22 نوفمبر، 2024 3:55 م
Search
Close this search box.

كم سامري يعيش بيننا

كم سامري يعيش بيننا

الكثير من الناس في وقتنا الحاضر قد يدخل إلى نفوسها العجب أو التعجب حين ترى ابتعاد الناس عن القيم الأخلاقية والتقاليد التي دعت اليها شريعة سيد البشر في مختلف العلاقات سواء العائلية بين أفراد العائلة الواحدة أو بين الاقارب أو بين الأصدقاء.

وهنا لا يكون للبعد الزمني أو البعد المكاني أي تأثير فيما يفعله الإنسان فقد يكون الزمان والمكان في زمن حياة الرسل والأنبياء والأئمة عليهم الصلاة والسلام أو قد يكون في زمن يخلو فيه وجودهم.

لنتأمل القران الكريم ونقف وقفة تامل فكري وتحليلي لهذه الحوادث والقصص التي جرت في أزمنه وأماكن مختلفه .

ففي حياة النبي موسى عليه وعلى نبينا واله الصلاة والسلام وعندما أنجى الله موسى وقومه من بني اسرائيل عندما شق اليهم البحر واغرق الله قوم فرعون وحين خرج موسى عليه السلام وقومه ذهب لميقات ربه وترك قومه وحين رجع اليهم وجدهم يعبدون العجل كيف حدث هذا ونبي الله موسى عليه السلام بين قومه ينبأهم ويجيب عن امرهم ويصلي فيهم وشاهدوا معه المعاجز ومع ذلك فقد أغواهم شخص يدعى السامري وقد ذكرت هذه القصة في القران الكريم (قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّﱞقَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي ﱟ قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا ﱠ )سورة طه

لنتأمل حادثة أخرى وهذه المرة مع نبينا وشفعينا محمد صل الله عليه واله وسلم وكان قائما يخطب في يوم الجمعة في جمعٍ من أصحابه ومع جلالة قدر النبي ومهابته فان أصحابه قد تركوه قائما يتحدث وانصرفوا عنه وقد قال الله في هذه الحادثة ﴿ وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا ۚ قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ ۚ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾

هذا يحدث في وجود الشخصيات الإلهية المقدسة ومع ذلك فان الكثير من الناس قد تكون تصرفاتهم مخالفه لما يدعو اليه الحق .

فلا غرابة ولا تعجب فيما يحدث الآن من تصرفات الناس وابتعادهم عن ماجاء بالرسالات السماوية التي كانت هدفها تكامل الإنسان ولكن هذا الإنسان يكون جهولا منكرا لفضائل الله يتبع غرائزه وهواه .

أحدث المقالات