعمله للكنيسة، ثم يقوم بعمل أنشطة رياضية في بلدة صغيرة مع باقي جيرانه، محبوب من الجميع وهو قس كنيسة كروسرودز ويسليان في إمبريال، نبراسكا الذي يقوم بوعظهم يوم الأحد، ولأن وعظه يصدر من قلبه ومن تفكيره العفوي والتلقائي فهو يصل إلي قلوب أهل البلدة الذين يحبونه ويقدرون أعماله الطيبة والخيرة نحوهم.

يتعرض ابنه “كولتون” البالغ من العمر أربع سنوات لعملية جراحية طارئة بعد إصابته بالتهاب الزائدة الدودية الحاد ويكون ابنه علي حافة الموت، ويكلم “تود” الرب بغضب ويتساءل لما يأخذ ابنه منه . ثم مع دعوات الكثيرين من أصدقاء وأحباب “تود” في البلدة يقوم ابنه ويتعافي.

رؤية الجنة..

بعد تعافية يخبر “كولتون” والده  أنه رأي الجنة ويصف لأبيه كيف رأى الجراح يجري عملية جراحية على الزائدة الدودية الممزقة، ووالدته تدعو الناس في غرفة الانتظار للصلاة، ووالده في غرفة أخرى يصرخ على الله ألا يدعه يموت. كما يتحدث عن حوادث مع أشخاص لم يقابلهم أو يعرف عنهم قط: مقابلة جد كبير توفي قبل ولادته بوقت طويل، وأخت لم تولد بعد لم يعرف عنها شيئًا ماتت في إجهاض، ومقابلة يسوع .

يتحدث “كولتون” عن تجاربه في الجنة، وينبهر “تود” بهذا الحكي ويواجه “تود” معضلة كيفية عرض تجربة ابنه. ويكون “تود” حذرا من مناقشة الموقف ثم يسمح لابنه بعمل مقابلة صحفية يحكي فيها الطفل بعفوية وتلقائية ما رآه.

سخرية..

هنا يسخر منه الناس ومن تصورات الطفل عن الجنة ومن تصديق والده لهذه الأقاويل، ويبدأ أعضاء مجلس إدارة كنيسته يغضبون من ردة فعل بعض الناس الساخر ويطلبون من “تود” ترك عمله كقس، رغم أنه يعاني ولديه التزامات مادية كثيرة تفوق راتبه كقس.

رغم ذلك يظل “تود” مبهورا بالتفاصيل التي يحكيها ابنه ومصدقا لها، في حين تشعر الأم بهراء انشغال زوجها بتلك القضية التي قد تفقده عمله، في حين أنه يحتاج إلي أموال كثيرة لتسديد فواتيره، ولكن رأيها يتغير حين يخبرها ابنها أنه رأي أخته التي فقدتها كجنين.

تصديق..

يظل “تود” متحيرا لكنه يحسم أمره ويعلن تصديقه لكل تلك التفاصيل التي حكي أبنه عنها بخصوص الجنة، خاصة بعد أن وجد علي الانترنت طفلة أخري تحكي عن رؤيتها للجنة وأن التفاصيل التي تحكيها تشبه تلك التي يحكيها ابنه.

وعندما يتم طلب إجراء مقابلة مرتجلة على الهواء مع “تود” من قبل محطة إذاعية، يدعوهم لحضورعظته في الأحد التالي. وفي الكنيسة، يعظ عن تجارب ابنه ويكشف عن دعمه له. ينتهي الفيلم علي مساندة أهل البلدة ل”تود” وعن استئنافه لعمله كقس ولحياته كأب حنون وزوج مراع لزوجته.

الفيلم هادئ وإيقاعه متوازن، أداء الممثلين متوافق مع إيقاع الفيلم، ويحرص الفيلم علي تصوير مدي التعامل الإنساني ما بين الناس بالبلدة الذين يتعاملون بود وحميمية وإنسانية عالية يدفعهم في ذلك إيمانهم العميق والتزامهم بتعاليم الدين.

ويوضح مع ذلك خطورة التحدث عن الجنة وعن تصورات تفاصيل لها لأن تلك التفاصيل والجزم بها كادت أن تؤدي إلي حدوث غضب وسط أناس منسجمين ويعيشون حياة هادئة، ربما لأن تصورات الطفل عن الجنة أغضب البعض ممكن يرون أن الدين يتعامل مع الجنة والجحيم باعتبارهما وسيلة للثواب والعقاب ولا يتم تخيل الجنة كنعيم مطلق وفقط. لكن في النهاية استجاب الناس لفكرة أن الجمال في تخيل الطفل للجنة أو لرؤيته لها كما بين وكيف كانت مكانا يسوده السلام والمحبة.

الفيلم..

“الجنة حقيقية” هو فيلم درامي أمريكي صدر عام 2014، من تأليف وإخراج “راندال والاس” وشارك في كتابته “كريستوفر باركر”، استنادًا إلى كتاب القس “تود بوربو ولين فينسينت” الذي صدر عام 2010 والذي يحمل نفس الاسم . الفيلم من بطولة “جريج كينير، كيلي رايلي، كينج كوروم، مارغو مارتينديل، وتوماس هادن تشيرش” . ميزانية: 12 مليون دولار، أرباح شباك التذاكر،101.9 مليون دولار.

حصل الفيلم على آراء نقدية متباينة، لكنه حقق نجاحًا كبيرًا في شباك التذاكر، حيث حقق 101 مليون دولار مقابل ميزانية قدرها 12 مليون دولار، ليصبح ثاني أعلى فيلم مسيحي تحقيقًا للأرباح على الإطلاق .

الاستجابة الحرجة..

تلقى فيلم Heaven Is for Real مراجعات متباينة. حصل الفيلم على تقييم 51% على موقع تجميع الأفلام Rotten Tomatoes ، بناءً على 89 مراجعة، بمتوسط ​​تقييم 5.6/10. ينص إجماع الموقع على أن ” فيلم Heaven Is for Real يتميز بسيناريو مكتوب جيدًا وطاقم عمل موهوب، لكنه يبالغ في التوسع بتسلسلات ثقيلة تصور مفاهيم كان من الممكن أن يثق الجمهور في إيمانه بها”. على موقع آخر، Metacritic ، حصل الفيلم على تقييم 47/100 يشير إلى “متوسط”، بناءً على مراجعات من 27 ناقدًا.

أعرب “جيب لوند”، كاتب عمود في صحيفة الجارديان، عن تشككه في تصوير القصة في الفيلم. إن العلامات الحمراء التي يزعم كولتون بوربو أن يسوع كان يحملها على يديه وقدميه معروفة جيدًا. كان بإمكان الصبي أن يخمن بسهولة أن والده القس كان يصلي، أو أن طاقم التمريض كان ليخبره بذلك.