22 نوفمبر، 2024 12:56 م
Search
Close this search box.

إبراهيم الصميدعي..ومعالم الحرج في دفاعه عن إجراءات الحكومة

إبراهيم الصميدعي..ومعالم الحرج في دفاعه عن إجراءات الحكومة

ليس هناك ممن يكون بمقدوره التشكيك بقدرات الصحفي والمحامي إبراهيم الصميدعي في تحليله لمظاهر السلوكيات السياسية لأطراف العملية السياسية منذ عام 2003 حتى الآن وما تعانيه من أزمات وما تعصف بها من مراحل عصيبة.

وإبراهيم الصميدعي نعرفه صحفيا وكاتبا مقتدرا منذ عام 2005 قبل أن نعرف أنه إحترف مهنة المحاماة ووجد فيها ضالته في أن يكون من المقربين من أغلب أطراف العملية السياسية إن لم يكن جميعهم وبخاصة في فترة السيد أياد علاوي ومن بعدها المالكي وهو عراب تحسين علاقات العراق مع محيطه العربي وعقد صفقات تجارية  مع مصر كان له دور في عقد البعض منها كما يقال.

لكن ما أن ظهر السيد إبراهيم الصميدعي بصفة مستشار رئيس الوزراء عند دفاعه عن حكومة السيد محمد شياع السوداني حتى لم يجد المشاهد في المبررات التي يطرحها أنها مقنعة بل راح يميل الى تكرار التبريرات نفسها بين لحظة وأخرى في حواراته مع القنوات الفضائية وبخاصة عند إستضافته من قبل الإعلامي أحمد ملا طلال بقناة الـ (utv) لمرتين في ظرف إسبوع والمشاهد يجده يعيد ويصقل في الدفاع عن الحكومة ومبرراته تكاد تكون نفسها كونها هي أحد مهامه الآن كمستشار للحكومة لكني على قناعة أن الرجل محرج كثيرا وهو يواجه صعوبات في طريقة عرض المبررات المقنعة التي كنا قد تعهدناه في حواراته السابقة قبل أعوام مضت وحتى الى ما قبل عام في أقل تقدير.

ومما يشير اليه أي متابع ربما أن كل أطراف الإطار وهم قيادات ورؤوس كبيرة متمرسة في الحكم والعمل السياسي ولها خبراتها ومناصريها وحتى الجماعات الأخرى المنضوية تحت لواء الحكومة ونواب يحسب لهم الحساب حاليا هم من يكشفوا عن جوانب كثيرة من تلك الأزمات التي تعصف بالنظام السياسي وهم يعبرون عن مخاوفهم وإستغرابهم مما يحدث لهم الآن حتى من بينها ان يتحول مكتب رئيس الوزراء الى أحد واجهات الخصومة مع الإطار.

وكل المبررات التي تطرح من قبل مستشاري السيد السوداني في الإعلام تحاول التهوين والتقليل من شأن ماحدث بل والنفي الكلي أحيانا لوقائع ما يحدث وما تم ترويجه في الإعلام عبر تصريحات رسمية لأطراف الإطار نفسها من أنها غير موجودة وأنها تدفع بإتجاه حرمان السيد السوداني من الولاية الثانية لكن مبررات الحكومة ومستشاريها ومنهم الزميل إبراهيم الصميدعي كلها تدفع نفي الحالة تماما في محاولة لإخفاء معالم الهزة الكبرى التي أثارت الرعب بين أطراف الإطار وأصبح مستقبل نظامهم السياسي على المحك من أنه قد يواجه مرحلة الإنهيار إن لم يتم تدارك ماحدث سريعا وتنتهي الأزمة أو تؤجل بعد تسويات صعبة يحاول الإطار البحث فيها عن (عمليات تهدئة) لكي يتجنبوا عواقب ماحدث من خلال (لملمة المشكلات) لكي لايظهر وكأن التصدع في أركان عمليتهم السياسية قد بلغ حدودا مرعبة.

والجمهور العراقي ربما أصبح على قناعة بأن إبراهيم الصميدعي (المستشار) ليس بمقدوره أن يخفي معالم ماحدث ولن يكون بمقدوره التغطية على تلك الفضائح والجمهور العراقي في حالة من الإستغراب من كيفية تحول شخصية صحفية ومحاميا لديه خبرة في تغطية الاحداث العراقية مثل إبراهيم الصميدعي أن يظهر بهذه الطريقة التي لن يكون بمقدوره أن يقنع أحدا من المشاهدين مهما حاول الإستماتة في الدفاع عن حكومة السيد السوداني برغم أن السيد السوداني يدرك مقدار شعبيته في الشارع العراقي لكن قوى الإطار تعرف أكثر مما يعرفه الصميدعي من خفايا عن الحكومة وما يوجه اليها من إتهامات.

والطامة الكبرى أن يوجه السيد إبراهيم الصميدعي الإتهام للإعلام وهو إعلامي كما نعرفه على أن (الإعلام) هو من يبحث عن (إثارة الأزمات)  وأظهارها الى العلن وهي أحد مهام الإعلام حقا وجماعات من الحكومة ونواب منها هي من تلتجيء الى الإعلام في إثارة الأزمات عن أطرافها وتكشف خفاياها الى الإعلام.

بل أنه من وجهة نظر الصميدعي كما يفهم منها أن الإعلام هو من يتحمل إثارة كل تلك التصريحات وهو من يشعل نار الأزمات وفي كل مرة يقول (أنتم الإعلام إتركونا) في وقت يعرف القاصي والداني أن جماعة الإطار هم من يبحثون عن الظهور في الإعلام وكيل الإتهامات للحكومة لعرقلة سعي السيد السوداني للحصول على الولاية الثانية وهم من لديهم ربما خلافات عميقة معه وكل منهم يرى أن من حقه أن يكون له موقع مهم في سلطة القرار.

أحدث المقالات