24 ديسمبر، 2024 4:06 م

“جام جم” الإيرانية ترصد .. “إيران-العراق” ضد المؤامرات !

“جام جم” الإيرانية ترصد .. “إيران-العراق” ضد المؤامرات !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

بدأ الرئيس الإيراني؛ “مسعود بزشكيان”، يوم الأربعاء، زيارة رسّمية مدتها ثلاثة أيام، على رأس وفدٍ رفيع المستوى من المسؤولين السياسيين والاقتصادية، استجابة لدعوة رسّمية من رئيس الوزراء العراقي؛ “محمد شيّاع السوداني”. بحسب ما استهل تقرير “أمير علي موسوي”؛ المنشور بصحيفة (جام جم) الإيرانية.

وقيل إن هذه الزيارة سوف تشهد توقيع الجانبين على عدد: (15) وثيقة تعاون من شأنها تسّهيل العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين. وسيقوم الرئيس بزيارة المراقد في” النجف وكربلاء”، وسوف يتفقد بعض المشاريع الإيرانية في “البصرة” كذلك، وسيزور “أربيل والسليمانية”؛ شمال “العراق” بدعوة من المسؤولين في “إقليم كُردستان”.

أكثر من مجرد جار..

افتتاح رئيس الجمهورية جولاته الخارجية بدولة “العراق”، إنما يعني أن تبني الحكومة الرابعة عشر عقيدة الجوار هو أحد أولويات السياسة الخارجية الإيرانية.

كما تعكس هذه الزيارة؛ من جهة أخرى، أن “العراق” لايزال يحظى بمكانة خاصة في السياسة الخارجية الإيرانية، وأن توطيد العلاقات السياسية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية من جهة، وتدعيم أواصر العلاقات الأخوية بين البلدين، من جملة الموضوعات التي تحظى بعناية خاصة من جانب “طهران”.

وفي الواقع تحمل هذه الزيارة رسائل هامة لتيار الاستكبار العالمي؛ بشأن إرادة “طهران وبغداد” الحقيقية والعملية بشأن توطيد العلاقات، وعدم السماح للمنتفعين بتجريح هذه العلاقات.

وعليه يمكن استنتاج أن زيارة الرئيس الإيراني إلى “العراق”، سوف تضمن العُمق الاسترايتجي لتيار المقاومة في “العراق”، ومن المتوقع أن تُهدد نتائج هذه الزيارة مصالح الغرب وعملائهم في المنطقة.

التعاون “الإيراني-العراقي”.. يوطد سياسة الجوار..

تطرق “عباس مقتدايي”؛ عضو “البرلمان الإيراني”، للحديث عن سوابق الأخوة بين الشعبين الإيراني والعراقي، وقال: “أثبتت طهران وبغداد على مدار سنوات، أن الحرب والصراعات لم تكن تتعلق بشعبي البلدين، وإنما بنظام (البعث) الذي سعى في إطار تحقيق أحلامه السلطوية إلى التغطية على فشله، وعدم السماح باستقرار النظام الإسلامي. لكن وبعد إعدام؛ صدام حسين، وفتح مسارات تعاون، شاهد الجميع كيف يستطيع الشعبان الرشيدان المساعدة في تحسّين أجواء السلام والأمن في المنطقة والعالم”.

مشيرًا: “واختيار العراق ليكون الوجهة الأولى للرئيس الإيراني الجديد؛ إنما يُقدم مفهومًا يتجاوز التعاون بين البلدين، وإنما هو متجذر في المعتقد والتضامن الإيماني والعقدي والديني بين شعبي البلدين. بخلاف ذلك يمكن للبلدين الكبيرين؛ إيران والعراق، التأثير بشكلٍ أكبر في المنطقة. وعليه فالتعاون بين البلدين قد يدعم ويقوي سياسة الجوار، ورئيس الجمهورية الآن يحمل رسالة صداقة لكل دول الجوار والمنطقة بالكامل، لكنه بدأ بالعراق ولن يتوقف عند بغداد”.

إيران” على استعداد لزيادة صادراتها لـ”العراق”..

يقول “حسن هاني زاده”؛ خبير شؤون غرب آسيا: “الزيارة تعكس مكانة العراق؛ حكومة وشعبًا، في حوزة السياسة الخارجية الإيرانية. وتأتي هذه الزيارة في ظل ما تشهده المنطقة من أزمة تنفس قد تخرج عن سيطرة الأطراف اللاعبة العالمية. من جهة أخرى، فإن طول أمد الحرب على غزة، وعمليات الكيان الصهيوني الاستفزازية بمهاجمة لبنان وسورية والإبادة في غزة والضفة الغربية، قد تُفضي إلى حرب إقليمية شاملة”.

متابعًا: “أضف إلى ذلك أن الحكومة العراقية سوف تتمكن من تحقيق الاستقلال الكامل في قراراتها الداخلية والإقليمية، بالنظر إلى أنه من المقرر مغادرة القوات الأميركية بغضون عام، العراق بموجب اتفاق (واشنطن-بغداد). ومن الطبيعي أن تتأثر إيران بأي حدث يشهده العراق؛ حيث تشترك البلدان في حدود برية وبحرية بطول: (1400) كيلومتر، لذلك تحملت طهران على مدار العقدين الماضيين، تكلفة المحافظة على أمن العراق، والحيلولة دون نفوذ التنظيمات الإرهابية في العراق”.

لافتًا: “ولذلك يمكن تحليل زيارة الرئيس؛ بزشكيان، إلى العراق من عدة جوانب، الأول: تخطيط طويل المدى للمحافظة على الأمن العراقي الداخلي عقب انسحاب القوات الأميركية، والطبيعي أن تمتلك إيران الاستعداد لنقل تجربتها في مكافحة التيارات الإرهابية إلى العراق، ضمن عمليات تأهيل وتدريب القوات العسكرية العراقية. الثاني: استكمال مشروع خط السّكك الحديدية (إيران-العراق-سورية)، والذي سيُحقق مكاسب اقتصادية كبيرة للدول الثلاث”.

مضيفًا: “كما أتوقع أن يتم تفعيل اتفاقية التعاون الأمني والعسكري بين إيران والحكومة المركزية في العراق بشأن تأمين الحدود المشتركة”.

وأضاف: “من جهة أخرى إيران على استعداد لرفع صادراتها إلى العراق إلى: (20) مليار دولار خلال السنوات الخمس المقبلة بدلًا من: (10) مليار دولار”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة